أخبار إيران

الميليشيات تتحکم بـ مطار بغداد لتنفيذ أجندات إيرانية

 


 


12/5/2016


بعد سيطرة الميليشيات الشيعية علی مطار بغداد الدولي، کثرت حالات الاختفاء المتکررة لبعض المسافرين فيه، فضلاً عن الرحلات المريبة التي تتم عبره، وترتبط أساساً بالأجندة الإيرانية.

إيران تسخّر مطار بغداد لتنفيذ مصالحها

وذکرت مصادر رفيعة المستوی في وزارتي الداخلية والدفاع، أن المليشيات المرتبطة بإيران استطاعت عزل المطار عن العاصمة وتطويقه بشکل مريب، من خلال منع أي جهة أخری من العمل فيه. وشددت علی أن “هذا الأمر أتاح لها فرصة تنفيذ أجنداتها المشبوهة، وتسخير المطار ورحلاته لصالحها، بما في ذلک إرسال مرتزقة من جنسيات عراقية وإيرانية وأفغانية لدعم النظام ، واستقبال جثث بعضهم، وتمرير أسلحة ومواد ممنوعة”.

وأضافت المصادر ذاتها أن “التحکم المريب للمليشيات بـ مطار العاصمة لم يرق لمسؤولين عراقيين، يؤکدون علی أنّ المطار يعتبر واجهة للبلاد، ويجب أن يدار من قبل جهات مسؤولة ومؤهلة دبلوماسيّاً وأمنيّاً للعمل به، ليعکس صورة حضارية عن العراق، لا کما يحصل الآن”.

وفي السياق، قال موظف في تشريفات المطار، لـ”العربي الجديد”، إنّ “مطار بغداد صار رهن احتجاز المليشيات”، مبيناً أن “تعاقب قادة المليشيات علی تولي وزارة النقل العراقية، مثل سلام المالکي (جيش المهدي) وهادي العامري (مليشيا بدر)، وباقر جبر صولاغ (المجلس الأعلی)، ولمدة تزيد عن 12 عاماً، وتعيينهم أعضاء المليشيات في مناصب مهمة، جعله تحت سيطرتها الکاملة”.

وأوضح المتحدث أنّ “العامري وصولاغ استبدلا أغلب الموظفين، خصوصاً في المرافق المهمة والحيوية بالمطار، ليتسنی لهم السيطرة الکاملة عليه”، مبرزاً أنّهم “استبدلا کافة المسؤولين الأمنيين بدون استثناء. کما استبدلوا موظفي الحاسبة الإلکترونية، ووحدة التدقيق الأمني، بحيث صار الداخل للمطار ملزماً باجتياز قائمتين علی أجهزة الکومبيوتر في مکتب الأمن، الأولی للمطلوبين لدی الحکومة، والثانية تخص المطلوبين للمليشيات، التي طردت أخيراً سائقي سيارات الأجرة ومنعتهم من العمل في المطار، وتسيير سيارات أجرة تابعة لهم لغرض التربح والتجسس”.

وأشار الموظف إلی أنّ “عمل المطار وتسيير الرحلات غامض لدی کافة الجهات، ولا يعلم بتفاصيله إلّا الجهات المسؤولة فيه، وهي أساساً من قادة المليشيات”.

من جهته، اعتبر نائب عن “تحالف القوی العراقية” أن ما يجري “عمل مريب للغاية، إذ إن المليشيات تحيط ما يجري داخل المطار بغموض کبير، وتمنع إشراک أي جهات من خارجها، لعدم تسريب خروقات محتملة”.

حلقة وصل بين الأسد وخامنئي

وأوضح أنّ “سيطرة وزراء يتزعمون مليشيات علی مطار بغداد لم تأت مصادفة، إذ إنّ الجهات الخارجية التي لها مصالح بعمل المطارات، وتحديداً إيران، فرضت ذلک علی الحکومة العراقية”، مؤکداً أنّ “العراق بات حلقة وصل بين إيران وسورية، وقد استوجب ذلک سيطرة المليشيات الموالية لطهران علی المطار”.

وأکّد النائب أنّ “المطار يشهد، بشکل مستمر، تسيير رحلات مريبة إلی سورية، ومنها نقل مقاتلين من فصائل المليشيات وإعادتهم، وإعادة جثث القتلی منهم، فضلاً عن غض النظر عن عمليات التفتيش للطائرات الإيرانية التي تنقل السلاح والمقاتلين إلی نظام الأسد”، مبيناً أنّ “کل تلک الأعمال تنفذ بشکل دائم، لکن لا أحد يستطيع توثيقها”.

ورجح المتحدث أن أسباب زيارات بعض المسؤولين الأجانب للعراق، التي تتم بشکل مفاجئ، تعود لعلمهم بحال المطار وما آل إليه. 

عمليات سرقة

وتحدث ضابط بالشرطة العراقية، عن وضع المطار قائلاً إن “الأمر ليس بجديد. في السابق کان يسيطر عليه التيار الصدري، أي منذ العام 2004، حين کان سلام المالکي وزيراً للنقل، وقد أزاحت مليشيا المهدي (ذراع التيار المسلحة) الکثير من الکفاءات، واغتالت بعضهم، قبل أن تنتقل الوزارة من شخص إلی آخر، لکن المطار بقي تحت تصرف المليشيات”.

وأضاف أن “الکثير من المسافرين يتحدثون عن عمليات سرقة مستمرّة للبضاعة والهدايا التي يأتون بها من الخارج”، مبيناً أنّ “النظام المتبع في المطار يقضي بأن يترک المسافر حقائبه ويمشي لمسافة نحو 100 متر، ليحصل علی سيارة أجرة تنقله. وعدد کبير منهم عندما يعود لا يجد حقائبه، وعندما يحاولون الاستعانة بالکاميرات يجيبهم المسؤول عنها بأنها معطّلة، قبل أن يستسلم المسافرون خوفاً علی سلامتهم”.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى