العالم العربي

الحل في اليمن: مزيد من الحزم و الحسم أمام ولاية الفقيه

 

 

 


 

 

تحت هذا العنوان بادر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بعقد ندوة عبر شبکة الانترنت في يوم 31 أکتوبر 2016، شارک فيه کل من معالي حورية مشهور وزيرة حقوق الإنسان اليمنية سابقا و سماحة الشيخ تيسير التميمي قاضی قضات فلسطين سابقا رئيس حزب الحرية والاستقلال (حارس) و السيد موسی أفشار عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وقد کانت المحاور الاساسية للندوة تتکون من المواضيع أدناه:

– عاصفة الحزم منعطف في تطورات المنطقة وفي سياسة نظام الملالي الاقليمية.
– النظام الإيراني العقبة الرئيسية لتکريس اي حل سياسي في اليمن.
– يحاول النظام الإيراني فرض حرب استنزاف علی اليمن.
– بعد مقاومة الشعب اليمني، الحل السياسي يجب أن يکون للشعب الإيراني دور فاعل فيه.

وقد إستهل السيد موسی أفشار حديثه بالاشارة الی البيان الذي أصدرته السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية والذي أادنت فيه بقوة استهداف مکة المکرمة بالصاروخ بأمر من خامنئي وتحت إشراف قوة القدس من داخل الأراضي اليمنية، واعتبرت ذلک بمثابة إعلان حرب علی عموم المسلمين في العالم. أضافت السيدة رجوي: لم يتورع نظام ولاية الفقيه في أوقات سابقة من ارتکاب أية جريمة وهتک للحرمات في حق مکة المکرّمة وبيت الله الحرام، منها ارسال متفجرات في عام 1986 إلی المملکة العربية السعودية وإحداث اضطرابات وفوضی في مکة المکرمة عام 1987 حيث أودی بحياة أکثر من 400 حاج لبيت الله الحرام. انه النظام نفسه الذي لم يتردد في تفجير مراقد أئمة الشيعة في مدينتي مشهد الإيرانية وسامراء العراقية لحفظ سلطته المشينة. ودعت السيدة رجوي إلی طرد هذا النظام اللاإنساني اللاإسلامي من منظمة التعاون الاسلامي وقطع الدول الاسلامية علاقاتها مع هذا النظام.

وأشار أيضا الی الادانة الاسلامية و العربية لإطلاق الصواريخ بإتجاه مکة المکرمة مشيرا إن مجلس التعاون الخليجي وعدة دول منها المملکة السعودية والبحرين ودولة قطر ودولة الامارات أدانت هذه العملية. کما لفت السيد أفشار الانظار الی دور النظام الايراني في اليمن قائلا بإنه قد کان دورا مباشرا وموجها لجماعة الحوثيين منذ البداية وفي جميع مراحلها حتي يومنا هذا …. وقبل سقوط صنعاء بيد جماعة الحوثيين والانقلاب ضد الحکومة الشرعية صرح عليرضا زاکاني من المقربين بخامنئي في سبتمبر من العام 2015 بقوله « في اليمن هناک حدث أهم وأکبر من لبنان في حال التکوين بحيث يسيطر الثوار علی 14 محافظة من اصل 20 محافظة يمنية وکذلک 90 بالمئة من مدينة صنعاء… وبذلک انهم قلبوا کل موازين القوی وبعد الانتصار في اليمن بالتأکيد سيأتي دور السعودية لان هذين البلدين لديهما ألفي کيلومتر حدودا مشترکة من جهة وهناک اليوم مليونا مسلح منظم في اليمن… اليوم الثورة الاسلامية تسيطر علی 3 عواصم عربية وبعد فترة سوف تسيطر علی صنعاء ايضا وسوف تنفذ منهج توحيد المسلمين». وبعد السيطرة علی عدن قال رحيم صفوي القائد العام السابق لقوات الحرس والمستشار العسکري الأعلی لخامنئي بکل صلف «أربعة من عواصم دول المنطقة باتت تحت أيدينا. ويکفی أن نعطس حتی تصبح المنامة العاصمة الخامسة بيدنا، وحتی الأن احترمناهم ولم نقم بالاستيلاء علی المنامة وستکون المرحلة المقبلة العربية السعودية.»

وقالت السيدة حورية مشهور وزيرة حقوق الإنسان اليمنية سابقا، في مداخلتها بأن الشعب اليمني ومنذ عام 2011، کان قد مضی الی طريق آمن، طريق سياسي يخرج اليمن من أزمتها، ولن للأسف الشديد تدخلات النظام الايراني التي کانت قد بدأت قبل إنطلاق الربيع العربي، أي قبل 2011، و تحديدا من عقد التسعينيات من القرن الماضي، عبر تشجيع جماعة الحوثي المتواجدة في مدينة صعدة في شمال اليمن حيث بدأت بتمويلهم و الاهتمام بهم وتستضيفهم في إيران وتقوم بتشجعهم لکن التدخلات الايرانية ظهرت بقوة في الشأن اليمني في عام 2011، وهي مستمرة حتی هذه اللحظة.
في 2011، کنا قد توصلنا الی مبادرة قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي تخرج اليمن من العنف و تمضي في مسار سياسي وبموجبه يقوم الرئيس السابق علي عبدالله صالح بتسليم السلطة لنائبه، وتم تسليم السلطة ولکن عبر إنتخابات و مضينا الی حوار وطني و مخرجات الحوار الوطني کانت عبارة عن إجماع وطني کل القوی الوطني کل الفرقاء کانوا في هذا الحوار بما فيهم الحوثيين و أنصار و حزب الرئيس السابق المؤتمر الشعبي العام و حلفائهم وکذلک کل القوی الثورية و الاجتماعية في الحقيقة کل شرائح الشعب اليمني کانت موجودة في الحوار الوطني.
الذي حصل، إنهم إنقضوا علی مخرجات الحوار الوطني حيث إحتجزوا مدير مکتب رئيس الجمهورية الذي کان بيده مسودة الدستور حيث تم تجسيد مخرجات الحوار الوطني في مسودة الدستور لإعادة بناء الدولة و التأسيس للحقوق و الحريات و التأسيس لنظام عادل جديد کل أبناء اليمن لکن للأسف الشديد علی الرغم من إنهم کانوا حاضرين و وقعوا علی مخرجات الحوار الوطني لکنهم وفي نفس الوقت کانوا مهيأين لسيناريو آخر و إستقووا بالسلاح الذي في أيديهم من النظام الايراني وإستقووا بالسلاح الذي سلمهم إياه الرئيس السابق علي عبدالله صالح و الذي کان أبنه قائد الحرس الجمهوري وکان هو مسيطرا علی هذه الفرقة الکبيرة من الجيش،
إستقووا بهذا السلاح الذي إمتلکوه و أحاطوا رئيس الجمهورية أو في الحقيقة قاموا بإنقلابهم وقد أدی الانقلاب الی إنهيار کل مؤسسات الدولة ولهذا لجأ الرئيس الشرعي الی المملکة العربية السعودية الی الدولة الجارة التي دعمت اليمن في مختلف المراحل ولجأ أيضا الی دول مجلس التعاون الخليجي و طلب منها الدعم، دعم المملکة العربية السعودية أيضا يستجيب إستجابة کلية لمخرجات و قرارات مجلس الامن الدولي الذي کان يراقب العملية السياسية في اليمن و وضع المجموعات التي تقوم بتعضيد المسار السياسي السلمي تحت المراقبة بل و وضع معاقبة الاطراف التي تقوم بتعطيل مسار العملية السلمية، ومن هنا فقد جاء التدخل السعودي إستجابة لطلب الرئيس الشرعي إستجابة للقوی الوطنية التي کانت ضد الانقلاب و أيضا تنسجم إنسجاما کليا مع القرارات الدولية التي کانت قد صدرت و التي کانت قد وضعت اليمن تحت الحکم السابق و بدأت ببعض الاجراءات ومنها تجميد عقود أموال معطلي العملية السياسية ومنعهم من السفر و کانت هناک إجراءات عملية، لو لم تکن إيران و تشجيعات إيران للحوثيين و لأنصار الرئيس السابق والذي تحولوا لميليشيات وهذا کان جيش کان ينبغي أن يستند للدستور في حماية الجمهورية وکان ينبغي أن يتبع أوامر رئيس الجمهورية المنتخب و الشرعي وليس أن يتحول الی ميليشيات ضد النظام و ضد الدستور، الذي حصل إنهيار لکل مؤسسات الدولة و إن اليمن يعاني من تدخل النظام الايراني و تشجيعه لهم.

