أخبار إيران

من هو الخاسر الرئيسي في سوريا؟

 

 

خلال التوافق بين روسيا والمعارضة السورية وترکيا بشأن خروج المقاتلين ومواطني حلب من المدينة، أعربت وسائل وعناصر النظام عن قلقهم ازاء خسارة النظام في المشهد السوري والتحولات المقبلة نظرا الی أن النظام لم يکن له دور في التوافق ونظرا الی أن عراقيل قوات الحرس المعادية للشعب وقوات حزب الشيطان اللبناني لم تستطع منع خروج المقاتلين السوريين. کما کان نظام الملالي المغبون الرئيسي في اجتماع موسکو أيضا لأنه اضطر الی الاعتراف في نص العقد الموقع بالمعارضة المسلحة السورية. ولکن برغم هذا الوضع الواضح يحاول نظام خامنئي أن يصور الحقائق علی الأرض بالمعکوس.
وکتبت صحيفة کيهان الناطقة باسم خامنئي «استراتيجية القيادة، جعلت روسيا في العام الخامس من الحرب أن تقف بجانب محور المقاومة بدون أن تجعل مقدرات سوريا بيد موسکو. استراتيجية القيادة أوصلت العلاقات بين ايران وروسيا ي ظل أزمة سوريا الی نقطه حيث أحبطت التحرکات المعادية لايران علی المستوی الدولي أو جعلتها قليلة التأثير».
وکانت  الصحيفة قد کتبت في 10 ابريل الماضي: «لا شک أن روسيا هي تشکل واحدة من الدول المؤثرة في ملف سوريا. ولن هذه المکانة بالمقارنة بمکانة ايران وحزب الله لا تعد ”استراتيجية“». وحسب ادعاء موقع انتخاب فان هذا النظام هو الذي تمکن من اقناع روسيا للعب بدور في سوريا. ولکن من المثير أنه بينما تحاول کل من الصحيفة الناطقة باسم خامنئي والموقع الداعم لحکومة روحاني أن يصورا دور روسيا هامشيا وفي خدمة استراتيجية النظام لدی أذهان عناصره المنهارة خاصة البسيجيين وحرس خامنئي. الا أن ورقة التوت سقطت في مقال صحيفة البسيج تحت عنوان «تمهيدات حلب للمفاوضات السورية السورية» حينما تؤکد علی الدور المحوري لروسيا في مجال التحولات المقبلة ومعالجة الأزمة السورية سياسيا وتقول: «بالضبط عندما تبين أن شرق حلب أصبحت علی وشک استعادتها وتحريرها بالکامل. فان المسؤولين الروس وعلی رأسهم شخص بوتين أفاد في حديث ينم عن التنسيق مع حلفائها في الحرب في سوريا، وقف اطلاق النار عام في سوريا وبدء وشيک للمفاوضات السياسية لحل الأزمة السورية في أستانا عاصمة کازاخستان. ومن المسلم به أن روسيا قد أسقطت مسبقا بعرضها وقف اطلاق عام واستئناف سريع للمفاوضات السورية – السورية الذريعة من يد المعارضين وحماتهم الأجانب».         
سبق وأن اعترفت وسائل الاعلام التابعة لزمرة رفسنجاني – روحاني بالدور الرئيسي لروسيا في التوافق المتعلق بخروج المقاتلين والمدنيين من شرقي حلب.
کما أنه ورغم التخرصات التي يطلقها نظام  الملالي الدجال علی ديدنه، کتبت صحيفة لوموند الفرنسية في مجال فشل نتيجة اجتماع موسکو: «اجتماع موسکو کان صفعة علی وجه بشار الأسد».
من الواضح أن تلقي بشار الأسد الصفعة معناه تلقي نظام الملالي صفعة أيضا.
وبذلک اذا ألقينا نظرة الی الوقائع والتحولات التي حصلت بعد احتلال حلب، فيمکن الادراک بوضوح أن بوصلة سير الأوضاع تتجه ضد نظام ولاية الفقيه.  
قرار مجلس الأن 2328 بتصديق روسيا تم صدوره يوم 19 ديسمبر وبموجبه انتشر مراقبو الأمم المتحدة في حلب الشرقية لخروج آمن للمدنيين والمقاتلين فيما کان النظام يحاول القضاء عليه أو استسلامهم جميعا.
في اجتماع موسکو يوم 20 ديسمبر کان النظام الخاسر فيه.  
في 21 ديسمبر صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لفتح تحقيق دولي مستقل بشأن جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية في سوريا ومحاکمة منفذيها.
في 22 ديسمبر عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الاسلامية في غياب النظام وصدور قرار ضد الجرائم في سوريا..
وبذلک دعوا النظام يدعي بالانتصار والدور الرئيسي له في سوريا واعتبار روسيا في خدمة سياساته وذلک لمعالجة قضاياه الداخلية ورفع معنويات عناصره المنهارة ولکن الواقع أن النظام کان الخاسر الرئيسي في الميدان وأن الأمور تجري ضد النظام ولصالح الشعب السوري والمقاومة السورية الباسلة.

زر الذهاب إلى الأعلى