احتجاجات إيران

بساط الظلم والجور والتسلط الموجود اليوم في النظام الايراني سيطوی ذات يوم

 

وجه مأمور قمعي للنظام في مدينة «فومن» يوم الخميس 17 نوفمبر صفعة لمواطنة کادحة کانت تزاول عمل البسطية. وبعد يومين انهال مأمور قمعي آخر في مدينة اروميه علی بائع متجول شاب کادح بالضرب المبرح. سرعان ما أثارت مقاطع الفيديو التي وضعت علی الانترنت عن هذين الحادثين مشاعر الکراهية لدی شرائح مختلفة من المواطنين. ودعا الابن المراهق لتلک السيدة الفومنية عبر شبکة التواصل الاجتماعي الموطنين التماسا للاطلاع واعادة حق المواطنة.
وفي يونيو من هذا العام أدان النظام حوالي 35 من الطلاب والطالبات الجامعيين في مدينة قزوين بالجلد 99 جلدة بتهمة المشارکة في حفلة… کما تعرض في تلک الأيام العمال المحتجون في منجم «آق دره» للذهب في مدينة تکاب للجلد بتهمة المطالبة بحقوقهم.
ويمکن مطالعة أخبار کهذه يوميا في وسائل الاعلام أو حتی حين العبور من الزقاق أو الشارع.
وفي السنوات الأولی من ثورة 1979 وقفت مجاهدي خلق بصرامة أمام دستور النظام وقانون القصاص الصادر عن خميني واعتبروها دون شأن الناس الثائرين وعدوها قوانين تعود الی قرون الظلام ولاانسانية، أرغی خميني وأزبد ولطخ يده بدماء المجاهدين.
واليوم وبعد مضي أکثر من 3 عقود من تلک الأيام، ها نحن نری حوالي 50 مليون ايراني وهم يحملون هواتفهم النقالة في الشوارع يتحينون الفرصة لکي يوثقوا أعمال المأمورين القمعيين التابعين لخامنئي حتی يفضحونهم في العالم وهذا ما فعلوه في 4 حالات ذکرناها في هذا المقال وهکذا فضحوا الملالي في وسائل الاعلام العالمية!
ومن حسن الحظ فقد وصلنا الی أيام تنقل بسرعة حتی آخبار الاعتداء علی السجناء الی خارج السجن وتصبح عامة عبر شبکات التواصل الاجتماعي وتکشف عن أسماء وهوية العناصر القمعية ومحترفي التعذيب للنظام عبر الاعلام. وهو عمل خير ومسؤولية علی عاتق کل انسان شريف ومواطن حر وکفيل للحصانة الاجتماعية لعموم المواطنين وهو ما يجعل النظام وعملائه في احراج ومأزق.  طبعا هذا جزء من المسؤولية التي يتحملها کل مواطن يقوم بها کخطوة أولية لمواجهة هذه الأعمال الوحشية لحکم الملالي. لا شک أن المواطنين لن يتوقفوا عند هذا الحد بل سرعان ما ينهضون لتأديب العملاء القمعيين عاجلا أم آجلا. وعندئذ سيکون علي خامنئي وعملائه أول النادمين عن فعلتهم.
لا أحد أعطی ضمانا بأن الاساءة الی بائع متجول بسيط لا يتحول الی شرارة لعصيان مدني. کوننا لم نبتعد کثيرا بعد من الثورة التونسية ومازالت تجربتها ماثلة في الأذهان. 
وليس ببعيد يوم تنطلق فيه شرارة النار التي تلتهم کيان النظام. تلک النار التي بامکانها أن تحرق النظام من أوله الی آخره. ويدرک مأمورو أسرار خامنئي وعناصره المخابراتية جيدا أن تشبيه المجتمع ببرميل بارود ليس تشبيها خاطئا ولا غلو فيه. اذن عليهم أن يعلموا أنهم سيحصدون ما يزرعون. لقد طفح کيل صبر المواطن وهم أثبتوا في محطات تاريخية عندما ينتفضون فلا يبقی أثر من الظلم والاضطهاد!

زر الذهاب إلى الأعلى