أخبار إيرانمقالات

قلب إيران

 

الحوار المتمدن
28/7/2016

بقلم: فلاح هادي الجنابي 
 

 لازالت أصداء و إنعکاسات التجمع الضخم للتضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية في باريس في 9 تموز2016، مستمرا، خصوصا من حيث التقدم الکبير الذي أحرزه في إيصال صوت الشعب الايراني الی العالم من جانب، ومن حيث النجاح الکبير الذي حققه في حشد الدعم العالمي للشعب الايراني في نضاله من أجل الحرية من جانب آخر.

بعد 12 يوما فقط علی هذا التجمع، ومن جراء النجاح الکبير الذي حققه، فقد تم نشر أکثر من 4000 مقال و تقرير عنه و بمختلف لغات العالم، وقد تناولت هذه المقالات و التقارير الاوضاع الصعبة في إيران في ظل النظام الديني المتطرف الحاکم في إيران، وهذا ماقد أکد و أثبت في نفس الوقت و بقوة مدی أهمية هذا النشاط السنوي الذي تقيمه المقاومة الايرانية سنويا ولاسيما هذه السنة حيث حقق نجاحا منقطع النظير بحيث أحدث هزة و زلزالا عنيفا في طهران.

الوصف الدقيق و الجميل و المعبر الذي ذکره نائب في الجمعية الوطنية الفرنسية لهذا التجمع من حيث إنه”قلب إيران”، لم يتم إطلاقه عبثا أو من دون طائل، إذ إن هذا التجمع الضخم للإيرانيين قد ضم جميع الشرائح و الاطياف المختلفة للشعب الايراني نظير المسيحيين و اليهود و غيرهم بل و حتی من لادين له أيضا الی جان الاعراق المکونة للشعب الايراني نظير الکرد و البلوتش و العرب و الآذريين و غيرهم، و هذا ماقد لاحظته وسائل الاعلام و وکالات الانباء التي غطت التجمع المذکور فسلطت الاضواء عليه بصورة مرکزة.

في هذا الخضم، وفي ضوء تلک الانعکاسات و التأثيرات و الاصداء القوية، ولاسيما من حيث متابعة مختلف شرائح الشعب الايراني لأحداث و مجريات التجمع، فقد بادر نظام الملالي و کإجراء قمعي من جانبه ردا علی ذلک، الی تدمير 100 ألف طبق لاقط للبث التلفزيوني بالاقمار الصناعية، حيث قامت الاجهزة القمعية في يوم الأحد 24 يوليو/تموز، الجاري، وفي غرب طهران بعملية تدمير هذه الاجهزة التي تمت مصادرتها من منازل المواطنين بعد إقتحامها عنوة من قبل تلک الاجهزة، علی الرغم من إن النظام إدعی کذبا و بهتانا من إن المواطنين قاموا بتسليم أجهزتهم طوعا!

هذا الاجراء القمعي ضد الحريات، يأتي الی جانب تصعيد ملفت للنظر لحملات الاعدامات، بعد تجمع 9 تموز بفترة قصيرة نسبيا، وهو يثبت حقيقة إن الشعب الايراني لم يعد يصدق بأکاذيب الاعلام الرسمي المؤدلج و الموجه لخدمة الملالي وانه يبحث عن الحقيقة من مصادرها الاصلية، وقطعا فإن حرب النظام هذه ضد الحريات ستفشل کما فشلت معظم حروبه الاخری وإن النصر سيکون حليف الشعب الايراني و مقاومته الظافرة.

زر الذهاب إلى الأعلى