أخبار إيرانمقالات

سوريا.. مستنقع للنظام الايراني

 

 

21/10/2016

 

 بقلم : عبد المجيد محمد

 

منذ أن احتدمت حرب بشار الأسد ضد شعبه الطافح کيل صبره الداعي الی تنحيه من السلطة، انبری النظام الحاکم في طهران جاهدا وبکل قواه لدعم الأسد بکل جرائمه التي يرتکبها ضد الشعب السوري. سواء من ارسال قطعان الحرس والی اسعافه بدعم مالي وعسکري وتسليحي.
وقال مؤخرا الجزار المجرم قاسم سليماني المعروف لدی شعوب المنطقة وبشکل خاص الشعوب المضطهدة والمظلومة في العراق وسوريا في تصريح أدلی به في محفل داخلي للنظام في ذکری هلاک الحرسي حسين همداني من قادة الحرس ونائب قاسم سليماني في سوريا: «… سوريا هي البلد الوحيد الذي وقف بجانبنا حتی في الحرب الايرانية العراقية ونحن هناک لا ندافع عن سوريا فقط وانما ندافع عن الاسلام والجمهورية الاسلامية. داعش والمجموعات التکفيرية لم يتم تأسيسها لسوريا بل تم تأسيسها لايران».
کما تلاحظ أن هذا الحرسي المکلف بشؤون تصدير الارهاب للنظام الی خارج حدود ايران يؤکد علی أهمية استراتيجية ابقاء بشار الأسد علی الحکم لحفظ وبقاء النظام الايراني ويقول بوضوح ان الحرب في سوريا هو کفيل ببقاء وحفظ النظام في طهران. ولهذا السبب تؤکد المقاومة الايرانية دوما أن سوريا هي مستنقع النظام الايراني وکلما يحاول أکثر کلما يتورط فيه أکثر ولامفر له منه. کما ان مد يده نحو روسيا لطلب العون منها جاء من هذا المنطلق لأن نظام الملالي بوحده ليس قادرا علی مواجهة الصمود مقابل الشعب والمقاومة السورية والجيش الحر. 
بالتأکيد القراء الأعزاء قرأوا أو سمعوا مرات تأکيدات قادة ورموز النظام الايراني بأن سوريا هي تشکل المحافظة الايرانية الخامسة والثلاثين أو لو لا نضع نحن (الملالي والحرس) الخط الأمامي في سوريا فنضطر الی أن نضع خطوطنا في شوارع طهران والأهواز واصفهان وشيراز و.. أو نحن (الملالي والحرس) لو فقدنا محافظة خوزستان فبامکاننا أن نستعيدها بسهولة ولکن اذا فقدنا سوريا فهذا هو نهاية المطاف ولا وجود لنا بعد ذلک لکي نستعيد مکان ما.
ويحاول النظام الايراني الايحاء بأن في قضية سوريا والمخرج منه هو طرف في الحوار ويلعب دورا فيه. کما تم اشراکه  في المفاوضات الأمريکية الروسية بشأن سوريا التي انعقدت في لوزان السويسرية بحضور وزراء الخارجية لکل من الاردن وترکيا ومصر وقطر والعراق والعربية السعودية نهايه الاسبوع الماضي مما تسبب في فشل المفاوضات. ان اجتماع لوزان عقد في وقت صعدت فيه روسيا قصف مدينة حلب خلال الاسابيع الأخيرة مما تسبب في الحاق خسائر بين المدنيين بأعداد کبيرة. ولهذا السبب أعلن وزير الخارجية الفرنسي يوم الاثنين 10 اکتوبر أن بلاده ستطالب المدعي العام في «المحکمة الجنائية الدولية» تقصي الحقائق بشأن الجرائم الحربية التي ترتکب في سوريا. وأکد ان احالة شکوی من قبل فرنسا تشمل «جميع المتورطين في الأحداث الجارية في سوريا». (موقع راديو فرنسا).
الهدف المعلن من مفاوضات لوزان کان اقامة هدنة ولکن من الواضح تماما أن النظام الايراني لا يريد في واقع الأمر وضع الهدنة. صحيفة کيهان الحکومية التي تمثل أهداف الولي الفقيه للنظام الايراني أعلنت في مقال بکل صراحة سياسة النظام الايراني بخصوص سوريا وبالتحديد حفظ بشار الأسد. وجاء في استنتاج المقال: «مسألة سوريا لا تعالج في مؤتمرات مثل لوزان… الواقع أن سوريا له حل عسکري فقط». 
من جهة أخری قال الدبلوماسي المقال من وزارة الخارجية للملالي الحرسي امير عبداللهيان الذي يعمل الآن مستشارا خاصا لرئيس برلمان النظام علي لاريجاني قد أکد بوقاحة تامة: «نحن واقفون تماما وندعم بصوت عال کل من سورية والعراق والبلدان التي تتعرض للارهاب (حسب تعبيره) ونعتبر العمل امتدادا لتوفيرالامن الجماعي في المنطقة وکذلک الامن الوطني للبلد». 
  

امير عبداللهيان» المساعد الخاص للحرسي علي لاريجاني



کما تفيد الأخبار أن حسين شيخ الاسلام الذي کان مستشار علي لاريجاني في الشؤون الدولية من المقرر أن يصبح سفير نظام الملالي في سوريا. وهذا التعيين هو في ذاته يبين أن سوريا ومستنقع النظام تلعب دورا استراتيجيا للملالي والحرس.
 
تواجد قوات الحرس الإيراني في سوريا لإبادة الشعب السوري

ولکن کل الحسابات التي راهن عليها الحرس والملالي بشأن وضع الخط الأمامي في سوريا لضمان بقاء کيانهم جاء من باب الاضطرار والعجز کما انهم يخطأون في حساباتهم أنه کلما يحاولون أکثر في مستنقع سوريا کلما يتورطون في هذه الأزمة أکثر وسينتهي لا محالة الی غرقهم. هذه الاجراءات والتشبثات هو مصداق لمثل «الغريق يتشبث بکل حشيش» تجاه المقاومة العارمة للشعب الايراني الذي جرعه کأس السم النووي وها هو الآن يعمل علی تجريع خليفة الرجعية کأس سم ما يعرف بـ «برشام سوريا» وحقوق الانسان. الأمر الذي يعترف به الولي الفقيه للنظام بکل صراحة. وهو ما انعکس في النشرة الإخبارية لمنتصف يوم الاربعاء 19 اکتوبر حين استقباله جمع من المواليه له: ” وهذه هي ذات الحقيقة التي قلتها للمسؤولين مرارا في اجتماعات خاصة وعامة بانه لو تراجعتم في القضية النووية هل ستنتهي مشکلتکم مع امريکا؟ کلا ، بل انهم سيطرحون قضية الصواريخ ولو تراجعتم في هذه سيطرحون قضية دعم المقاومة   لماذا تدعمون حزب الله وحماس وفلسطين  ولو تراجعتم ايضا سيطرحون قضية حقوق الانسان ولو قبلتم بمعاييرهم سيتجهون نحو حذف المعايير الدينية في الدولة. هل هم يکفون أيديهم عنکم؟!!!
انه علی حق ان حراک المقاومة العارمة للشعب الايراني بقيادة السيدة مريم رجوي لا يکف عن ملاحقة الملالي والملالي الدمويين الحاکمين في ايران واسقاط هذا النظام العائد الی القرون الوسطی حتی دفنهم في قبورهم ولايرضی بأقل من ذلک.

زر الذهاب إلى الأعلى