أخبار إيران

قاسم سليماني.. تاريخ من الجرائم في سوريا

 

 

 


20/12/2016

 

سلط الإعلان الأميرکي حول عزم واشنطن طرح قضية تواجد الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد ما يعرف بـ “فيلق القدس” في محافظة حلب السورية، أمام مجلس الأمن الدولي، الضوء علی مسلسل الجرائم الإرهابية التي ارتکبها هذا القيادي الذي لعب طيلة 5 سنوات دور المنسق والمشرف العام بين القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها في سوريا.
وبدأ مسلسل جرائم سليماني في سوريا منذ بداية الثورة السورية السلمية الذي شارک بقمعها من خلال دعم ومساندة وتحريض نظام الأسد علی العنف الدموي، حيث فرضت الولايات المتحدة العقوبات علی سليماني في 18 مايو/أيار 2011 مع بشار الأسد وغيره من کبار المسؤولين السوريين بسبب تورطه في تقديم دعم مادي للحکومة السورية، حيث صنفته الولايات المتحدة کإرهابي معروف ولا يحق لأي مواطن أميرکي التعامل الاقتصادي معه.
وفي 24 يونيو/حزيران 2011 وضع الاتحاد الأوروبي أسماء کل من قائد فيلق القدس سليماني والقائد العام لقوات الحرس الإيراني محمد علي جعفري وحسين طائب مدير مخابرات الحرس في قائمة العقوبات لتوفيرهم أدوات للجيش السوري لغرض قمع الثورة السورية. کما أدرجت الحکومة السويسرية أيضا اسمه علی لائحة العقوبات في سبتمبر 2011 بناء علی الأسباب التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي.
وأدرجت الأمم المتحدة اسم سليماني في القرار رقم 1747 في أغسطس/آب 2012 بقائمة الأشخاص المفروض عليهم الحصار بسبب تزويد النظام السوري بالأسلحة من إيران وکذلک التدخل العسکري ميدانيا ولوجستيا وماديا.
وشارک قائد فيلق القدس الإيراني منذ عام 2012 في إدارة تدخل الحرس الإيراني وحزب الله اللبناني وميليشيات عراقية في معارک سوريا خاصة معرکة القصير في محافظة حمص بسوريا، وأشرف عليها بنفسه وتمکن من استردادها من المعارضة في مايو 2013.
کما أشرف بنفسه علی عدة معارک في ريفي اللاذقية وحلب، وآخرها معارک حلب التي أدت إلی تهجير قسري لمئات الآلاف من السوريين. ويقود سليماني حاليا عمليات تغيير ديمغرافي في حلب وسائر المحافظات السورية التي تدور فيها رحی الحرب.
 

سليماني في العراق

وجلب إلی سوريا حوالي 70 ألفا من الميليشيات الطائفية العراقية والأفغانية والباکستانية واللبنانية والتي لعبت دورا أساسيا في تحويل ثورة الشعب السوري الی صراع طائفي لصالح توسيع النفوذ للنظام الإيراني.
 

سليماني مع قادة ميليشيات الحشد الشعبي

وکانت أول مهمة له في صفوف الحرس إرساله إلی غرب إيران، حيث انتفض الأکراد للمطالبة بحقوقهم القومية بالتزامن مع انتفاضات الشعوب غير الفارسية الأخری کالترکمان والعرب الأهوازيين ضد نظام الخميني الذي قمع مطالبهم وحقوقهم الأساسية التي حرمها الشاه منهم وتوقعوا أن النظام الإسلامي الجديد سيلبيها لهم بدل الاستمرار في تهميشهم.
وبدأ سليماني حياته العسکرية بالمشارکة في قمع انتفاضة الأکراد علی جبهة مهاباد، عام 1979، ثم انضم إلی الحرس الثوري في العام التالي عندما تطوع للمشارکة في الحرب الإيرانية – العراقية (1980-1988 ) حيث أصبح قائدا لفيلق “41 ثأر الله” بالحرس الإيراني وهو في العشرينيات من عمره، ثم رقي ليصبح واحدا من قادة الفيالق علی الجبهات.
 

همداني وخامنئي يتوسطهما قاسم سليماني

قيادة فيلق القدس وقمع انتفاضة الطلبة
ووفقا لتحقيق نشرته صحيفة “نيويورکر” الأميرکية، وأجراه الصحافي ديکستر فيلکين، فإن سليماني سعی منذ تسلمه قيادة فيلق القدس “إلی إعادة تشکيل الشرق الأوسط ليکون لصالح إيران، وعمل کصانع قرار سياسي وقوة عسکرية: يغتال الخصوم، ويسلّح الحلفاء”.
جرائم الجنرال
ومع مرور السنوات، بنی سليماني شبکة أصول دولية، بعضها مستند إلی الإيرانيين في الشتات الذين يمکن استدعاؤهم لدعم المهمات وآخرين من حزب الله والميليشيات العراقية التابعة للحرس الإيراني، تتمثل في تصفية المعارضين الإيرانيين في الخارج ومهاجمة أهداف في دول عربية وغربية.
واستناداً لمسؤولين غربيين، أطلق “حزب الله” و”فيلق القدس” في العام 2010 حملة جديدة ضد أهداف أميرکية وإسرائيلية – في رد انتقامي علی ما يبدو ضد الحملة علی البرنامج النووي الإيراني التي تضمنت هجمات قرصنة عبر الإنترنت وعمليات اغتيال لعلماء نوويين إيرانيين.
 

قاسم سليماني في مجلس الخبراء
ومنذ ذلک الحين، نظّم سليماني هجمات في أماکن بعيدة مثل تايلاند، نيودلهي، لاغوس ونيروبي – علی الأقل 30 محاولة خلال عامي 2012 و2013 وحدهما.
وکانت أکثر محاولات فيلق القدس شهرة، مؤامرة في العام 2011 لاستئجار خدمات شبکة لاغتيال السفير السعودي السابق لدی الولايات المتحدة ووزير الخارجية الحالي، عادل الجبير، وهو يتناول الطعام في أحد المطاعم علی بعد کيلومترات قليلة من البيت الأبيض.
دوره في تقوية حزب الله
وعزز سليماني علاقته مع قيادات حزب الله اللبناني، منهم عماد مغنية ومصطفی بدرالدين وزعيم الحزب حسن نصر الله، منذ عام 2000 ومن ثم حرب يوليو عام 2006 مع إسرائيل. وکان له الدور الأساسي في تجهيز حزب الله بالصواريخ ومن ثم تعززت العلاقة العضوية بين فيلق القدس وحزب الله، خلال التدخل العسکري لإنقاذ حليفهما نظام بشار الأسد في سوريا منذ عام 2011.
 
قاسم سليماني أمام مجلس الشوری الإيراني
 
أما في العراق، فبات يسيطر علی مفاصل الحياة السياسية والأمنية والعسکرية من خلال قيادات الحکومة في بغداد التي تهيمن عليها أحزاب التحالف الشيعي التي دعمتها إيران طيلة عقود، وکذلک من خلال ميليشيات الحشد الشعبي التي أسستها ومولتها ودربتها طهران.

 

زر الذهاب إلى الأعلى