أخبار إيرانمقالات

هاجس خامنئي « مرشد بمفرده»

 

أصبحت هذه الأيام الإعترافات المسلسلة من قبل رموز النظام بجوانب مما آلت اليه الأوضاع المتدهورة في نظام ولاية الفقيه امرا متداولا. أحد من اعترف بهذا الوضع هو مرتضی صفاري رئيس جامعة ”الإمام حسين“ التابعة لقوات الحرس بحيث اعترف في 15 ايلول/ سبتمبر خلال تجمع لقوات الحرس اعترافا مهما. ان هذا الحرسي وبهدف ان يضع الزمرة المتنافسة تحت علامة الإستفهام اعترف بإزالة مبادئ ومايسمی بقيم ولاية الفقيه قائلا: «انهم بدأوا بتوجيه سهامهم السامة إلی قيمنا في مختلف المجالات رويدا رويدا… و يستهترون بقيمنا. تقويض قيم الثورة الإسلامية يبعث علی القلق».
وفي محاولة منه في البحث عن أسباب هذه الأوضاع المأساوية يتناول هذا الحرسي الکبير جذورها ويقول: «کيف يمکن ان لانکون قلقين  ولا ان نکون متوجسين… بينما قد ترک الجميع الساحة اليوم وبقي مرشد الثورة وحيدا بصدر عار يصرخ بوجه الأعداء». وبذلک يعترف هذا الحرسي بعزلة الولي الفقيه داخليا، الأمر الذي يعتبر شيئا أبعد من ”کسر الشوکة“. انه يؤکد علی عدم الإنتباه الی «کلمة مرشد الثورة» «الا علی شکل رمزي ظاهريا». ثم يکشف النقاب عن خطر بقاء خامنئي في العزلة وأضاف يقول: «أسس محور الثورة الإسلامية قائمة علی عمود ولاية الفقيه… واعتقاد قوات الحرس هو أن الحصول علی السعادة في الدنيا والآخرة يکمن في تطبيق أوامر وأهداف مرشد الثورة».
ثم يوجه الحرسي صفاري أصابع الإتهام نحو عصابة رفسنجاني-روحاني واصفا اياهما عامل النفوذ قائلا: «مشکلتنا الرئيسية هي تحرک البعض من داخلنا بشکل انهم يتظاهرون ان يدعموا الولي الفقيه الا انهم يتابعون اهدافا معارضة له عمليا».
وواصل الحرسي صفاري التأوه والتوجع واضاف قائلا: وصلت أوضاع النظام إلی حد بحيث «يسخر حتی أحد النواب المحسوبين علی روحاني من قيم النظام». وقيم النظام هي تعني الولي الفقيه حسب قوله. وفي هکذا وضع متخبط يسود النظام، يجب ان نری ما هو المخرج المتصور للنظام من أزمة الوجود واللاوجود هذه؟ يجيب هذا الحرسي قائلا: «يجب إحباط المؤامرات الموجهة ضد النظام بمعنويات البسيج المتوجسة… وعلينا ان نقف بوجه القيم المضادة بالصمود والتحدي متخطين الشعارات ونصرخ».
و يجب القول لهذا الحرسي الأبله لو کانت معنويات موجودة  لدی ميليشيا البسيج لما کان الولي الفقيه المکسورة شوکته يظل واقفا بمفرده حسب قول نفسک حتی يحتاج إلی معنويات البسيج للخروج من هذه العزلة.
نعم. تعتبر هذه الحالة اعترافا بکسر هيمنة الولي الفقيه وعمق کسرها من جهة وتدل علی مأزق النظام الخانق أمام هکذا حالة من جهة أخری! وليس من الصدفة ان يعترف هذا الحرسي في ختام کلمته مجددا: «لا يجب ان تتغير المباديء وتختفي التکتيکات وتنتهي الثورة».
وحاليا السؤال المطروح هو ماذا سيکون مصير هذه الدرجة من الضعف وکسر الشوکة؟

زر الذهاب إلى الأعلى