أخبار إيرانمقالات

جلادو الشعب الايراني

 

 

ماکنة الاعدامات ستبقی شغاله


صافي الياسري


دعوة مثالية واهمة تلک الدعوة التي توجهها منظمات قانونية عالمية ومنظمات مدافعة عن حقوق الانسان ،مطالبة ملالي ايران بالغاء عقوبة الاعدام والانضمام الی المسيرة الدلية العالمية المتصاعدة بالغاء قانون الاعدام واستبدالها بالسجن ،کسلوک انساني يحترم حق الحياة ،ورموز نظام ولاية الفقيه يعلنون ذلک صراحة متقاطعين مع تلک المسيرة الانسانية الرائعه ،وهم بذلک يثبتون انهم لا انسانيون في عموم سياساتهم وقوانينهم وسلوکياتهم ،ومن يعدمون العشرات والمئات بل وحتی الالاف جماعية في عدة ساعات او ايام او اشهر ،ليس لنا ان نتوقع منهم الانضمام الی المسيرة الانسانية في مشوارها الحضاري ،وهذا هو موقف بعض رموز النظام وجلادي الشعب الايراني في التاکيد علی التمسک بالعقوبة الا انسانية ،کما في تقرير اوردته المقاومة الارانية في مواقعها .
الجلاد صادق لاريجاني
اذا أمعنا النظر في مواقف 3 من کبار مسؤولي السلطة القضائية في نظام الملالي بشان عقوبة الاعدام  فسنجد الجواب فيها:
يوم 29 ايلول/ سبتمبر الجاري أکد الملا الجلاد صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية في نظام الملالي في مراسم افتتاح مؤتمر المدعين العامين في المحاکم ومحاکم الثورة والمحاکم العسکرية في مدينة مشهد نفيه للقول إن سياسة السلطة القضائية الجديدة ستکون قائمة علی حذف عقوبة الإعدام وأضاف قائلا:
«لا نية لدينا أبدا في مثل هکذا رغبة». وتابع يقول: لو لم يکن التشدد من السلطة القضائية لکانت الأوضاع أکثر سوءا. کما انه طلب من المدعيين العامين بعدم التلکؤ في تنفيذ عقوبة الإعدام بعد صدور الأحکام بالإعدام وقال: «لا يجوز لنا ان نتأخر في تنفيذ العقوبة لمدة 3 سنوات ».

 

وغداة ذلک اليوم صرح غلام حسين ايجه اي المتحدث والنائب الأول لقضاء الملالي في الإجتماع نفسه قائلا: «سياستنا تجاه عقوبة الإعدام لم ولن تتغير».
اضافة إلی هؤلاء، شدد الملا المجرم مصطفی بورمحمدي وزير العدل في کابينة روحاني احد اعضاء لجنة الموت التي نفذت مجزرة اعدامات 30 الف سجين سياسي عام 1988  الجمعة 30 ايلول/ سبتمبر خلال حديثه مع مراسل وکالة ايرنا للأنباء في مجالي الحقوق والقضاء بشأن بعض المواقف القاضية بحذف عقوبة الإعدام قائلا: «إحدی العقوبات للمفسد هي عقوبة الإعدام وهي عقوبة نص عليها  في الأحکام الإسلامية ايضا». وأضاف: «يجب اختيار نوع العقوبة حسب الظروف وأن تکون متوازنة مع مدی تأثيرها، وعلی أصحاب النظريات والحقوقيين والخبراء وأطباء النفس وخبراء الجرائم أن يتظافروا ويتعاونوا في دراسة أية عقوبة سيکون لها التأثير الأکثر».
واذا تغاضينا عن هذه العنتريات الدعائية لکبار مسؤولي نظام الملالي، فسيطرح نفسه سؤال مهم لإدراک معنی هذا التناغم المنسق خلال يوم واحد لماذا يلجأ نظام الملالي إلی عقوبة الإعدام إلی هذا الحد ولماذا کل هذا السعي للدق علی طبول ”يجب تنفيذ عقوبة الإعدام في أسرع وقت ممکن“؟
الإجابة واضحة جدا ،ليس ذلک الا خوف النظام من انتفاضة جمهور الناس الذين ضاقوا ذرعا بحکم الملالي والذعر من السقوط الوشيک. ويحاول النظام عن طريق هذه الإعدامات ان يبعد الخوف عن نفسه والقائه إلی المجتمع الإيراني.
انها حقيقة مسجلة واعترف علي خامنئي صراحة مرارا وتکرارا بانه اذا تراجعنا خطوة واحدة وتخلينا عن الإعدام والقمع فأن علينا  ان نرضخ لتراجعات متتالية مقابل ارادة المواطنين، وعندئذ سيتم اقتلاع جذور هذا النظام الفاسد. لأن الشعب الإيراني طفح کيل صبره شبابا وشيبا ونساء ورجالا وکل الفئات ومکونات المجتمع الايراني ضاقوا ذرعا بهذا النظام المجرم والنهاب ويتربصون به للإنتفاضة واسقاطه ورمي هذا النظام العائد إلی عصور الظلام إلی مزبلة التاريخ.
الأداة الوحيدة التي أسعفت النظام في البقاء هي ممارسة القمع الوحشي والمنفلت والإعدامات اليومية بلاهوادة وغالبا بشکل جماعي.
النظام علی يقين انه اذا توقفت اعدامات  ولو ليوم واحد فانه يخسر ذلک اليوم و يقترب إلی السقوط الحتمي بقدر يوم واحد.
وأکدت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية عدة مرات خلال کلماتها ومواقفها تجاه الإعدامات المستمرة من قبل نظام الملالي علی انه اذا تخلی النظام عن الإعدام فانه سوف لايتمکن من مواصلة الحکم  وامتلاک السلطة  اذ ان الشعب الإيراني الطافح کيل صبره سيکنس هذا النظام العائد إلی عصور الظلام.
لذلک يقوم النظام بإعدام السجناء السياسيين في کل أرجاء البلد يوميا بذرائع مختلفة ويصفهم بمهربي المخدرات خوفا من غليان الشعب وتعجيل موعد الإنتفاضة الا ان مسؤولي النظام بقضهم وقضيضهم وکذلک الشعب الإيراني الذي أعدم النظام البربري أبناءهم يعرف ان هذا القول کذب کبير ومفضوح. مصطفی محمدي الذي يتحدث اليوم بهکذا قول ألم يکن هو من الأعضاء الرئيسيين في لجنة الموت في صيف عام 1988 والمتسبب في إعدام 30 ألفا من المجاهدين والسجناء السياسيين آنذاک؟ لا شک وکما أکد خليفة النظام المتخلف خامنئي لو تخلی النظام عن الإعدام فأنه سيفقد أهم أداة للإحتفاظ بحکمه وسيتم رميه إلی مزبلة التأريخ.


زر الذهاب إلى الأعلى