أخبار العالم

هل يعزز ماتيس التحالفات السلمية والاستقرار الدولي؟

 

واشنطن-جاء اختيار الرئيس الأميرکي المنتخب، دونالد ترامب، للضابط السابق في سلاح مشاة البحرية، الجنرال جيمس ماتيس، لشغل منصب وزير الدفاع، ليثير اهتمام الکثير من وسائل الإعلام خلال الساعات الماضية، خصوصاً في ظل ما هو معروف عن ماتيس من آراء وتوجهات مفزعة، وکذلک مناوئته لسياسات أوباما في الشرق الأوسط وبخاصة إيران. وهو الاختيار الذي جاء ليثير التکهنات بشأن شکل العلاقة التي ستتکون ملامحها بين واشنطن ودول المنطقة في ظل وجود ترامب ومعه ماتيس.
ورغم کل هذه التخوفات التي دفعت البعض لدرجة التکهن باحتمال الاستعانة بماتيس في شن حرب، إلا أن مجلة نيويورکر الأميرکية ذهبت لتناول الامر بشکل مغاير ومختلف، وتساءلت من جانبها : هل يکون لماتيس تأثير معتدل الفکر علی إدارة ترامب وسياساتها الخارجية ؟- وأردت المجلة بقولها إن ماتيس لا يقدم نفسه کمفکر، لکنه يميل أکثر للقراءة في مجالات عدة، أهمها التاريخ العسکري والتحليل السياسي.
ونوهت المجلة هنا إلی أنه اصطحب في إحدی رحلاته لمنطقة الشرق الأوسط عام 2011 رزمة من البرقيات الدبلوماسية البريطانية، التي نشرتها الحکومة البريطانية وأعدها سيمون غاس، الذي سبق له العمل کسفير لبريطانيا لدی إيران في الفترة ما بين عامي 2009 و2011. وهي البرقيات التي وصفها حينها بأنها أفضل المواد التي قرأها عن إيران، لدرجة أنه کان يود في بعض الأحيان أن يعيد قراءتها قبل الدخول في نقاشات مع مسؤولي الإدارة الأميرکية أو الاجتماع مع قادة أجانب.
توطيد التحالفات
ومضت المجلة تشير إلی الموقف المتشدد الواضح الذي يتعامل بموجبه ماتيس تجاه إيران، لاسيما النشاطات الخاصة بالحرس الثوري وباقي الوحدات الإيرانية المسلحة المتحالفة أو الاستطلاعية في العراق، سوريا، لبنان واليمن. وفي نفس الإطار، إظهاره مدی اهتمامه علی ما يبدو بتوطيد التحالفات السياسية والعسکرية الموجودة منذ فترة طويلة بين أميرکا والدول السنية العربية – مثل المغرب، مصر، الأردن، السعودية، قطر والإمارات، حيث کان يتحدث لساعات طويلة، وقت أن کان مسؤولاً عن القيادة المرکزية الأميرکية، مع نظرائه من المسؤولين الأمنيين الکبار في تلک البلدان، التي تميل للتعامل مع إيران الثورية الشيعية علی أنها تهديد حقيقي بالفعل.
وتابعت المجلة بقولها إن ماتيس سيرکز باهتمام في ما يبدو علی الاستقرار، وسيحذر من نوعية الحروب التي تسعی لتعزيز الديمقراطية أو المثالية، وسيبدي تعاطفاً بشأن استقلال دول البلطيق، وسيتضامن بقوة مع حلف شمال الأطلسي ولن يبدي تعاطفاً تجاه روسيا. ونوّهت المجلة کذلک إلی أن ماتيس کان يميل بوضوح في بدايات موجة الربيع العربي لتدعيم بعض الأنظمة القائمة بغية تعزيز الاستقرار الإقليمي، وإن کان يؤکد في نفس الوقت أنه لا يجد غضاضة في إخبار زعماء وقادة الدول المستبدين بأن يسمحوا للاحتجاجات السياسية الداخلية أن تتطور بصورة سلمية.
وأشارت المجلة في النهاية إلی أنه إذا تم تأکيد اختيار ماتيس لشغل منصب وزير الدفاع، فسيکون من الوارد علی الأقل أن يقوم الجنرال بدفع إدارة ترامب نحو تعزيز التحالفات السلمية والاستقرار الدولي وأن يرفض السماح لتطرف الإدارة بأن يؤثر عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى