أخبار إيران

مهدي ابريشمجي:خميني ونظامه البغيض کان عاجزا أمام مجاهدي خلق.. والابادة الجماعية کانت الحل الوحيد أمامهم

 


في هذه الأيام التي تمر بنا الذکری الحادية والخمسون من تأسيس منظمة مجاهدي خلق الايرانية نحن نواجه مشهدا رائعا. يشعر الانسان أحيانا بأنه يری بوضوح أمامه ما وعد به رب العالمين من ساعة الحساب : يوم تبلی السرائر.. الکشف عن التسجيل الصوتي لمنتظري من قبل نجله بشأن مجزرة عام 1988 کأنه قد أشعل النار في خزان البارود فانفجر منه انفجار الوعي في ايران والمجتمع الدولي بخصوص هذه الظاهرة الاجرامية الاستثنائية.
ما هي الحقيقة يا تری؟ في عام 1988 لم يتحمل منتظري ولأي سبب کان هذه الدرجه من القساوة والجريمة ويبدي احتجاجه ثم يأتي دور خميني ليخنق فورا صوت ما وصفه حصيلة عمره ويجبره علی الاقامة الجبرية.
لماذا قام خميني بهذه الفعلة؟ لا شک أن منتظري ارتکب خطيئتين لا يغتفران. معارضة هذه المجزرة وربما أخطر من ذلک القول ان «مجاهدي خلق ليسوا أشخاصا وانما فکرة ومنطق جاء به حنيف نجاد…هؤلاء يضحون بأنفسهم ويعتقدون بهذه الفکرة وکان علينا أن نتحدی هذه الفکرة بالفکر ونقضي عليها ولکن لم يکن لدينا من يقابله بالمنطق والکلام والآن يأخذون هؤلاء الی الاعدام لکي نتخلص منهم. طبعا تتخلصون منهم ولکن باعتقادي هذه ضربة تتلقاها الجمهورية الاسلامية والثورة».
خميني بعد سماع هذه العبارة شعر بارتعاش الموت التاريخي له. کونه قد شعر بکل وجوده الشيطاني أن الساحة التي يستدعي اليها منتظري أي المعرکة الايديولوجية مع مجاهدي خلق هي ساحة لدفن مطلق رجعية الملالي تاريخيا.
شيطان القرن هذا، حتی وعندما کان في حجرات النجف لا شک أنه قد رأی بأم أعينه العدو الايديولوجي والتاريخي للرجعية الدينية مع سماع أول کلمات کانت تحملها رسالة مجاهدي خلق اليه. ولهذا السبب قد اتخذ قراره منذ ذلک الوقت. 
وعندما وصل خميني الی السلطة راکبا موجة دماء المجاهدين والفدائيين وغيرهم من دعاة الحرية والشعب الايراني، أراد أن يبقي هذا الحکم المتخلف البغيض أبديا من خلال اقامة امبراطورية تحت عباءة الاسلام. ولکنه کان يعرف أن هناک نورا بامکانه أن يزيل سلطته الغاشمة الظلامية من الأساس. وهذه الظاهرة هي مجاهدي خلق وعبارة «الاسلام الثوري» الطيبة. وکان من وجهة نظر خميني وطغمته الفاسدة الجريرة الکبری لمجاهدي خلق هي أنهم يقولون اننا مسلمون ولکن اسلامهم هو اسلام ثوري مؤمن بالحرية والتحرر حتی العظم أکثر من أي طرف آخر ومعارض للظلم والاستغلال آکثر من أي طرف آخر وأنهم کانوا  يؤکدون ان اسلامهم هو الاسلام الحقيقي ولا يتنازلون عن عقيدتهم وهذا القول کان خطيرا وقاتلا بالنسبة لخميني. لأن السلاح الذي کان بيده کان سلاح  الايديولوجية الرجعية المغطاة بالاسلام. 
ما لم يکن يعرفه منتظري هو أن مقابل هذا النور أي أفکار مجاهدي خلق والاسلام الثوري، فان ظلمة خميني المطلقة ليست لديها حتی کلمة في العالم النظري. لم تکن مشکلة خميني أنه لم يکن يعرف بأن مجاهدي خلق ليسوا فردا أو أفرادا بل کان يعرف ذلک خير معرفة بأن هؤلاء هم فکرة وقضية ولهذا السبب قرر ابادة مجاهدي خلق وحتی أکد اعدام تلک الفتاة البالغة من العمر 15 عاما التي قالت فقط انها تحب شقيقها الذي هو مناصر لمجاهدي خلق.
نعم خميني وشلته وکل القتلة المحترفين وقوات الحرس برمتها واللجان المضادة للثورة وکافة المؤسسات السياسية والعسکرية التابعة له يخافون من هذه الفتاة البالغة 15 عاما التي تحب أفکار مجاهدي خلق ويحسون الارتعاش منها.
نعم، من وجهة نظر خميني يجب اجتثاث جيل مجاهدي خلق أينما کان ومهما کان عددهم. لأنه طالما يبقی مجاهد واحد حيا علی الکرة الأرضية فلايری خميني وآل خميني في حياته نوما مريحا وهادئ.
نعم، ان ابادة مجاهدي خلق تعتبر شاخصا لسلسلة ولاية الفقيه من خميني الی خامنئي.
وهذا هو سبب تخبط النظام من الکشف عن مجزرة عام 1988. لأنه يحس بأن سلالته تذهب ادراج الرياح اذا تراجع عن هذه العفونة التاريخية والجريمة التي تفوق التصور وعند ذلک سيدفنون خميني المقبور ثانية في قضية المجزرة.
ولکن الحقيقة أن ما قاله منتظري لأي سبب کان، قد تحقق علی أرض الواقع وأن أبشع مجازر وتکرارها في السنوات اللاحقة في أشرف وليبرتي لم تتمکن من منع ازدهار أفکار مجاهدي خلق خاصة وأن الکلمة الطيبة للاسلام الثوري التي تم نشؤوها في أحضان مجاهدي خلق ليس لم تزل في عهد الشاه وسافاک الشاه … وانما بقيت منظمة مجاهدي خلق الايرانية بمثابة الند الايديولوجي والتنظيمي والسياسي للشجرة الخبيثة للرجعية والتخلف المغطاة بالاسلام وراحت تنمو وتزدهر اليوم أمام الشعب الايراني والعالم أکثر فأکثر ويزداد غنائها وسطوتها وشموخها لتبقی نبراسا للشعب الايراني ولشعوب المنطقة التي شعرت حتی العظم ظلم نظام خميني وأفکاره حتی العظم ولتکون نورا للأصدقاء وشوکة في عيون الأعداء ليغيظ بهم الکفار.

زر الذهاب إلى الأعلى