أخبار إيرانمقالات

موقع المعارضة الايرانية المنظمة في التطورات الراهنة

 

12/8/2016

عبدالرحمن مهابادي(*)

 

 

اذا ألقينا نظرة الی المشهد السياسي الايراني خلال 38  عاما مضی فنری قوتين معاديتين تشتبکان دوما بعضهما مع بعض ولحد الان : النظام الحاکم الذي هو عدو لدود لحکم الشعب والقيم الديموقراطية في جهة و الشعب التواق للحرية الذي يری طموحاته متبلورة في أکبر المنظمات السياسية المعارضة تنظيما وقوة أي منظمة مجاهدي خلق الايرانية في جهة أخری. وفي العام الثالث من حکم النظام الديکتاتوري الديني تشکل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومحوره منظمة مجاهدي خلق باعتباره بديلا ديمقراطيا لهذا النظام. المجلس الذي يشهد التاريخ أنه أقدم ائتلاف سياسي في المشهد السياسي الايراني.
وقال خميني في أوائل الحکم ان عدونا الرئيسي «لا أمريکا ولا اسرائيل ولا الاتحاد السوفيتي ولا أکراد» بل هؤلاء «المجاهدين» الحاضرين بين ظهرانينا في طهران. لذلک أصدر فتوی ضدهم واستباح لعناصره اراقة دمائهم وسرقة أموالهم. وابادة 30 ألف سجين سياسي في مجزرة جماعية في النصف الثاني من عام 1988 مثال بارز علی ذلک. تلک الجريمة التي لم يتحملها حتی حسين علي منتظري خليفة خميني آنذاک واحتج علی خميني ودفع فاتورته بعزله عن منصب الخلافة والاقامة الجبرية المنزلية حتی آخر عمره ولکنه أبی أن يواکب هذه الوحشية الهسترية.
والآن مضی حوالي 28 عاما من تلک المجزرة وبقي الملف مفتوحا بسبب سياسة المساومة التي ينتهجها الغرب مع النظام. الملف الذي يمکن أن يعرض النظام لخطر جدي اذا ما تم تفعيله. لأن المنفذين والمسؤولين عنه مازالوا علی الحکم في ايران. الواقع أن طبيعة وسياسة النظام بعد موت خميني في عام 1989 والمتمثلة في القمع والاعدام والارهاب والقتل بأشکال مختلفة هي امتداد لتلک السياسة المعادية للاانسانية المستمرة لحد اليوم.
وبعد تجرع کأس  سم  الاتفاق النووي بين النظام والدول الغربية بات من الضروري أکثر من أي وقت آخر أن يتم فتح ملفات القتل والابادة والجريمة ضد الانسانية في ايران وأن يتم مثول المتورطين فيها من مسؤولين ومنفذين أمام طاولة العدالة. وهذا ما أعلنته السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية في تجمع الايرانيين الضخم في 19 يوليو تحت اسم «حراک مقاضاة المسؤولين عن مجزرة السجناء السياسيين المقتولين عام 1988» وأعلنت «لجنة العدالة من أجل ضحايا عام 1988» عملها في جنيف علی الصعيد الدولي. کما هناک حملة عالمية فيما يتعلق بالمجزرة وازالة ماکنة الحرب والاعدام لهذا النظام الذي يعذب السجناء يوميا ويعدمهم بشکل وحشي ويشنقهم.
وفي الخطوات المتقدمة لهکذا حرکة وعلی ضوء التطورات الدولية الجديدة والاقليمية، اقيم مؤتمر في باريس يوم السبت 26 نوفمبر 2016 مؤتمر تحت شعار «الدعوة الی العدالة ومحاکمة مرتکبي الجريمة ضد الانسانية في ايران وسوريا» بحضور السيدة مريم رجوي وبمشارکة عدد من الشخصيات السياسية والحقوقيين البارزين من فرنسا واوروبا وممثلين من دول المنطقة وعدد من المسؤولين المعارضين السوريين.
ووصفت السيدة رجوي في المؤتمر سياسة أمريکا طيلة 16 عاما مضی سياسية کارثية للشعب الايراني والمنطقة حيث قدمت أکبر الخدمات لنظام ولاية الفقيه. وأضافت : «يتوقع الشعب الايراني والمقاومة الايرانية وشعوب المنطقة مع بدء الحکومة الجديدة أن يتم مراجعة السياسة الأمريکية». وفي الجبهة المقابلة فان قادة النظام الايراني أعلنوا عهد باراک اوباما لنظامهم بأنه «العهد الذهبي» وحکومة دونالد ترامب «حکومة الخوف» بالنسبة لهم. ويمکن تلخيص رسالة رد الفعل هذا بأنالمکاسب الطائلة التي حصل عليها الملالي في عهد اوباما سيتم ادراج الرياح مع الحکومة الجديدة. کما أکدت السيدة رجوي في کلمتها في المؤتمر أيضا : «في الأزمة الحالية التي تمر بالمنطقة، أية حلول لإنهاء الحروب وانعدام الأمن وبالتحديد لإنهاء مشکلة داعش مرهونة بوقف تدخلات النظام الإيراني في المنطقة وخاصة في سوريا.» وأشارت السيدة رجوي الی ضرورة فتح ملفات جرائم الحرب التي ارتکبها خميني طيلة السنوات الثماني والإعدام الممنهج للمواطنين العرب وارتکاب المجازر بحق مجاميع تلو مجاميع من المواطنين السنة والمواطنين البلوتش والکرد المضطهدين وأتباع الديانات والمذاهب الأخری وکذلک قضية مسلسل الاغتيالات في التسعينيات من القرن الماضي وأضافت «الآن ربط خامنئي أکثر من أي وقت آخر سلطته البالية بقتل الشعب السوري. نحن وشعبنا واقفون بجانب الشعب السوري الأبيّ الشجاع بوجه الملالي. نحن نعتبر أنفسنا أبناء حلب المضرجة بالدماء وهي من معالم الحضارة العالمية . حلب أيقونة المعاناة والصمود للعالم البشري. حلب لن ترکع وستنهض من جديد حرةً أبيةً شامخةً وعامرة. فسوريا هي تحتل قلوب شعوب العالم ولا شک أنها ستنتصر وستتحرر»..
والآن المقاومة الايرانية وبالاعتماد علی ما تبذله من جهد حثيث وتضحيات من نفسها والاعتماد علی شعبها أصبحت أکثر من أي وقت آخر أقوی واستطاعت في نضال دؤوب وحثيث أن تثبت أحقيتها  وشرعيتها واعتبارها علی المستوی الدولي وآن تکتسب عالما بجانبها. وأن سر هکذا نجاح هوأنها لا تريد شيئا «لنفسها» بل هي تريد أن تکتسب کل شيء من أجل «شعبها».
وفي ظل هکذا أحقية ومسار يلتحق الشباب الايرانيون والنساء والرجال الايرانيون علی شکل مجموعات بصفوف المقاومة وأن حضور عدد من السجناء المحررين من السجون والشباب والعناصر التابعة لمجاهدي خلق داخل البلاد في المؤتمر مثال علی هکذا حقيقة. انهم يمثلون أجزاء مختلفة من المجتمع الايراني خاصة السجناء الذين يبحثون أملهم في صورة هکذا منظمة وتحت مظلة «مريم رجوي».
@m_abdorrahman
(*)ناشط سياسي ومعارض ايراني.

زر الذهاب إلى الأعلى