العالم العربي

الهدنة في سورية و الرسائل بوتين الخمسة

 


الشرق الأوسط
30/12/2016
 

 


 قالت مصادر مواکبة للتطورات السورية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجح عبر الإعلان عن وقف شامل لإطلاق النار في سوريا في إطلاق عدد من الرسائل في أکثر من اتجاه.
وأضافت أن الرسالة الأولی موجهة إلی الداخل الروسي ومفادها أن موسکو لن تغرق في حرب مفتوحة علی الأرض السورية تعيد شبح التورط في أفغانستان وتلقي علی جيش البلاد واقتصادها أعباء استنزاف طويل مکلف. ورأت أن بوتين مهتم بعدم الانزلاق إلی توتر طويل مع العالم الإسلامي يجعل روسيا في موقع «الشيطان الأکبر» ويعرض مصالحها ومواطنيها لأخطار علی امتداد العالم.
ولاحظت المصادر نفسها أن الهجوم الدبلوماسي الروسي جاء قبل أسابيع قليلة من دخول دونالد ترامب إلی البيت الأبيض وفي وقت تشهد فيه العلاقات بين موسکو وواشنطن تراجعا يکاد يعيد التذکير بأيام الحرب الباردة. وأي نجاح لوقف النار الحالي في سوريا سيشجع إدارة ترامب علی التعاون مع روسيا لمکافحة الإرهاب انطلاقا من المسرح السوري وهو ما يمکن أن ينعکس إيجابا علی الملفات الأخری.
والرسالة الثالثة موجهة إلی دول المنطقة التي تعاطفت مع ثورة الشعب السوري. ومفاد الرسالة أن نجاح وقف النار وبعده المفاوضات سيؤدي بالضرورة إلی نزع الذرائع التي تستخدمها إيران لتعزيز وجودها العسکري في سوريا والاستمرار في إجراء تغييرات ديموغرافية في بعض أجزائها. وتعتقد موسکو أن دول المنطقة قد تفضل في النهاية رؤية سوريا الروسية علی رؤية سوريا الإيرانية. ثم إن انطلاق الحل السياسي في سوريا سيطرح بوضوح وجوب انسحاب کل الميليشيات الغريبة التي تقاتل اليوم إلی جانب النظام أو ضده وهذا سيضع الميليشيات العراقية واللبنانية والأفغانية الموالية لإيران في موضع حرج.
الرسالة الرابعة موجهة إلی المعارضة السورية نفسها وقوامها أن روسيا هي القوة الوحيدة القادرة علی إقناع النظام وإرغامه علاوة علی أن الاتفاق يقوم علی أساس الضمانتين الروسية والترکية معا.
تبقی الرسالة الخامسة وهي موجهة إلی النظام نفسه. أنقذت روسيا بتدخلها العسکري في صيف 2015 النظام من السقوط وهي مهمة عجزت عنها إيران. ثم وفرت له عبر معرکة حلب موقعا قويا علی طاولة المفاوضات ولهذا تشعر أن من حقها أن تطالبه بالقدر الضروري من التنازلات ولکي تتحول سوريا لورقة نجاح في يد بوتين حين يلتقي ترامب لوقف الانزلاق نحو حرب باردة جديدة

زر الذهاب إلى الأعلى