مقالات

بإنتظار تأسيس جبهة موحدة لمواجهة المشروع الايراني

 

وکالة سولا برس
18/12/2016


بقلم: سهی مازن القيسي

 

 

المشاهد الدموية و المفجعة التي تتکرر و بصور مأساوية و کارثية في سوريا و العراق و اليمن بالقدر الذي باتت تهدد فيه الدول الاخری في المنطقة، ذلک إن هذه المشاهد التي تنعدم فيها أبسط المعاني و القيم الانسانية، يشارک و يساهم في صياغتها و صنعها المتطرفون الدينيون الذين هم مشحونون بفکر ظلامي إجرامي إقصائي معادي للإنسانية و للتسامح و التعايش السلمي بين المکونات المختلفة للشعوب، وهو فکر يسعی للتغطية علی الفکر الاسلامي الوسطي المعتدل الذي هو أساس و جوهر الاسلام الحقيقي و الواقعي.

موجات القتل و الاغتيالات و المجازر و الابادات الانسانية بسبب عوامل و أهداف دينية و طائفية محضة، هي موجات لم يکن لها من وجود خلال العصر الحديث ولم يکن هنالک من غلو و تطرف و حقد و کراهية علی خلفية العوامل و الاسباب الدينية و الطائفية قبل مجئ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ذلک إن هذا النظام المخادع و المعادي للإنسانية و تحت يافطة مشبوهة إسمها”الصحوة الاسلامية”، بدء بالنفخ في الافکار و التوجهات الظلامية المعادية للإنسانية و قام بإنشاء شبکات واسعة من المتطرفين و الارهابيين مهمتهم هي بث الذعر و الخوف من خلال ممارساتهم الارهابية و ذلک من أجل فرض النهج القمعي الاستبدادي الذي جاء به نظام ولاية الفقيه.

مايجتاح المنطقة من عمليات تطهير و إبادة و إنتقام، إنما هي في الحقيقة أبجديات منطق التطرف الديني الذي يحمل لواءه النظام القائم في طهران و مايجري في حلب و المدن السورية الاخری و اليمن، إنما يعکس تجسيد هذا المنطق الدموي المعادي و المتعارض مع المنطق المتسامح للإسلام الواقعي وإن قادة إيران الذين يحلمون ببناء إمبراطورية دينية مترامية علی حساب شعوب المنطقة، يعلمون علم اليقين بأن شعوب المنطقة ترفض العودة الی الوراء و تطمح بالتقدم و الرقي، ولهذا فإن هذا النظام ومن خلال الجماعات و التنظيمات الظلامية الارهابية المجرمة يسعی لفرض نهجه علی شعوب المنطقة.

إقامة جبهة بين القوی الوطنية لشعوب المنطقة بالاضافة الی ممثلي الشعب الايراني و المتمثلين في المقاومة الايرانية، من أجل مواجهة و مکافحة التطرف و الارهاب المصدر إليها من جانب خفافيش طهران، صار ضرورة ملحة يجب التأکيد عليها دائما خصوصا وإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مستمر في نهجه الاجرامي دونما إنقطاع و إن تجاهله و عدم التصدي له يعني السماح له بأن يعيث في الارض فسادا و إفسادا و قتلا و دمارا بإسم التطرف الديني، وحري علی القوی الوطنية و التقدمية أن تفرض المنطق الانساني المتسامح الذي يؤمن بالتعايش السلمي بمختلف أنواعه لأنه الطريق الوحيد لضمان السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى