مقالات

ايران الملالي وصناعة العدو

 
 
 
 
موقع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية
  10/9/2016
 
 بقلم: صافي الياسري
 
 صناعة العدو فکرة الانظمة الشمولية والدکتاتورية والاستعمارية لحشد الداخل حولها صتع ستالين عدوا داخليا  اطلق عليه شتی انواع الصفات من – المنشق الی المتجسس – الی العميل الی عدو البروليتاريا ،
وازهق ارواح الالاف من مواطني الاتحاد السوفيتي تحت لافتة العدو هذه ،ووجد ضالته في النازية عدوا خارجيا وفي الحرب ذريعة لتصفية المعارضين او من يشتم منهم رائحة التعارض مع ديکتاتوريته الشرسه الوحشية ، وفي عملاء الامبريالية والراسمالية توصيفا صالحا لتصفية من لا يرکع له ،ووجدت الدول الراسمالية في الاتحاد السوفيتي والمعسکر الاشتراکي عدوا فشنت عليه ما اسمي بالحرب الباردة وهي ذريعة ذات وجهين في الحقيقه وجه لقمع الداخل بتعمة العمالة ،ووجه للخارج تحت عنوان مکافحة الشيوعيه ،وعلی نفس المسار سارت دول عديدة وايران خميني واحدة من هذه الدول ،وعدوها نسجته علی منوال تصدير الثورة فکان الشعبان الايراني والعراقي اول الضحايا لحرب دموية دامت ثماني سنوات وفي هذا التقرير الذي شره موقع ميدل ايست
تفاصيل اکثر حول صناعة العدو في ايران ،يقول التقرير انه في آخر خٌطبه له، أکد المرشد الإيراني الأعلی، علي خامنئي، علی الکيفية التي ينبغي أن ترکز بها الجمهورية الإسلامية علی مواجهة ومقاومة “أعداءها”، وکيف يمکن للقادة الإيرانيين عدم الثقة في أعداء إيران، تحت أي ظرف من الظروف.. ومنذ قيام الجمهورية الإسلامية في العام 1979، کانت رسالة طهران الثابتة، أن الجمهورية الإسلامية ستواجه تهديدات وجودية بالأعداء. ونشرت وسائل الإعلام المملوکة للدولة نفس الرسالة والسرد.
 
وتعتبر إيران الولايات المتحدة وإسرائيل أعداءها الرئيسيين علی طول الخط، في حين أضاف القادة الإيرانيون أيضا الدول الإقليمية الأخری إلی قائمتهم من الأعداء علی فترات مختلفة، لکن لماذا تذّکر الجمهورية الإسلامية سکانها باستمرار بـ”الأعداء”؟
الحق کما ذکرنا بشان ستالين والامبرياليين الغربيين وفکرة صناعة العدو لحشد الداخل ضد عدو وهمي يطيل اعمار الانظمة التي تصنعه
 وايران لا تختلف ،فالقول ، بأن البلاد تواجه أعداء، نفسه علی الدوام في صلاة الجمعة والخطب التي يلقيها القائد الأعلی للثورة الإيرانية، علي خامنئي، علی أساس ثابت، کذلک القائد العام  لقوات الحرس الثوري الإيراني من شعارات مجموعة شبه ميليشيا الباسيج ، وهلم جرا. کما تم نقش تسميات للعدو، مثل “الشيطان الأکبر” في الفکر السياسي للنظام.. ويتم تدريس الأطفال من سن مبکرة، من خلال النظام التعليمي والکتب، دروسا حول خطر هؤلاء “الأعداء”. وتکرر وسائل الإعلام في الدولة من هم “الأعداء” باستمرار، ولماذا يعتبرون أعداء؟؟
وأشار مينا، المحلل السياسي القائم بين إيران وخارجها إلی “أن  ما يقرب من 90% من الأنباء الإيرانية، ترتکز علی تحذير الناس من الأعداء الإقليميين والعالميين ، مثل الولايات المتحدة أو إسرائيل أو دول أخری في المنطقة، مثل المملکة العربية السعودية، وبقية الأخبار حول نشر اللاهوت الشيعي، والحداد علی وفاة قائد من القادة الشيعة، وتبين أن الشيعة هم ضحايا، وتبين کيفية أن إيران هي البلد الوحيد الجيد في المنطقة “.
 
وبعبارة أخری، ومن خلال النظر في سياسات إيران منذ عام 1979، يمکن للمرء أن يلاحظ أن إيران استخدمت فعالية مفهوم “العدو” بشکل منهجي.
 
الإخافة
 
ويعمل وجود “أعداء” أقوياء ککبش فداء اجتماعي وسياسي واستراتيجي واقتصادي للقادة الإيرانيين بشکل جيد جدا. ودون “عدو” کيف يمکن للزعيم الإيراني أن يبرر قمع المعارضة؟ ودون “العدو” وجوديا، کيف يمکن لخامنئي والحرس الثوري شرح وجود ميزانية عسکرية کبيرة؟ ودون “الأعداء”، کيف يمکن للقادة الإيرانيين صرف الانتباه عن تراکم الثروة في الأعلی، ووجود کمية کبيرة من الفقر في إيران؟
 
ودون “العدو”، کيف يمکن لقاسم سليماني وخامنئي شرح التدخل في سوريا، العراق، لبنان، اليمن، البحرين؟ ودون هؤلاء الأعداء، سيلقی القادة الإيرانيون الکثير من اللوم، علی حقيقة أن أکثر من نصف سکان إيران يعيشون تحت خط الفقر؟ ومع عدم وجود “عدو”، کيف يمکن للقادة الإيرانيين الحفاظ علی جوهر مبادئهم الثورية والطابع الإسلامي للدولة؟
إذا لم يکن هناک “عدو”، کيف سيصبح القادة الإيرانيون قادرين علی الانتباه بعيدا عن الصعوبات التي تواجه الإيرانيين يوما بعد يوم؟ ودون “الأعداء”، من أين سيتمکن خامنئي من الحصول علی شرعيته من القاعدة الشعبية الکبيرة؟ ودون “الأعداء”، کيف يمکن للحرس الثوري الإيراني القضاء علی المعارضة الداخلية بوحشية، وتحويل مؤسساتها العسکرية إلی إمبراطورية إقليمية؟
 
وتتواصل الميزانية العسکرية الإيرانية في التزايد، علی الرغم من أن إيران لم تتعرض للهجوم من قبل أي دولة أو جهة غير حکومية في العقود الثلاثة الماضية.
 
خلق أعداء
 
ويکمن السبب الأهم في الفکرة القائلة إن القادة الإيرانيين استخدموا مصطلح “أعداء” بشکل منهجي ومنتظم، ککبش فداء وأداة لتبرير أکبر حملة علی أي معارضة في الداخل بسهولة، ففي السنوات القليلة الأولی بعد الثورة، عززت إيران قوتها التي وصفتها المعارضة بأنهم أعداء (الأميرکيين والإسرائيليين أو العراقيين)، والمتآمرين والخونة. ما أعطی للدولة أرضية قانونية للقضاء علی المعارضة. واستمر هذا النهج حتی الوقت الحاضر.
 
ومن المنظور العسکري، فإن وجود عدو أعطی أعلی دائرة مذهبة من القادة الإيرانيين، ذريعة لتراکم الثروة من خلال الاستفادة القصوی من الميزانية والإيرادات والموارد في البلاد والثروة. وسيضمن تراکم ليس فقط الثروة في القمة، لکن أيضا القوة المتزايدة وقدرة الجيش الإيراني وقادة الحکومة من التمکن من حد المعارضة في الداخل، ومتابعة طموحات الهيمنة الإقليمية طهران، وردع أي احتمال للتدخل الأجنبي، الذي قد يشکل خطرا علی الحکومة وعلی السلطة.
 
