أخبار إيرانمقالات

يا نار کوني بردا وسلاما علی الأطفال الحلبیین السوریین

 


16/12/2016

 

فيا عجبا
لقد أصبح الأب السوري إبراهيم عصرنا !
ينام وکل مساء يری في المنام أن يذبح طفله الصغير او الوليد.
وهکذا قد أصبح الطفل السوري إسمعيل يطلب أباه علی تنفيذ الأمر قائلا : ”يا أبت ‌إفعل ما تؤمر“ !
ولم يلبث إلا أن الطاغوت من آل نمرود الذي لا يتردد في سفک دماء الملايين من أجل بقائه علی سلطته المشيدة علی الجماجم والدماء فيقصف بيوت الناس بنيرانه الحاقدة والسوداء وهکذا يقضی الطفل السوري نحبه وهناک من ينتظر وما بدلوا تبديلا .
کأن قدّر المصير علی أطفال سوريا وحتی الأجنة في أرحام الأمهات أن يکونوا کبش الفداء في طليعة المقاتلين والثوار السوريين لشق الطريق نحو الحرية. فتنادي سوريا الضمائر الحية في العالم  وسط هذه المأساة ” فأين تذهبون إن هو إلا ذکر للعالمين “.
هناک يُشَّيع جثمان الطفل الشهيد علی الموجة الهادرة  لأبناء المدينة  ليواری إلی مثواه الأخير، عينيه مفتوحة ومفعمة بالإيمان بحتمية تحقق آماله  ليأتي يوم يری فيه أبناء بلده، جالسين علی مقاعدهم  الدراسية، تهجون کلمة الحرية، ليغيروا الحياة وکل المفاهيم برمتها صوب الإزدهار والسلام وليعرف العالم أن رفيقهم الشهيد حي ويرزق في قلوبهم الی الأبد .
وهناک وسط صراخ و ذهول أهله ، طفل رضيع فارق الحياة تنتحب أمه المحتضنة طفلها، ُمقبَّلة  من فمه الصامت ، لتبهر صلابتها أعين العالم ولتثبت أن طفلها الرضيع هو حي ويرضع دائما من عيون الرحمة والرأفة الجارية في صدور شعبه. ويبدأ الناس الماضون في دربه  يؤدي أنشودة  بالترديد الجماعي : ” قسما بدمک ياولدي الشهيد، أنا صامد حتی  رمقي الأخير “.
وها أنظر هنا ، مأساة تلو مأساة. في زاوية  جثمان فتاة بعمر الزهور واقعة علی الأرض، بجدائلها الشقراء ومغزولة بأمنياتها  وملطخة بدمها اليانع. وعلی شفتيها ابتسامة واثقة  ورائعة تسخر من قساوة الطاغوت بکل ما يملک من وسائل القهر والدمار، مبشرة بانتهاء عهد الطغيان. تتحلق صديقاتها المتوفيات حول جثمانها ولايستطعن مقاومة ذرف دموعهن. تناجينها متألمات : نمي يا حبيبتنا هادئة،مستريحة.ستعود الينا قريبا، لکي  ترفعک مرة المراجيح من جذوع النخيل إلی السماء لتقطفي منها کوکب حسن الطالع وتعلقيه کتميمة  علی صدرک لطرد الارواح الخبيثة والشريرة الحاکمة في بلدک.
ويل لکم يا طغاة ولأجسادکم وأرواحکم التي لا تفوح منها إلا رائحة الموت والدمار ولتغلق أفواه محبي الظلام والتي لا تروي إلا قصة القمع والظلم. لستم ايها الطغاة الظلمة الحاکمون في سوريا وإيران إلا جيفا نتنة بلا روح وإحساس وکتلا من اللحم  والعظام المغطی بالجلد. ها انتم  ايها الجالسين مکتوفة اليدين
فأين تذهبون ؟ أين تذهبون يا أهل ديار الموت، يا أصحاب الآراء المتجمدة  ويا ايها الملتزمين بالصمت المطبق ؟ وإلی متی تمنحون الأنظمة  الغاشمة وفي صدرهم النظامان السوري والإيراني مهلة تلو مهلة لارتکاب المزيد من المذابح ضد الشعوب المضطهدة  وبلغت  وقاحتهما في القتل والدمار إلی حد حتی لايرحمان فيها الأطفال؟
ولکن أيتها الأم الحلبیة والنساء‌ الصامدات السوریات
بالتأکيد وکما أثبت التاريخ مرات ومرات أن الدماء الزکية التي تراق کل يوم من أجساد الأطفال السوريين لا تذهب هدرا بل تفور وتنضج في کل مکان وراحت تحول ساحات البلاد والمدن والقری الأخری إلی ساحات النضال والثورة والحراک الشعبي.کما وأن الدموع التي تسيل کل يوم من أعين الأمهات والآباء عزاء في فقدان أطفالهم لا يمکن أن تذهب سدی و إنما ستتحول إلی سيف شاهر في أيدي أبطال الجيش الحر الذين قد توکلوا علی الله وشعبهم المضطهد والذين إذا استغاثت أصوات الأطفال والأيتام بهم وإذا ناداهم نحيب الآباء والأمهات الثکالی فلبوا بها بکل فرح وسعادة.
فآلاف التحية، تحية المجد للرجال والنساء الذين حملوا ويحملون راية النضال والصمود علی أکتافهم رغم مأساة وآلام شعبهم.
فيا أشبال سوريا ويا أبطال الجيش الحر إن صمودکم فی المآسي هذه وإصرارکم  للانتصار قد حوّل المناضلين والأحرار الأجمعين أينما کانوا ، خاصة أنصارکم في المقاومة  الايرانية  إلی برکان سيثور قريبا علی ظلام ليلتهم بنيرانه عواصفهم علی کل من يعرقل طريق حرية شعوب المنطقة  ولا شک أنه سيکون الفاشيين الحاکمين في إيران أول من سيکتوي بلهيبها. لأن العالم يعرف جيدا أن کثيرا ما اصيبت به المدن والشوارع السورية من دمار وقتل وجريمة  هو نتيجة لامتداد الأذرع الخبيثة  للأخطبوط الحاکم في إيران إلی سوريا. فتبت يداها وتب. عاش الأطفال السوريون هؤلاء الطلائع من أجل الحرية  وأشبال الرواد في ساحات القتال إلی المستقبل المشرف ويا بطلات وأبطال للجيش السوري ويا محط آمال شعبهم ، أن أبناء الشعب الإیرانی هم أنصارکم و متکاتفون معکم  حتی النهاية . يا رفاقنا في النضال الدؤوب ضد الفاشيين، ليست کلمتنا اثنتين بل هي واحدة وهي إسقاط النظامين  الحاکمين في بلدنا إيران و سوريا ولا غير ، ولأطفالکم الأبرياء ، ننادي :
 ”يا نار کوني بردا وسلاما علی الأطفال السوريين “
فيا فجر ربيع الحرية  ويا محلی النصر بإذن الله  رغم أنوف الطغاة الذين أرادوا اقتصار حياة أطفالنا  بعمر الزهور
فنرميهم کومة جمرة    لتحرق شتاء الظلم
حلول ربيع حرية الشعبين السوري والإيراني قريب
وشتاء الطغاة زاهق ، إن شاء الله .
 من السجینة السیاسیة السابقة ومن مناضلات في صفوف المقاومة الإیرانیة‌ – نسرین فیضی

الی المناضلات السوريات

زر الذهاب إلى الأعلى