وقال الشيخ تيسير التميمي، قاضي قضاة فلسطين السابق في مداخلته: کما جاء في بيان الاخت الرئيسة مريم رجوي، وأعتقد إن ماقام به نظام الملالي بواسطة هذه الجماعة المارقة التي کبدت الشعب اليمني الشقيق الآلاف من الابرياء و دمرت اليمن السعيد علی آخره کما نشاهد و نسمع في کل لحظة. نعم أؤيد کل ماقد ورد في بيان الرئيسة رجوي و أدعو منظمة التعاون الاسلامي الی طرد نظام ولاية الفقيه من هذه المنظمة و إستبدال نظام الملالي هذا الذي بإستهدافه مکة خرج عن الملة، خرج عن الاسلام، بالمقاومة الايرانية ممثلة بمنظمة مجاهدي خلق، هي التي يجب أن تحتل مقعد الشعب الايراني المسلم الشقيق في منظمة التعاون الاسلامي، ويجب علی جميع الدول العربية و الاسلامية أن تقوم بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع هذا النظام الذي إستهدف ثاني القبلتين، قبلة المسلمين، بيت الله الحرام في الشهر الحرام شهر محرم الحرام الذي يحرم فيه سفک الدماء و القتال،
إستهدفوا بيت الله الحرام بصواريخهم للمساس به و المساس به هو المساس بعقيدة الامة بکاملها، ولهذا أنا أفتيت، إن من يستهدف المسجد الحرام في مکة المکرمة بالخروج عن الملة و الردة عن الاسلام و إستندنا علی ذلک بآيات من الکتاب الکريم؛ قال تعالی: “إن الذين کفروا و يصدون عن سبيل الله و المسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاکف فيه و الباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم.”، والآية الاخری التي تقول:” ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذکر فيها إسمه و سعی في خرابها أولئک ماکان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم.”، نعم من يستهدف مکة المکرمة، منبع الوحي و مهبط الرسالة السماوية علی خاتم الانبياء و المرسلين سيدنا محمد صلی الله عليه و سلم، ويستهدف عقيدة الامة بکاملها، المقدسات الاسلامية وعلی رأسها بيت الله الحرام، هي جزء من عقيدة الامة فمن يستهدف هذه المقدسات فهو خارج عن الملة و مرتد عن الدين الاسلامي. نعم أؤکد إن هذا النظام، نظام الملالي لم يترک وسيلة إلا إذی فيها الامة الاسلامية بالقتل و التدمير و کذلک بشرذمة هذه الامة التي يجب أن تکون موحدة لأننا نؤمن بالله ربا و بمحمد صلی الله عليه و سلم رسولا، لماذا هذا الاقتتال؟ لماذا تقسيم الامة علی أسس طائفية و مذهبية؟ نعم المذهب الشيعي هو کالمذهب الشافعي و غيره من المذاهب لايستوجب هذا الصراع، لايستوجب هذا الاقتتال، زوال الدنيا أهون علی الله من سفک دم إمرء مسلم بغير حق.
لهذا أنا رأيت إعتمادا علی آيات کريمة و إعتمادا علی إن من يخرج علی وحدة الامة و يتعمد إيذاء الحرم بمکة المکرمة بظلم سواء بشرک أو بأية معصية من المعاصي، أو کبيرة من الکبائر کما ورد في آيات القرآن الکريم الواضحة، هو خارج عن الملة، ولهذا أفتيت بردة النظام، نظام الملالي، نظام ولاية الفقيه عن الاسلام، حيث لايجوز له أن يتکلم بالاسلام ولايجوز له أن يدعي إنه يمثل الاسلام، هذه العباءة التي إرتداها زورا و بهتانا، عباءة الاسلام ليقتل و يسفک الدماء و يدمر، مالذي حصل في اليمن؟ کانت هناک ثورة قبل سنوات لتصويب الامر في اليمن. الشعب اليمني کغيره من الشعوب في الربيع العربي، إنتفض لتصويب الوضع الشاذ في اليمن. تدخل إيران و دعمها لهذه الفئة الضالة الباغية بتمويلها بالمال و السلاح لقتل الشعب اليمني الشقيق المسلم و تقسيم اليمن الی شيعة و سنة، نحن نفتخر بأخواننا الشيعة منهم العلماء ومنهم من يلتزمون بالاسلام و بوحدته ولکن هذا النظام أراد أن يجعل من الخلاف المذهبي و الفقهي بين المذاهب الفقهية الی صراع دموي الی سفک للدماء، الاسلام منه براء، الامة الاسلامية بريئة منه، ولهذا نجد إن مساحة إدانة هذا الصاروخ الذي إنطلق من الحوثيين الی مکة المکرمة، نجد إن مساحة الادانة قد شملت کل الامة الاسلامية و کل المنظمات الاسلامية و کل الحکومات العربية و الاسلامية. هذا إجماع من الامة علی إن هذا النظام خارج عن الاسلام و خارج عن وحدة الامة.

وفي الختام تحدث السيد موسی افشار عن المفاوضات الجارية و تداعياتها والامور الاخری المتعلقة بالقضية اليمنية قائلا: خلال المفاوضات التي جرت سواء في جنيف او في الکويت أصبح من الواضح جدا بأن قوة القدس ونظام ولاية الفقيه کان الحاضر الغائب في هذه المفاوضات حيث کان نظام الملالي الطرف الحقيقي فيها وکانت سفارتا النظام في جنيف وفي الکويت مرکز التوجيه والتنسيق وإدارة المفاوضات وکانت جماعة الحوثي تنفذ ما يمليه قادة قوات القدس.

إذن معرکة اليمن هي معرکة ولاية الفقيه. لکن في هذه المعرکة هناک أکبر تجربة في مواجهة مشروع ولاية الفقيه ، التجربة التي تتمثل في عاصفة الحزم. فلا شک أن الطريق الوحيد للتصدي النهائي لهذا المشروع السرطاني والشيطاني هو المزيد من الحسم والحزم ومواجهة نظام ولاية الفقيه بما لا يحسب له من القوة. سياسيا کما ناشدت السيدة مريم رجوي يجب طرد هذا النظام من مؤتمر التعاون الإسلامي ويجب علی جميع الدول الإسلامية علاقاتها مع هذا النظام الذي يستهدف مکة المکرمة بالصاروخ. استراتيجيا إضافة علی الحسم في المعارک في اليمن وکذلک في سوريا يجب إشراک الشعب الإيراني والممثلين لهذا الشعب في المعادلة الإقليمية بهدف التصدي لهذا النظام.
بهذا يمکن إلحاق أکبر ضربة قاضية بهذا النظام وطرده من البلدان الأخری وحصره داخل إيران حيث الشعب الإيراني له بالمرصاد للقضاء عليه وتخليص جميع شعوب المنطقة من نار الطائفية والحروب والإرهاب.

 

 

 


زر الذهاب إلى الأعلى