العالم العربي

مسؤول أمني کردي: طهران تريد طريقًا بريًا سريعًا إلی سوريا عبر نينوی

 


أکد وجود حشود لـ«الحرس الإيراني» عند حدود السليمانية


17/10/2016


 

السليمانية-کشف مسؤول أمني کردي عن رصد قطعات من قوات الحرس الثوري الإيراني في قاعدة قرب حدود مدينة السليمانية، مشيرا إلی أن «هذه القطعات تستعد للمشارکة في معرکة تحرير الموصل».
وأضاف المسؤول الأمني، الذي فضل عدم نشر اسمه لأسباب أمنية، لـ«الشرق الأوسط»: «إن أجهزتنا ترصد منذ أکثر من شهرين وجود قوات الحرس الثوري الإيراني في قاعدة في منطقة هورامان، القريبة من مدينة حلبجة، وإن هذه المنطقة متداخلة ما بين الأراضي العراقية والإيرانية، حيث تجري هناک تدريبات قتالية، ونعتقد أن عناصر من الميليشيات العراقية تسللت من خانقين أو بدرة، وليس من إقليم کردستان، تتدرب في هذه القاعدة أيضا».
وتابع المسؤول الکردي: «قوات الحرس الثوري الإيراني ستدخل الأراضي العراقية لمساعدة الحشد الشعبي في معرکة تحرير الموصل»، معبرا عن خشيته من أن تجتاز قوات الحرس الثوري أراضي إقليم کردستان للوصول إلی تخوم الموصل، لا سيما أن الطرق المؤدية من الإقليم، خصوصا عبر محافظتي أربيل ودهوک، هي الأقرب إلی هدف هذه القوات عند حدود مدينة الموصل.
کانت فصائل ميليشيات الحشد الشعبي قد وصلت، وبأعداد کبيرة، بالفعل إلی حدود مدينة الموصل، لتستقر مبدئيا عند سد الموصل. وأفادت الأنباء بأن أکثر من مائتي عجلة مصفحة ومدرعات وأسلحة ثقيلة ومدفعية تابعة للحشد الشعبي قد وصلت إلی سد الموصل للمشارکة في معرکة تحرير الموصل. وتصر ميليشيات الحشد الشعبي علی المشارکة في هذه المعرکة، علی الرغم من الرفض القاطع من أهالي الموصل والحشد العشائري لنينوی وقوات التحالف الدولي وقوات البيشمرکة الکردية والقوات الترکية الموجودة في قضاء بعشيقة، شمال الموصل، لمشارکة الميليشيات الشيعية في معرکة تحرير الموصل، إذ من المتوقع أن تحدث مجابهات عسکرية بين الحشد العشائري لنينوی وقوات البيشمرکة والقوات الترکية من جهة، وميلشيات الحشد الشعبي من جهة أخری.
وقال المسؤول الأمني الکردي إن «إيران تسعی، ومنذ سنوات، للسيطرة علی خط بري يربطها مباشرة بسوريا، وإن أقرب هذه الخطوط يمر عبر الموصل، وسوف تعمل علی إيجاد موطئ قدم لها في نينوی، وبمبارکة الميليشيات الشيعية ودعمها»، منبها إلی أن إقليم کردستان «لن يقف مکتوف الأيدي إزاء هذه الخطوة التي ستشکل مصدر خطر للإقليم، کما ستعمل علی التغيير الديموغرافي للمنطقة. لهذا، نحن مع وجود القوات الترکية، لتکون رادعا أمام التمدد الإيراني في محيط إقليم کردستان»، داعيا «رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلی عدم السماح لميليشيات الحشد الشعبي بالمشارکة في معرکة تحرير الموصل، لمنع حدوث صدامات سوف يستفيد منها تنظيم داعش الإرهابي».
إلی ذلک، قال حامد المطلک، نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، إن «الأولوية لمعرکة تحرير الموصل، وليس للصراعات الحزبية داخليا أو الصراعات الإقليمية خارجيا»، مشيرا إلی أنه «من حق العراقيين وحدهم المشارکة في معرکة تحرير الموصل، دون أن تتدخل أية قوی إقليمية، في إشارة إلی إيران وترکيا، في هذه المعرکة التي لن تأتي لصالح العراق والعراقيين».
وأضاف المطلک لـ«الشرق الأوسط»: «علينا أن نترک للقوات الحکومية والمؤسسات الرسمية، وأعني الجيش العراقي وقوات مکافحة الإرهاب وقوات الشرطة الاتحادية، بالإضافة إلی الحشد العشائري لأهالي نينوی، خوض معرکة تحرير الموصل، ولا مانع من أن يکون الحشد الشعبي ظهيرا لها، دون أن يدخل المدينة»، مشيرا إلی أن «إيران وترکيا تريدان موطئ قدم في الموصل، وتقوية نفوذهما علی حساب مصلحة العراق والعراقيين».
ونبه النائب العراقي إلی أن الولاء «يجب أن يکون للوطن أولا، وعلينا أن نترک خلافاتنا السياسية ومصالحنا الضيقة من أجل مصلحة البلد، وألا نسمح بأي تدخل خارجي، وإلا فسوف ندفع ثمن ذلک من دماء العراقيين».

زر الذهاب إلى الأعلى