تقارير

فورين بوليسي.. لهذه الأسباب ينشط حزب الله في أمريکا اللاتينية

 

 
4/1/2017

 

أفردت مجلة فورين بوليسي الأمريکية تقريراً مطولاً أعده الباحثان في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات “جون حنا، وإيمانيول أوتولنغي”، يتحدث عن ميلشيا حزب الله اللبناني التي اختارت ومنذ عقود أمريکا اللاتينية مرتعاً خصباً لترويج تجارة المخدرات.
وقال التقرير إن اختيار الحزب لأمريکا الجنوبية هو بسبب وقوعها تحت وطأة الفقر والإرهاب، إلی جانب ضعف أداء الحکومات فيها.
وتطرق التقرير إلی شبکات المخدرات التي يديرها الحزب في تلک المنطقة، وکيف تلعب دوراً مهما في الهجرة غير الشرعية إلی أميرکا الشمالية، في وقت يؤکد فيه الرئيس الأميرکي الجديد دونالد ترمب أنه سيولي أهمية کبيرة لمکافحة الهجرة غير الشرعية إلی بلاده.
وقال التقرير إن هناک تهاوناً وثيقاً بين عصابات ترويج المخدرات وشبکات التطرف العالمي تنميها النخب السياسية الفاسدة، فيما تعاني بعض دول أميرکا الجنوبية من غياب الرقابة، الأمر الذي دفع بتلک العصابات إلی التوجه شمالا نحو الولايات المتحدة، مشددا علی أن استئصال تلک الشبکات يجب أن يبدأ بمحاربة الحزب الذي وصفه بـ”ذراع إيران الأيمن”.
وأوضح التقرير أن تورط الميليشيات في شبکات المخدرات بأميرکا اللاتينية مکشوف منذ فترة، من خلال تشکيله لفرق متعددة يسميها بمسميات تحتوي علی رموز، وترتبط هذه الفرق بشبکات العصابات والجرائم الأسوأ سمعة بالمنطقة، وأبرزها عصابة “لوس زيتاس” المکسيکية وحرکة “فارک” الکولومبية، وعصابة “بريميرو کوماندو دي لا کابيتال” البرازيلية.
کما ألمح التقرير إلی أن الولايات المتحدة استهدفت ميليشيا حزب الله في وقت سابق وفرضت عقوبات عليه، بسبب أدلة ضده تتعلق بارتباطه مع شبکات إجرامية، لتصنيع وإنتاج مادة الکوکايين المخدرة.

تهديد الأمن الأميرکي
أکدت المجلة، أن ارتباط حزب الله بتجارة المخدرات يمثل أهم مصادر دخل التنظيم المتطرف، فيما تستخدم تلک الأموال في شراء ذمم بعض رجال الأمن والسياسيين المحليين، وهو ما ساعد علی تفشي الفساد والجرائم داخل البلاد، فيما تتم الاستفادة من عملياته لغسل الأموال في الشرق الأوسط لإدارة معارکه العسکرية، وعلی رأسها سوريا، التي تسببت في أسوأ أزمة نازحين إلی دول أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وتطرق التقرير إلی أنه بحسب المعلومات، فإن مرتزقة الحزب قد يخططون للتغلغل في الداخل الأميرکي، وشن هجمات إرهابية علی مناطق حيوية، مشيرا إلی قضية البنک اللبناني الکندي، الذي تم الکشف عنه بأنه يسهم في غسل أموال حزب الله، وتوصل التقرير إلی أن حصول الحزب علی نسبة من الأرباح التي يجنيها من شحنات المخدرات التي يتقاسمها مع عصابة “لوس زيتاس” المکسيکية، يمکن أن يکون ساعد في تمويل الخطة الفاشلة لاغتيال سفير السعودية في واشنطن عام 2011.

استغرب التقرير، من أن القيادات الکبيرة في حزب الله والمتمرکزة في الباراجواي، وعلی رأسها القيادي، محمد فائز برکات، لم تلاحقه المحاکم الدولية، علی خلفية تورطه في قضية تهريب أموال إلی حزب الله منذ عام 2006، وفرضت عليه واشنطن عدة عقوبات، لکنه لا يزال طليقا، إضافة إلی القيادي الشيعي الذي عينه حزب الله سفيرا في الباراجواي، حسن خليل، الذي يعمل لصالح نفوذ الحزب في ذات الدولة.

وخلص التقرير إلی أن هنالک عدة خطوات يمکن من خلالها وقف أنشطة الحزب الإرهابية، تستند في أساسها علی استهداف الشبکات التي تتعامل معه، ومن ضمنها بنوک ومسؤولون بارزون في حکومات تلک الدول، إضافة إلی فرض عقوبات أکثر صرامة علی کل من يتعامل مع هذه الشبکات، وضرورة تحرک إدارة ترمب المقبلة لضرب نشاطات الحزب في کل الدول اللاتينية وعدم السماح له بإنشاء قاعدة جنوبية تهدد أمن البلاد القومي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى