أخبار إيران

رجوي: نقل مجاهدي خلق من العراق هزيمة لطهران

 
 
ايلاف
11/9/2016
 
د أسامة مهدي
 
 
اعتبرت المعارضة الإيرانية نجاح عملية نقل 2300 عنصر لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية من العراق الی دول أوروبية بمثابة فشل استراتيجي للنظام الإيراني لتفکيک “المقاومة ضده”، وشکل هزيمة کبيرة له، وبدء مرحلة التغيير والهجوم لإنهائه.. فيما عبّرت السلطات العراقية عن ارتياحها لاکمال عملية النقل.
إيلاف من لندن: أکدت رئيسة (المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية) مريم رجوي في کلمة لها، تابعتها “إيلاف”، خلال مؤتمر احتفالي أقيم في مقر المجلس في ضواحي باريس بمشارکة کبيرة من شخصيات عربية ودولية لمناسبة انتهاء نقل عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من مخيم ليبرتي في العراق الی أوروبا.. أکدت أن “عملية النقل هذه تمثل هزيمة استراتيجية منيّ بها نظام طهران، حيث دقت الأجراس ايذانًا ببدء مرحلة للتغيير والهجوم والزحف”. 
والجمعة الماضي، وصلت الی ألبانيا آخر مجموعة من عناصر منظمة مجاهدي خلق في العراق، وانتهت عملية نقلهم بنجاح کامل من مخيم ليبرتي الی دول أوروبية مثل ألمانيا وبريطانيا وهولندا والنرويج وفنلندا والدنيمارک وبلجيکا وايطاليا واسبانيا وکذلک کندا.
اندحار محاولات النظام الإيراني
وأشارت رجوي الی انه في هذه السنوات الـ 14، “بعد سقوط النظام العراقي السابق”، “بفضل صمود المجاهدين وأعضائهم في مخيمي أشرف وليبرتي في العراق، والحملات السياسية الدولية الحثيثة، فقد اندحرت المؤامرات والخطط الهادفة الی القضاء علی المقاومة وتفکيکها واستبقت حرکة تحرير الشعب الإيراني النظام الحاکم في إيران بخطوة نوعية وباءت بالفشل خطة ولاية الفقيه”، في اشارة الی المرشد الاعلی الإيراني علي خامنئي التي کانت ترمي الی ضمان بقائها بالتصفية الجسدية لمجاهدي خلق.
وشارک في المؤتمر الاحتفالي، الذي تم تنظيمه الليلة الماضية، عدد من الشخصيات السياسية والأصدقاء القدامی للمقاومة الإيرانية، منهم سيد احمد غزالي رئيس الوزراء الجزائري الأسبق، وآلخو فيدال کوادراس رئيس مؤسسة البحث عن العدالة ونائب رئيس البرلمان الأوروبي السابق، واينغريد بتانکورد مرشحة الرئاسة الکولومبية، والسيدة بومدين عالمة العلوم الاسلامية والسيدة الأولی الجزائرية السابقة، وطاهر بومدرا رئيس سابق لحقوق الانسان للأمم المتحدة في العراق ومسؤول ملف أشرف في الأمم المتحدة، وجاک غايو الاسقف الفرنسي المعروف بأفکاره التقدمية، وجان بير مولر رئيس بلدية ماني آن وکسن ورئيس لجنة رؤساء البلديات ضد التطرف ومن أجل حقوق الانسان، وبرونو ماسه رئيس بلدية ویلیه آدام، وبير برسي رئيس مؤسسة حقوق الانسان الحديثة، وشيخ مسکين الرئيس المشترک للجنة المسلمين ضد التطرف ومن أجل حقوق الانسان، الذين هنأوا رجوي والمقاومة الإيرانية بنقل ناجح لسکان ليبرتي واصفين صمود المجاهدين في أشرف وليبرتي علی مدی 14 عامًا بأنه يشکل انموذجًا تاريخيًا.
 حراک لمقاضاة رموز النظام الإيراني
وقالت رجوي في کلمتها إن نظام طهران کان علی الظاهر يطالب بإخراج مجاهدي خلق من العراق وابعادهم من الحدود الإيرانية، الا أن الطلب الحقيقي له بشأن “المجاهدين” کان إمّا القضاء عليهم أو تسليمهم الی السلطات الإيرانية.
واضافت “أن الأحکام المفبرکة الصادرة عن القضاء العراقي والمؤامرات الرامية لاسترداد المجاهدين واقحام الاشارات الحمراء للانتربول ضد المجاهدين کلها کانت تمهيدات من أجل ذلک الا أن المجاهدين ومن خلال صمودهم وسط حصار قاسٍ رفعوا مشاعل النضال من أجل الحرية وراية اسقاط نظام ولاية الفقيه في خضم أخطر الأزمات، التي شهدها الشرق الأوسط، حارسين الرصيد المعنوي والنضالي والاستراتيجي للشعب الإيراني”.
واشارت رجوي الی حراک مقاضاة المسؤولين عن مجزرة عام 1988 من رموز النظام الإيراني الحالي الضالعين في تلک المجزرة التي تم فيها اعدام 30 الف إيراني معارض”، وقالت: “الآن بدأت مرحلة جديدة عنوانها التطور الشامل من أجل اسقاط ولاية الفقيه.
وأضافت: “ليس من الصدفة أن نری أن الملا جنتي رئيس مجلس خبراء النظام ورئيس مجلس صيانة الدستور للنظام قد أماط اللثام يوم أمس، وقال (لو کانوا يريدون أن يعطوا للمجاهدين مزيدًا من المجال ولا يبيدونهم لکانوا قد اجتثوا النظام من الجذور).. اذن، الموضوع لم يکن لا الاسلام ولا القرآن، وانما کما قال خميني نفسه إن حفظ السلطة وحفظ النظام هما من أوجب الواجبات مهما کانت الوسيلة “ولکن دعوني أن أوضح لخامنئي ولنظامه أن المقاومة الإيرانية الآن أصلب وأقوی للنضال القادم مئات المرات أکثر من ذي قبل”.
 
