أخبار إيرانمقالات

الحرب القذرة

 

 


16/12/2016
بقلم : المحامي عبدالمجيد محمد


 

لمناسبة اليوم العالمي لصدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان في العاشر من ديسمبر 1948



الحرب القذرة هي مصطلح دخلت قاموس المفردات السياسية خلال الحرب الأهلية في الارجنتين. کانت حربا بين الجنود والقادة العسکريين الارجنتينيين من جهة وبين المواطنين والمعارضين للانقلاب خلال 1970-1983 من جهة أخری. واختفی في عام 1979 حوالي 15 ألفا في هذه الأحداث حسب منظمة العفو الدولية واليوم يتم تخمين عدد القتلی والمفقودين حوالي 30 ألف شخص.
في العاشر من ديسمبر 1948 تم صدور نص في الجمعية العامة للأمم المتحدة تم تسميته الاعلان العالمي لحقوق الانسان وأصبح أساسا للمعرفة والتزاما لجميع الحکومات والدول بحقوق الشعب في عموم العالم.
لا شک أن الاعلان العالمي لحقوق الانسان هو واحد من أکبر الانجازات الاجتماعية للانسان بعد حربين عالميتين ضاريتين. ويتناول الاعلان في 30 مادة شرح رؤية الأمم المتحدة بشأن الحقوق الأساسية للانسان ويحدد مفادها حقوقا يجب أن يتمتع بها کل آبناء البشر في أي بلد کان.
مضی الآن 68 عاما علی ذلک اليوم وذلک الاعلان التاريخي وتقمع ايران منذ 38 عاما تحت أقدام عفريت باسم ولاية الفقيه المطلقة بآلية الدين. النظام الفاشي الديني الحاکم في ايران وبطمسه کافة المواثيق الدولية والانسانية قد فرض حربا مروعة وغير رحيمة وقذرة علی الشعب الايراني وشعوب المنطقة. حربا غير متکافئة بآليات قذرة وأفکار متخلفة لحفظ سلطة الجريمة والقساوة. 
في ايران تحت حکم الملالي وقوات الحرس فان مستوی الجريمة وسقف الاعدام وأعمال القتل القذرة والسرية أکبر بکثير مما هو قد يکون في أمريکا اللاتينية أو أي مکان آخر علی الکرة الأرضية.
وقال خميني في الأيام الأولی بعد انتصار الثورة ضد الملکية بکل صراحة: «حفظ النظام» هو من أوجب الواجبات ولتحقيق هذا الهدف تصبح الحرب أو أساليب قذرة أخری فرضا واجبا. ولهذا السبب تم تنظيم وتکثيف أعمال القمع الاجتماعية الواسعة وتشکيل عصابات الخوف والبلطجية والارهاب والخطف. أي أصبحت البلطجية وتشکيل عصابات قذرة للتصدي لحرية الفکر عملا حکوميا رسميا بدعم من شخص خميني. 

وحسب المادة 18 للاعلان العالمي لحقوق الانسان «لکل شخص الحق في حرية التفکير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أکان ذلک سراً أم مع الجماعة… ولايجوز لأحد الاساءة أو التعرض لشخص آخر من حيث التمايز والاختلاف في الرأي».
بسقوط الشاه ونهاية شتاء الملکية فان ربيع الحرية ازدهر في 11 شباط 1979 في ابتسامة ونظرة النساء والرجال والأطفال الايرانيين ولکن عمر هذا الربيع کان قصيرا جدا حيث سرعان ما تحول الی الخريف وتضرج بالدم.
منظمة مجاهدي خلق الايرانية يوم 12 شباط 1979 أي في غداة الثورة ضد الملکية ومن أجل الحفظ وصيانة الحريات أسست «حرکة المجاهدين الوطنية» لنشاطات سياسية – اجتماعية لأنصارها. المکتب المرکزي لهذه الحرکة کان في بناية مؤسسة علوي (بناية مؤسسة بهلوي السابق) في شارع مصدق بطهران ومکاتب هذه الحرکة افتتحت في مختلف المدن بسرعة. وفي يوم 28 شباط 1979 أي بعد 17 يوما بعد سقوط الشاه قال خميني ان نوع الحکومة «جمهورية اسلامية لا کلمة زائدة ولا ناقصة». واستنادا الی هذه العبارة انطلقت العصابات القذرة للبطلجيين و«حزب اللهي» لقمع أي فکر يتعارض مع الفکر الرجعي لخميني. وبعد ثلاثة أيام شن البلطلجيون الحکوميون هجماتهم علی مکاتب المجاهدين ونهبوا مکاتبهم ومقراتهم واعتقلوا أعضائهم وأنصارهم.
لم يکن أحد يصدق أنه وبعد کل هذه الدماء والإقدام والإيثار لقلب النظام الاستبدادي وإنهاء أيام محاکم التفتيش وحصار الأمن والسافاک، لا يبقی أية حرمة للحرية في ربيع الحرية ولا تکون حرمة واحترام لأي رأي وعقيدة.
مع ذلک فان الفتيات والفتيان من الطلاب أنصار مجاهدي خلق واصلوا بيع صحيفة مجاهد تحت أبشع هجمات البطلجيين الحاکمين وذلک لکشف النقاب عن سياسة التمييز والتفرد بالسلطة. انهم تحملوا الصعاب والطعن بالسکاکين لکي يحافظوا علی آخر قطرات من حرية التعبير لکي يتمکنوا من مواصلة التبصير والکشف عن وجه الرجعية الظلامي الحاکمة. 
ولحد عام 1980 اصيب آلاف من أنصار مجاهدي خلق بجروح واستشهد عشرات بتهمة المعارضة للتفرد بالسلطة الحاکمة وحرية الرأي. وسؤالهم الموجه لما يسمی بالجمهورية الاسلامية الحديثة هو ما ذنبنا؟ وماذا نريد؟ کونوا علی الاقل ملتزمين بدستورکم…
ففي 20حزيران 1981 خرجت تظاهرة سلمية شعبية دون اعلان مسبق شارک فيها 500 آلف شخص فتح حرس خميني و بأمر منه النار علی المتظاهرين في ساحة فردوسي بطهران واصطبغوا التظاهرة بالدم.
والآن وفي الذکری الثامنة والستين من صدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان وبعد مضي 35 عاما علی حزيران الدموي اتضحت هوية الرجعية الجامحة لولاية الفقيه المعادية للانسانية والمعادية للحرية أکثر من أي وقت آخر. بحيث حتی نائب رئيس برلمان النظام علي مطهري الذي يسعی في حفظ وحماية العفريت غير مسموح له بالقاء کلمة دون رخصة ولاية الفقيه ويتم ملاحقة محمود صادقي عضو آخر في برلمان النظام بعد طرحه سؤالا حول الفساد النجومي لرئيس السلطة القضائية من قبل القضاء.
هذه هي تلک الحرب القذرة التي بدأت من خميني الدجال وتواصل من قبل خامنئي ضد الشعب الايراني وحريته. الا أن الشعب الايراني وحرکة المقاومة الايرانية لا يأبهون بالحرب القذرة ورغم تدفق أنهار من الدم مازالوا حريصون علی حماية الحرية حتی اسقاط عفريت ولاية الفقيه ويصرخون في کل مکان الموت والزوال لقيادة الحرب القذرة المتمثلة في ولاية الفقيه.   

زر الذهاب إلى الأعلى