مقالات

زلزال بحجم الوطن!

 

مضی 13عاما علی المأتم والانتحاب علی زلزال بم. من هو المسؤول عن  هذه المأساة وماذا کان من المفروض أن سيتم اتخاذه ولم يتم؟ أين ذهبت المساعدات الشعبية؟ ومن کان المشتکون؟ و من هم المجرمون؟ وهل أغلقت الملفات؟
أکثر من 75 ألف انسان قضوا نحبهم ومازالو ورغم مضي 13 عاما يکذبون حول أعداد الضحايا. عدد الضحايا ولو أضافوا عدة مئات اليها ولکنه مؤخرا قد تم التوقف علی العدد الرسمي المعلن 26271. بينما في ذلک الوقت کان الأهالي يتحدثون عن أرقام 30 و 41 و أکثر من 55 ألف ولکنه لم يسجل. وحتی رئيس المجلس البلدي قد سجل أکثر من 50 ألف ضحية ولکنهم مسحوا ذلک.
ماذا کان درسه للناس وماذا کانت عبرته للحکام؟
هل کانت الکارثة قابلة للتنبؤ والاحتراز منها؟
وقال الدکتور مهدي زارع الاستاذ المساعد في المعهد الدولي لعلم الزلازل وهندسة الزلازل ان زلزال بم سبقته عدة زلازل وأضاف: بعد ذلک تبلور الضغط الشعبي علی شکل سؤال لماذا لم يتم التنبؤ بالزلزال الرئيسي رغم وجود عدة زلازل سبقته؟
ويقول المواطنون لماذا لم يفکر أحد بعد عدة زلازل اولية في البيوت الطينية والأطفال الأبرياء؟ ولماذا لم يحرک أحد ساکنا بعد کل علامات الانذار بوقوع الزلزال؟
من لا يعرف أن هذه المنطقة کان في المناطق الزلزالية ومازال يمکن أن يحدث زلزال في تلک المنطقة من جديد. وقبل أربعة أعوام بالضبط بعد تلک الکارثة  و تلک الليلة هز زلزال المدينة.
لماذا ورغم مضي 14 عاما مازلوا يکذبون في الاحصائيات؟ أکثر من 70 ألف مواطن راحوا ضحية عدم کفاءة الحکام الفاسدين بينما حتی في هذا اليوم يصرون علی الرقم 26 ألف. لماذا؟
زلزال ضرب کاليفورنيا الأمريکية يوم 22 ديسمبر بقوة 6.6 ريختر راح ضحيته شخصان فقط. ولکن الزلزال الذي ضرب بم في 25 ديسمبر وبالقوة نفسها أخذ عشرات الآلاف من الضحايا!
واذا أذعن النظام بأن 70 أو 80 ألف مواطن راحوا ضحية هذا الحادث، فانه قد اعترف بأنه قد عمل ضعيفا أقل من الشيطان الأکبر بنسبة 35 أو 40 ألف ضعف ولذلک يقلل من أعداد الضحايا حتی يتستر علی عدم کفائته ويوعز السبب الی «طبيعة الصحراء القاهرة». بينما کان المسؤولون والخبراء قد أکدوا بأن هذه المنطقة تقع في منطقة زلزالية ويجب أن تکون هناک تحضيرات ضرورية لمواجهة الزلزال. ولکن نظام ولاية الفقيه قد أثبت مسبقا أنه اذا اقتضت مصلحة النظام فانه يقتل عشرات العشرات من الآلاف من المدنيين والمواطنين و الشيء الذي لايهمه هو أرواح الناس.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى