أخبار إيران

ايران.. إما الموت أو الخلاص

 

وجه السجين السياسي علي معزي مذکرة من سجن جوهردشت بمدينة کرج تحت عنوان «إما الموت أو الخلاص» قال فيها «في عالمنا عندما يذبح داعش ضحيته أو يحرق مکانا أو يفجر فالکل يدرک ويفهم ماذا حصل ولکن هنا (في ايران) نحن نواجه نوعا متطورا من التعذيب النفسي غير المرئي (يفرضه نظام الملالي) علی شعب بأکمله يستهدف انسانية الانسان لفرض ارادته علی الذبيح والضحية والمظلوم بأنه مجرم».
وفيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم .. ادين مؤخرا في مدينة سردشت 12 شخصا بالحبس ودفع الغرامة بتهمة کونهم أبدوا نخوتهم وانبروا العام الماضي لدعم مقتولة مظلومة وهي السيدة فريناز خسرواني التي ألقت بنفسها من شباک (أحد الطوابق) علی الأرض للفرار من مأمور مخابراتي حاول اغتصابها. نعم في هذه البقعة من الأرض، المضطهدون هم مذنبون والمقاضاة تعتبر جريمة. المقاضاة التي رفعتها «شعله باکروان» (التي أعدم النظام ابنتها ريحانة جباري) ووالد سعيد زينالي تعتبر جريمة.
کما أن المقاضاة التي رفعتها عائلة بهکيش وعائلة ستار بهشتي وعائلة جعفر کاظمي کلها جريمة وکذلک المقاضاة التي رفعتها السجينة السياسية مريم أکبري منفرد هي جريمة. وذنب الأخيرة هو أن ثلاثة من أشقائها وشقيقتها قد أعدمهم النظام. وذنبها الثاني هو أنها قد رفعت مقاضاة من آجلهم. وحتی اولئک الذين يدعمونها هم مجرمون. المقاضاة التي رفعها ضحايا سعيد طوسي (قارئ قرآن بيت خامنئي المغتصب للأطفال) هي جريمة ويجب تهديدهم. نجل آية الله منتظري هو مجرم بسبب الکشف عن تسجيل صوتي لوالده ويجب محاکمته. تقديم العون لعوائل السجناء السياسيين الذين معيلهم محتجز في السجن، جريمة ويصدر علی فاعله حکم بالحبس. کل المواطنين السنة والاقليات الدينية وأصحاب الرأي الآخر والمعلمين والعمال الذين ذنبهم کونهم جياعا کلهم مجرمون يجب جلدهم وزجهم في السجن.   
ولکن في المقابل لابد من الحصانة للنظام ولأتباعه وأشياعه حتی يکونوا مطلقي الأيدي لممارسة أي فعلة نکراء بحق الشعب. من مجازر ارتکبها النظام في عام 1988 ودفن الضحايا في مقبرة خاوران (دون علم عوائلهم) و الی بور محمدي (وزير العدل في حکومة روحاني) ومن قتلة سلسلة الاغتيالات وقتل زهراء کاظمي (الصحفية الکندية الايرانية الأصل) والی أمثال طوسي ومرتضوي (المدعي العام السابق في طهران) وقتلة ستار (بهشتي) کلهم لابد أن يکونوا في مأمن ويجب افلاتهم من العقاب ليبقی المظلومون والمقتولون مجرمين. نقول رحمة الله علی اتفاقية کابيتولاسيون (حصانة للرعايا الأمريکيين في ايران سابقا). وأساسا أي اعلاء صوت ضد السرقة والفساد والجرائم التي حتی عناصر الحکومة يعترفون بها يعتبر جريمة. فعليکم أن تتصوروا کل أعمال السرقة والفساد والجريمة أمرا عاديا وطبيعيا والا تصبحون متهمين بالجريمة. أي نوع من NGO أو جمعية خيرية مستقلة تعتبر جريمة ولابد أن تعمل تحت سلطة السراق الحکوميين. أي ابداء للنخوة ودعم الشرف والانسانية والاحساس بالواجب يعتبر جريمة. نحن نعيش في نظام استبدل مکان المعروف بالمنکر وأصبحت القيم مقلوبة. حتی يتغير الناس. هذا النظام الذي يبتلع الانسان النزيه ليخرجه فاسدا. في نظام يعتبر أي تلبية لنداء الضمير الانساني جريمة. عدم الخضوع للمذلة جريمة. في مجتمع لا يسمحون للانسان أن يبدي صفاته الانسانية الحميدة ويبلورها ما الذي يبقی له سوی الاحباط واليأس والادمان…؟ ويبقی الواجب في هکذا سلطة تکريس کل الجهود والايمان في المقاومة لکي تحتفظ بما تبقی لديک ذرة من الانسانية وحتی لا تمسخ. في هکذا ظروف خانقة يحق لذلک السجين السياسي أن يضرب عن الطعام حتی الموت. ويحق لذلک السجين السياسي الذي علی وشک فقد البصر أو تعرضه لجلطة قلبية ولا يخضع لارتداء زي التحقير والتکبيل أن يبقی محروما من العلاج. هذه المقاومة ليست من أجل نفسه وانما يريد أن تبقی شرارة المقاومة متقدة ومتوهجة. وعندما يتعرض الشرف والنخوة والانسانية للکبت والخناق والتهديد واجب المرء هو القيام والصراخ بـ «إما الموت أو الخلاص» فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم… (البقرة 343): نعم من خلال التفاني في درب الحرية تنتعش الحياة الحقيقية. اسمعوا آيها العالم وأغيثونا في الخلاص من مخالب الطغمة الحاکمة المتخمة بالسحت الحرام التي تقتات بالمال الحرام وتتحکم بکل ممتلکات وثروات الشعب  وهم يستلمون بدل الأتعاب من القتيل أو من ذوي القتيل. في عالمنا عندما يذبح داعش ضحيته أو يحرق مکانا أو يفجر فالکل يدرک ويفهم ماذا حصل ولکن هنا (في ايران) نحن نواجه نوعا متطورا من التعذيب النفسي غير المرئي (يفرضه نظام الملالي) علی شعب بأکمله يستهدف انسانية الانسان لفرض ارادته علی الذبيح والضحية والمظلوم بأنه مجرم.
السجين السياسي علي معزي- سجن جوهردشت       

زر الذهاب إلى الأعلى