العالم العربي

حجاب: إيران وضعت يدها علی سوريا والأسد مجرد دمية

 

 


24/11/2016


قال رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات ورئيس وزراء سوريا الأسبق إن “سوريا ليس بها نظام، ومن يحکم سوريا هم الروس والإيرانيون، وبشار الأسد مجرد دمية ولا يملک قوات مسلحة بل مجرد مليشيات علوية صغيرة، ومن يقاتل المعارضة هي المليشيات الشيعية القادمة من لبنان والعراق وإيران وأفغانستان وباکستان”.
وخلال مشارکته في حلقة (2016/11/24) من برنامج “المقابلة”، أکد حجاب أن إيران تضع يدها علی سوريا کما تضع يدها علی العراق، وأن الإيرانيين أخذوا دورا کبيرا جدا منذ تولي بشار الأسد السلطة عام 2000، حيث سيطروا علی مفاصل الدولة وباتت أعلام حزب الله وصور حسن نصر الله تنتشر في الشوارع.
وروی حجاب أنه عندما کان أمينا عاما لفرع حزب البعث في محافظة دير الزور عام 2005، کان المستشار الثقافي للسفارة الإيرانية يزور المحافظة کل يوم خميس، وانتشر التشيع في بعض القری، وبعد عام اندلعت اشتباکات طائفية بين السنة والشيعة، وعندما رفع کتابا إلی رئيس مکتب الأمن القومي اللواء هشام بختيار يطلب فيه عدم السماح للمستشار الثقافي للسفارة الإيرانية بالحضور إلی المحافظة، کان رد المسؤول الأمني هو “کيف تجرأت علی کتابة هذه الرسالة؟”.
وحول أسباب اندلاع الثورة السورية أوضح حجاب أن بشار الأسد اهتم بطبقة رجال الأعمال علی حساب الفلاحين والعمال التي کان يهتم بها والده، مما خلق فجوة کبيرة بين الأغنياء والفقراء وقفزت نسبة الفقراء من 11% إلی 34%، وعندما اندلعت الثورة جمع بشار القيادة الأمنية والسياسية وقال لهم إن ما يحدث الآن بسبب الممارسات الأمنية الخاطئة وانتشار الفساد.
وأضاف أن کل شعارات الثورة السورية کانت تطالب بالإصلاح لا بإسقاط النظام، وقد حاول الأسد احتواء الثورة في البداية، لکن الأجهزة الأمنية التي علمت أن سلطاتها وصلاحياتها ستتحجم وسيتقلص دورها ومکاسبها، تعمدت استعمال القسوة ضد المتظاهرين وخالفت تعليمات القيادة السياسية في تلک الفترة. وکان محمد مخلوف خال الأسد وکبار الضباط ينصحون الرئيس قائلين “الدولة يجب أن تحکم بالبوط العسکري”.
قرار الانشقاق
وردا علی سؤال حول أسباب وتوقيت انشقاقه، قال حجاب “اتخذت قرار الانشقاق عن النظام بعد تکليفي برئاسة الوزراء، لکن التفکير في الأمر بدأ قبلها بأشهر عندما کنت وزيرا للزراعة، نتيجة انتهاج النظام للحل الأمني والعسکري وعدم الإصغاء إلی المطالبات الشعبية أو الحلول السياسية لحل الأزمة”.
وأردف قائلا “أبديت لبعض المقربين من بشار الأسد عدم رغبتي في تولي منصب رئاسة الحکومة أو الأمين القطري المساعد لحزب البعث، لأن رئيس الحکومة والأمين القطري المساعد مسؤولان عن وزارتي الدفاع والداخلية.. صحيح ليس لهما سلطة کبيرة عليهما، ولکن من يتولی أيا من المنصبين سيکون مسؤولا بصورة ما عن الجرائم التي يرتکبها النظام.. وعندما استدعاني بشار الأسد قررت أن أرفض أي منصب يعرضه علي، ولکن قبل أن أصل إلی القصر الجمهوري جاءني اتصال من أحد المسؤولين المقربين من الأسد وحذرني من الرفض”.
وعن لقاء التکليف أکد حجاب أنه تکلم مع الأسد لأکثر من ساعتين و”دار حوار طويل بيننا في الشأن السوري قبل وبعد الثورة، وقلت له بالحرف الواحد: هي معرکة من يکسب الشعب السوري وليس من ينتصر علی الشعب، وهو استجاب لکثير مما قلته، خاصة أن تکون الحکومة المقبلة حکومة مصالحة وطنية”.
ورغم أن الحکومة کانت تحمل في وسائل الإعلام الرسمية اسم حکومة المصالحة الوطنية، فإن الأسد -حسبما روی حجاب- قال في أول اجتماع لها إن هذه حکومة حرب، وعندها “اتخذت قرارا شخصيا بأنه إذا لم ينفذ الأسد ما اتفقنا عليه فلن أکون شريکا في جرائمه”.
وفيما يتعلق بتفاصيل الانشقاق، أشار حجاب إلی أنه أفصح لبعض المقربين منه وأحد أشقائه بنيته قبل ثلاثة أسابيع من الخروج، والذين تواصلوا مع ألوية الصحابة -وهي أحد الفصائل المسلحة التي کانت تعمل في بساتين کفر سوسة وداريا- تشجعوا لهذا الموضوع، وکانت عملية الهروب إلی الأردن خطيرة جدا واستمرت ثلاثة أيام، و”کنا نتوقع أن نقع في أي کمين أو حاجز للنظام، لکن الله سلم”.

زر الذهاب إلى الأعلى