أخبار إيرانمقالات

أيهما نصدق.. کسر الأقلام أو «نداء الحرية» للصحافة؟!

 

الاستعراضات المزيفة للملا حسن روحاني في معرض المطبوعات (الصحافة) وبما أنها کانت بمثابة العبث بهوية النظام قد سببت في أن يفضح رئيس السلطة القضائية للنظام ووسائل الاعلام التابعة لخامنئي، روحاني ويفهمونه بأن عليه ألا يحاول أن ينأی بنفسه من هذا النظام المعادي للاانسانية.
وقال الملا صادق آملي لاريجاني في اليوم نفسه (5 نوفمبر) في خطاب موجه لروحاني: يا سيدي أنک قلت لي في حالات عديدة کتبيا وشفهيا أو أرسلت رسائل لماذا لا تتعامل مع الصحيفة الفلانية؟ والآن عندما تجد نفسک بين أصحاب الصحافة.. فتطلق نداء الحرية؟! أيهما نننصت اليه؟!» (تلفزيون النظام 5 نوفمبر). ولم نشهد في ولاية روحاني هکذا حملة وبهذه الضراوة وبهذه النبرة.
بداية يجب أن نفکر في سؤال لماذا جاء رد فعل بهذه السرعة والهلع علی روحاني؟ يجب البحث عن الاجابة في حقيقة أن روحاني قد وضع أصابعه علی الوتر الحساس والخطير وأخذ موقفا استعراضيا مزيفا ومثيرا للسخرية وأطلق «مناورة الحرية في الصحافة» حسب صحيفة «وطن امروز». واذا کان لم يتلق الجواب الملائم فکان يحدث تصدع وشرخة من شأنه أن يصار الی تشتيت ديکتاتورية ولاية الفقيه. لذلک کان علی الولي الفقيه أن يضيق علی وجه السرعة هذه الشرخة.
رعونة ثانية أبداها روحاني هي أنه أراد أن يتمترس خلف خميني وأن يستمد منه للضرب علی رأس الزمرة المنافسة  حينما قال :«کانت الثقافة هي أساس ثورتنا الاسلامية… لم يکن هذا نهج الإمام، کان نهج الإمام التحول في أفکار الشعب والثقافة في المجتمع» (کلمة روحاني – تلفزيون النظام 5 نوفمبر) بينما الشعب الايراني لم ينسی بعد آن الدجال الخبيث (خميني) هو نفسه قد أطلق عربدات بقوله «اکسروا الأقلام!» مرات عديدة وقال «لو أننا ومنذ البداية… عملنا بشکل ثوري وکسر الأقلام ووضعنا حدا لجميع المجلات والصحف المتآمرة ومنع الاحزاب العميلة عن ممارسة أعمالها وعاقبنا رؤساءها ونصبنا أعواد المشانق في الساحات العامة وأعدمنا الفاسدين والمفسدين لما تعرضنا لکل هذه المتاعب» (کلمة خميني 17 أغسطس 1979) «الان مسکتم الأقلام؟! فاکسروا الأقلام! وارجعوا الی أحضان الاسلام » (صحيفة الإمام الجزء السادس).
الملاحظة الثانية هي أن هجوم آملي لاريجاني بصفته رئيسا للسلطة القضائية لا يمکن أن يأتي بدون ايعاز أو مبارکة الولي الفقيه للنظام المتخلف. فأقوی القرائن هو السرعة وحدة النبرة والحملات المتناسقة التي تلت تصريحات الملا لاريجاني في الصحف التابعة لزمرة الولي الفقيه ضد روحاني.  
مازال الأمر ماثلا في الأذهان أن خامنئي قد سمی العام الماضي بعام «الحکومة والشعب والتلاحم والتناسق» بهدف احتواء الأزمات الداخلية للنظام بينما کان من الواضح من قبل أن «ما کل ما یتمنی المرء یدرکه رب امرئ حتفه فیما تمناه» لأن خامنئي قد سقط من موقعه باعتباره الولي الفقيه وأن شوکة ولاية الفقيه قد کسرت في انتفاضة عاشوراء 2009 وأن موقعه قد بات أضعف بأضعاف بسبب الفساد والتشتت داخل النظام وهو في حالة استنزاف متعاظم. وطالما هناک سؤال مطروحا: (کيف سيکون حسم استمرار الاتفاق النووي وکؤوس السم المتلاحقة الأخری وهل الولي الفقيه سيخضع لتجرع کؤوس السم الأخری أو يقلب الطاولة؟)  فان الأزمات تتفاقم أکثر فأکثر.

زر الذهاب إلى الأعلى