أخبار إيرانمقالات

التغيير قدر لإيران

 

الحوار المتمدن
7/10/2016
 


بقلم:فلاح هادي الجنابي

 

 

مواجهة مصيرية تلک التي دارت و تدور رحاها بين منظمة مجاهدي خلق المعارضة من جانب، وبين النظام الايراني المستبد من جانب آخر، ونقول مصيرية لأن النظام الايراني و منذ اللحظة الاولی لإعلانه حربه الشعواء المسعورة بکل ماللکلمة من معنی ضد المنظمة، لم يبق من سبيل و وسيلة و اسلوب مهما کان إلا و قد إستخدمه ضدها.

هذه المواجهة، هي من نوع و نمط تلک المواجهات التي لاسبيل لحلها او معالجتها إلا بالنصر المؤزر الکامل لطرف و سحق الطرف الآخر تماما و تفتيته شذرا مذرا، لکن، الامر حري بنا أن نلاحظه بدقة هو أن طرفي هذه المواجهة الضروس لو وضعناهما في الميزان لوجدنا أنهما غير متکافئين(من الناحيتين المادية و المعنوية)، فمن الناحية المادية يمتلک النظام الايراني إمکانيات مادية هائلة إستخدمها و يستخدمها ضد المنظمة علی الدوام، أما من الناحية المعنوية، فإن المنظمة تمتلک عمقا مبدأيا و موقفا وطنيا و إنسانيا بإمکانه کسب تإييد و عطف مختلف شرائح الشعب الايراني، وبمختصر مفيد المواجهة هي بين السلاح و الکلمة، السيف و الدم، الموت و الحياة، وهکذا صراع و علی الرغم من ضراوته فإن نتيجته النهائية واضحة مهما طال الزمن.

النظام الايراني الذي توسل بأغرب الطرق و الوسائل للقضاء علی المنظمة و وصل الامر به الی حد إستجداء الغرب و التوسل به لکي يحد من قوة تأثيرها علی الشارع الايراني، سبق له وان أعلن مرات و مرات بأن منظمة مجاهدي خلق قد إنتهت ولم يعد لها من دور مؤثر علی الساحة الايرانية، لکنه و بعظمة لسان أبرز مسؤوليه و علی رأسهم و في مقدمتهم خامنئي نفسه، عاد و يعود ليؤکد للشعب الايراني و العالم أجمع من أن المنظمة باقية وانها هي التي تلعب دورا کبيرا في تسيير و توجيه الاحداث، ولأجل ذلک فإن مافعله و يفعله النظام الايراني في سبيل إخماد و قمع معسکر أشرف و من بعده ليبرتي، يعتبر بمثابة إمتداد لتلک الحرب المجنونة للملالي الهائجين.

التأثير المعنوي الکبير الذي ترکه و يترکه سکان أشرف و ليبرتي علی الشعب الايراني وخصوصا بعد الانتصار السياسي الذي حققته المقاومة الايرانية بنجاح عملية نقلهم تماما الی خارج العراق، ليس بالامکان أبدا القضاء عليه و إخماد و إسکات دويه الهادر، ولاسيما بعد أن صار اسم هذين المعسکرين بمثابة نبراسين و منارين يهتدي بنورهما الوضاء الشعب الايراني في مقارعته ضد النظام و مؤسساته القمعية ومن أجل ذلک فإنه من المستحيل علی النظام الايراني إنجاز مهمته بالقضاء علی منظمة مجاهدي خلق لأنه کما هو مسلم به و بديهي فإن الفکر لايمکن القضاء عليه باللجوء الی العنف کما انه و في الوقت الذي يجب أن نشير الی انه ليس من السهل القضاء علی النظام الايراني فإننا يجب أن نستدرک و نؤکد بأن هذه القضية ليس بإمکانها الارتقاء الی الاستحالة، بل سيبقی إحتمال قائم و ممکن خصوصا مع ملاحظتنا وفي ظل لما آل و يؤول إليه حال و وضع النظام في ظل الظروف الداخلية و الاقليمية و الدولية مضافا إليه الحقيقة الاهم وهي الشعار الاساسي للمقاومة الايرانية عموما و منظمة مجاهدي خلق خصوصا بإسقاط هذا النظام، ففي کل الاحوال فإن التغيير قدر لامناص منه لإيران.

زر الذهاب إلى الأعلى