بغداد مرتاحة لإکمال نقل سکان ليبرتي لدول أوروبية
واکدت رئاسة الحکومة العراقية انه لا تواجد لمنظمة مجاهدي خلق علی الأراضي العراقية، مشيرة الی ترحيل جميع عناصر المنظمة، ونقل آخر دفعة منهم إلی جمهورية ألبانيا.
وقال مکتب رئيس الوزراء العراقي حيدرالعبادي، في بيان اطلعت علی نصه “إيلاف” اليوم، إن الحکومة العراقية “أنهت بشکل تام تواجد منظمة خلق الإيرانية علی الأراضي العراقية، وتمکنت من إغلاق هذا الملف وطي صفحة أخری من مخلفات النظام البعثي المقبور”.
وأضاف أنه “تم ترحيل جميع عناصر منظمة خلق الإيرانية، ونقل آخر دفعة منهم، والبالغ عددها 280 عنصرًا من مخيم الحرية إلی مطار بغداد ومنه إلی جمهورية ألبانيا بالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة”.
وشدد بالقول إنه “بذلک تنتهي آخر مرحلة من فصول ملف ارتبط بمعاناة الشعب العراقي من الحروب والقمع والتدخل”، علی حد قوله.
ومن جهتها، عبّرت وزارة الخارجية العراقية عن ارتياحها العميق إزاء نقل آخر وجبة من أعضاء المنظمة إلی خارج العراق واصفة إياه بالانجاز المهم. 
وقال المتحدث باسم الوزارة احمد جمال في بيان صحافي، “تعبر وزارة الخارجية العراقية عن ارتياحها العميق لما تحقق بنقل آخر وجبة من قاطني معسکر الحرية من أعضاء منظمة خلق الإيرانية إلی خارج العراق، بناء علی طلب الحکومة العراقية، حيث تکللت الجهود الدولية التي سعت إلی إيجاد حلول لهذه المشکلة بهذا الانجاز المهم، بعد أن أوفی العراق بجميع التزاماته وفقًا لمذکرة التفاهم الموقعة بينه وبين الأمم المتحدة عام 2011 بشأن إعادة توطين سکان المخيم في بلدان أخری”.
وأعلنت المنظمة الجمعة عن مغادرة باقي أعضائها العراق لإعادة توطينهم في ألبانيا في أعقاب سلسلة هجمات صاروخية علی مخيمهم في السنوات القليلة الماضية، ما ادی الی مصرع واصابة المئات من ساکنيه اعلنت مليشيات عراقية مرتبطة بالسلطات الإيرانية مسؤوليتها عنها.
وبموجب اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة ومفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين، أعيد توطين قرابة 2300 معارض إيراني في نحو 12 دولة أوروبية منذ بداية 2016.
وکان نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين سمح لمنظمة مجاهدي خلق بالاقامة في مخيم اشرف (80 کلم شمال بغداد) لکنه تم تجريده من اسلحته، بعد اجتياح الولايات المتحدة وحلفائها العراق في عام 2003، وتولی الأميرکيون آنذاک أمن المعسکر، قبل ان يتسلم العراقيون هذه المهمة عام 2009.
وقد تأسست منظمة مجاهدي خلق، التي تشکل اکبر فصيل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في عام 1965، بهدف الاطاحة بنظام الشاه بهلوي ثم النظام الاسلامي الذي حاربها، ونفذ الاعدام بأکثر من 30 الفًا من عناصرها عام 1988.
ورفعت وزارة الخارجية الأميرکية اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمتها للمنظمات الارهابية العام الماضي، وتبعتها دول أخری عديدة، حيث تسعی المنظمة حاليًا إلی الاطاحة بالنظام الحالي في إيران، الذي تتهمه بممارسة انتهاکات فظيعة لحقوق الانسان، والمسؤولية عن الاضطرابات الدولية التي تشهدها حاليًا دول عربية عديدة نتيجة تدخله في الشؤون الداخلية للعراق وسوريا واليمن ولبنان. 
زر الذهاب إلى الأعلى