سلطوي ومصاب بجنون العظمة
 
ويعتبر وجود “عدو” لرجال الدين الإيرانيين هو أداة قوية لتوحيد السکان، وخلق مبدأ (فرّق تسد)، الذي هو أکثر سهولة في السيطرة علی السکان، من خلال استطاعة التمييز بين “المنحرفين” وأنصار الحکم الديني في البلاد.
ويعتبر وجود “عدو” قوي، وسيلة للحکم من خلال التذرع بالمشاعر القومية، من خلال التحريض علی الکراهية والخوف. ويعتبر الحزب النازي هو المثال الأبرز لتطبيق هذا الأسلوب في التاريخ الحديث. ومع ذلک، فقد تحججت الجمهورية الإسلامية ليس فقط بالمشاعر القومية، لکن أيضا تلک الثورية. ما يخلق قوة دافعة وراء الحکومة.
ويعتبر هذا الأسلوب أسهل بکثير من توحيد الشعب، وحشد الدعم من خلال الترکيز علی حل القضايا الداخلية. فعندما يکون لديک “عدو”، فسيلتف الناس من جميع أنحاء الطيف السياسي لدعم الحکومة. إنه يخلق وطنية عمياء.
ويمکن تحديد هوية سياسية وإيديولوجية أفضل للجمهورية الإسلامية، عن طريق وضع نفسها في الجانب الجيد، والتصميم علی  وجود العدو البربري، الشيطاني، الخبيث، وغيرالأخلاقي، التي تبين أن العدو هو الظالم، وتصف إيران نفسها بالمظلوم، الذي يعطي الحصانة لرجال الدين الحاکم من أجل ارتکاب أي أعمال لـ”الدفاع عن النفس”
وتعد الجمهورية الإسلامية أيضا دولة ثورية دينية.  حيث يقف اثنان من قيمها الأساسية ضد “العدو” وعرض الأشياء من منظور کونها، إما علی جانب الشر أو الخير. ويمکن أن تتحول الدولة الثورية الدينية، إما إلی قوة الخير، أو أنها يمکن أن تصبح دولة مصابة بجنون العظمة.
 
وتعد الجمهورية الإسلامية هي دولة ثورية مصابة بجنون العظمة الديني، الذي يحلل الأشياء في النموذج الثنائي: إذا کنت تتفق مع أيديولوجيتهم، کنت جيدا (حتی لو کنت شيوعيا، رأسماليا، أو ثيوقراطيا). إذا کنت لا تتفق معهم في أي شيء، فأنت ليس فقط عدو لکن تحتاج إلی محوک ومنعک (حتی لو کنت أحد الأعضاء المؤسسين للحکومة). وفي هذا النوع من الحکومة، لا يوجد حل وسط.
وأخيرا، فإنه يمکن أن يکون “العدو” قوة لتوحيد المؤيدين، وخلق ولاء نتيجة لتهديد وهمي. وبغض النظر عن مدی محاولة “أعداء” إيران ، فلن يغير قادة البلاد سياساتهم تجاههم. ولا يستطيع رجال الدين الذين يحکمون الجمهورية الإسلامية ان يعلنوا أنه ليس لديهم “أعداء”. فإذا لم يکن لدی إيران عدو، فإنه سيتعين عليهم خلق واحد من أجل البقاء.
وتعد منظمة مجاهدي خلق المعارضة اول واخر واشرس واقوی الاعداء ومجرد تاييدها بله الانتماء اليها او التعاطف معها يهد جريمة حکمها الاعدام ومؤخرا وبعد انتشار تسجيل صوتي لاية الله منتظري نائب خميني يدين فيه اعدام 30 الفا من السجناء السياسيين في عهد خميني تکالب ملالي ايران علی توجيه تهمة جديدة لعدو جديد قديم تحت ذريعة تنزيه منظمة مجاهدي خلق ،وقد وجهت لاحمد نجل منتظري الذي نشر التسجيل تهمة العمل علی الاضرار بالامن القومي وهذه التهمة ستوفر الکثير من الفرص لملالي ايران لتصفية الاعداء وحشد الداخل خلفهم بذريعة حماية سمعة خميني والنظام ،انه عدو مخلوق ليس غير وسينتفع منه الملالي کثيرا حيث سيوفر لهم ذريعة مناسبة لتصفية من يشتبهون بمعارضته او مخالفته .
 
 
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى