مقالات

لماذا هذا الخوف و التوجس من المقاومة الايرانيه في طهران؟

 

وکالة سولا برس
1/9/2016

 

 بقلم: اسراء الزاملي


لاتزال أصداء و تأثيرات نشر الملف الصوتي عن لقاء المنتظري بلجنة الموت مستمرة ولاتزال ردود الفعل من جانب أوساط مختلفة من داخل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تتوالی، خصوصا بعد قرابة شهر علی بدء حملة لمقاضاة المسؤولين عن مجزرة 30 ألف سجين سياسي من جانب الجالية الايرانية في سائر أرجاء العالم، وهذا مايدل و يثبت علی إن قضية الصراع و المواجهة بين منظمة مجاهدي خلق و طهران، باقية علی سابق عهدها و لاتزال تشکل التهديد الاکبر و الاخطر للنظام.
بهذا الصدد، فقد قال مجيد أنصاري مساعد روحاني في الشؤون الحقوقية وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، في اجتماع المجمع: اضافة إلی تشويه سمعة الخميني هناک “مؤامرة معقدة بدأت تنفذ علی المستوی الدولي ترمي إلی تقديم منظمة مجاهدي خلق کمنظمة مشروعة ومدنية”، ويبدو إن طهران لاتزال تصر علی العمل من أجل الإيحاء بأن منظمة مجاهدي خلق منظمة إرهابية متطرفة علی الرغم من إن العالم کله قد صار علی بينة کاملة و إطلاع أکثر من کافي بشأن الماهية و المحتوی الانساني لهذه المنظمة و من إنها تناضل بلا هوادة من أجل حرية الشعب الايراني و المبادئ و القيم الانسانية.
المثير للسخرية و الاستهزاء، إنه وفي الوقت الذي يسعی فيه هذا النظام من أجل الإيحاء بأن منظمة مجاهدي خلق منظمة إرهابية و معادية للشعب الايراني، فإنه يعود و بنفسه من أجل دحض هذا الزعم، وعلی سبيل المثال لا الحصر، فإن مهدي خزعلي الذي کان يعمل في عهدي رئاسة خامنئي ورفسنجاني في مکتب الرئاسة، وفي معرض حديثه عن وقائع العديد من مشاهد المجزرة عام 1988 في سجن ايفين،
قال”أکبر وأکثر المجموعات عددا تتحدی النظام کانت منظمة مجاهدي خلق… القضاء علی هذه المنظمة کان يتحقق فقط من خلال هيمنة وسطوة الإمام. وفي واقع الأمر انهم أرادوا اجتثاث هذه المنظمة طالما کان الإمام موجودا وحجتهم کانت تتلخص في أن کل من نطلق سراحه قد يرتد و نواجه أعدادا کبيرة لذلک نعدمهم وهذه الإعدامات تخلق أجواء من الرعب في العوائل ثم لا يتجرأ أحد علی الارتداد.”، بهذا المنطق و االاسلوب الدموي يريد منا هذا النظام أن نعتبر الضحية جلادا و أن نقلب الامور رأسا علی عقب.
هذا الخوف و التوجس غير العادي الذي نشهده في الاوساط الحاکمة في طهران علی خلفية نشر التسجيل الصوتي للمنتظري، يبين و يثبت من دون أي نقاش، بأن منظمة مجاهدي خلق لازالت تمثل الخطر و التهديد الاکبر علی النظام ولازالت تعتبر القوة الاکثر و الاکبر تأثيرا علی النظام.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى