أخبار إيرانمقالات

بـــدايــــــة ونـــــهايــــة

 

 

  
12/1/2017
المحامي عبد المجيد محمد

 

مات أکبر هاشمي رفسنجاني الرجل الثاني في النظام الإيراني منذ 1987مساء يوم الأحد 8/کانون الثاني –يناير وتم دفنه يوم الثلاثاء 10/يناير-کانون الثاني بجوار قبر خميني . يمکن في البداية يتبادر الی الذهن أن رجلا مات ودُفن بعد 48ساعة وانتهی الأمر. ولکن عندما نسلط الضوء علی مر التاريخ طيلة 38عاماً الماضي منذ شباط1987إلی يومنا هذا وبعد نظرةعابرة علی سجل رفسنجاني سندرک أن هذه الرؤية هي رؤية ساذجة ، إذ کان رفسنجاني منذ تسلم خميني دفة الحکم من أقرب مساعديه ورجل ثقة له وبالتالي کان أول شريک في جميع الجرائم التي اُرتکبت في زمن خميني بالذات وعليه سمته الجرائد ووسائل الإعلام ”الصندوق الأسود“ للنظام الإيراني وهذه التسمية دقيقة جداً إذ إنها کان يجمع في صدره جميع أسرار هذا النظام الفاسد التي لم يکشف کما أخذ الکثير من الأسرار معه في القبر. إنه کان مشهوراً بشخصية براغماتية بمعنی يميل الی المصالح ولکن بالنسبة لرفسنجاني يجب أن نقول له معنی آخر أي ”شخصية انتهازية“ فعليه کان منذ تشکيل مجلس مصلحة النظام الذي تم تأسيسه أصلاً لتدبير طريق لانقاذ النظام من الأزمات والتحديات بالذات، ولحد يوم موته کان رئيساً لهذه المؤسسة التي کان يرأسها کما ذکرخامنئي في رسالته بمناسبة موت رفسنجاني بأنه لا يعرف أحداً لإحلال محل رفسنجاني علی هذه الجهة .
کان رفسنجاني معروفا لدی الشعب الإيراني وبسبب جميع أعماله المعادية للشعب ، بالثعلب الخدّاع. وبسبب الجرائم التي ارتکبت في زمن رفسنجاني وتحت إشرافه وقيادته يلقبه الشعب الإيراني ”رسماً جاني“ بدلاً من ”رفسنجاني“.
ولغرض التعرف علی أعمال رفسنجاني خلال 38عاماً مضی نلفت انتباهکم إلی النماذج التالية:
1-قيادة صفقة الأسلحة بين إيران وإسرائيل المعروف بـ”إيران کنترا“في 1980حيث أمکن استلام الأسلحة من إسرائيل لمواصلة الحرب ضد العراق.
2-زج الأطفال من المدارس إلی ساحة الحرب اللاوطنية بين إيران والعراق حيث أذعن ”أکرمي“وزير التعليم والتربية أنذاک بهذا الموضوع أيضاً.
3-القائدالعام للقوات المسلحة خلال الحرب العراقية-الإيرانية اللاوطنية . والجدير بالذکر أّن خميني الذي کان محباً للحرب فقد راهن کل ما بحوزته علی الحرب ضد العراق کما کان قد صرح أنه يواصل الحرب حتی لو طالت 20عاماً وحتی آخر طابوق من البيوت في طهران لکن أُرغم عليه في نهاية المطاف تجرع کأس السم في تموز/يوليو1988وقبول قرار وقف إطلاق النار وبالتالي نفق کَمِداً.
کان رفسنجاني يستند في جميع الاجتماعات بعد موت خميني الدجال بذکرياته معه خاصة في قيادة الحرب وتمشيتها بالتفاصيل. ما تُرکت من هذه الحرب اللاوطنية وحسب کلام رفسنجاني نفسه فقط 1000مليار دولار خسارة من الجانب الإيراني وهدم ودمار 50مدينة وأکثر من 3000قرية ومليونا قتيل وجريح ومعوق بالذات. کما وحسب قول ”سبزعلي رضائي“ قائد فيلق الحرس في زمن الحرب الثماني سنوات، هناک صندوق أسود لم ينکشف للشعب .
4-إنه کان ضمن الأشخاص الذين کانوا ينقلون أوامر خميني لإبادة 30ألف سجين سياسي في عام 1988للجان الموت في السجون .. کان رفسنجاني وتأييداً لهذا العمل الإجرامي واللاإنساني يقول : ”لا نمتلک أموالاً کثيرة لنصرفها لتغذية السجناء ورعايتهم.
5-کان لرفسنجاني في بدء مشروع الأسلحة النووية للنظام الإيراني دوراً مفصلياً وکان يعتبر مواصلة الحرب ضمان بقاء النظام الاستراتيجي حيث وبسبب اقترابه الوطيد مع کوريا الشمالية في زمن رئاسته کان يستخدم تجارب هذا البلد ويستشير منها لتمشية البرنامج النووي کما سافر إلی کوريا الشمالية أيضاً.
6- جرت مسلسل الاغتيالات ضد مثقفين إيرانيين وتصدير الإرهاب الحکومي إلی خارج ايران في زمن رئاسته وتم تنفيذ هذة المهمة من قبل وزارة المخابرات التي کانت صنيعة رفسنجاني نفسها .
7-هو من المتهمين الرئيسين في تفجير مبنی ”آميا“ في الارجنتين حيث قُتل فيه 85شخصاً وکان مطلوباً بهذا السبب من قبل الشرطة الدولية (انتربول).کما کان ”علي فلاحيان“ من المقربين من رفسنجاني وکان آنذاک وزيراً للمخابرات يقود هذه العملية الإجرامية کما هو مطلوب من قبل شرطة أنتربول الدولية أيضاً.
8-کان قد أدين رفسنجاني غياباً في المحکمة باتهام اغتيال معارضين إيرانيين في مطعم ميکونوس بمدينة برلين وبما أنه کان قد ارتکبت الجريمة في حدود برلين القضائية حسب قوانين الجزاء ومبدأ أرض أرتکبت الجريمة فيها فکان من المفروض أن تتم دراسة ملف الجريمة في محکمة برلين للجرائم الجنائية بالذات ، غير إن رفسنجاني امتنع المثول أمام المحکمة والجلوس علی کرسي الاتهام .
9-فجر عناصر المخابرات الإيرانية أبراج ”خُبَر“ في السعودية في زمن رئاسة رفسنجاني
10-تم اغتيال الأکراد الإيرانيين علی طاولة التفاوض في النمسا بقيادة رفسنجاني .
-لا يعتبرنفوق رفسنجاني لنظام ولاية الفقيه نهاية وإنما هو شروع مؤلم وصادم جداً للنظام الإيراني  کما نری هذه الصدمة والقلق في بيان جميع ملالي النظام مثل خامنئي وروحاني بوضوح. ورغم إن رفسنجاني کان خصما خامنئي فعلاً ومتنافساً ومتخاصما له، ولکن کان رفسنجاني في الحقيقة عمود خيمة النظام في الأزمات لإيجاد مخرج منها .

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى