أخبار إيران

اليوم: الايرانيون يحاکمون النظام في باريس

 
عرت المعارضة الإيرانية النظام في مؤتمر باريس الذي انطلق أمس السبت وسط حضور عشرات الآلاف من أنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وأعضاء منظمة «مجاهدي خلق»، وبمشارکة وفود أميرکية وأوروبية وعربية.
وشددت رئيسة المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية مريم رجوي علی أن إسقاط نظام ولاية الفقيه هو الحل الوحيد لإخراج إيران من واقعها المتردي، وأکدت علی أن «المقاومين ضد نظام ولاية الفقيه يتزايدون ويتوسع انتشارهم»، وقالت: ان أهل السنة وأصحاب الديانات الأخری المختلفة فی إيران تعرضوا للتمييز أکثر من ذي قبل، کما يتعرض أهل کردستان للقصف، وأبانت ان عمليات الاعدام والاعتقال في البلاد هي الأکبر منذ الثورة، وأکدت ان النظام عاجز، حيث يری بديلا جاهزا في اشارة منها للمعارضة. وأکدت ان النظام الإيراني لجأ إلی أعمال القتل والمجازر للحفاظ علی بشار الأسد من أجل التغطية علی تراجعه عن صناعة القنبلة النووية.
ثلاث حقائق
وشددت رجوي علی أن سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران يشوبها التضارب وأفرزت مصائب للمنطقة. وقدمت رجوي ثلاث حقائق، اولها ان جناحي النظام فشلا في إيجاد حل لبقاء النظام، وبالتالي فلا يمکن أن يهرب الشعب الإيراني من «التنين» إلی الأفعی، أما الحقيقة الثانية فهي انه بسبب وجود الغليان الشعبي وتأهب المجتمع للحراک، فإن اسقاط نظام ولاية الفقيه «في متناول اليد». وقالت رجوي: ان الحقيقة الثالثة في ايران انه لا حل من داخل النظام الديني، ولا بديل بالتالي سوی إسقاطه، حيث لم يعد السؤال ان نظام ولاية الفقيه علی وجه السقوط أم لا، بل ما هي الاساليب التي ستسقطه؟
وقالت رجوي في کلمتها: ان الازمة التي تعصف بالنظام استمرت أکثر من ذي قبل، من خلال التورط في سوريا ودعم فشله بدعم مجازر الاسد، وأکدت ان الاتفاق النووي جلب البراميل المتفجرة والحرس الثوري للشعب السوري، کما جلب القتل لأهل السنة في العراق، وأبانت ان نظام الملالي وداعش عملة واحدة في التوحش والاساليب، وقالت: ان محاربة داعش تتم بإنهاء الاحتلال الايراني لسوريا وايقاف دعم الميليشيات في اليمن.
وحذرت رجوي امريکا من تکرار اخطائها في ايران بدعم المعتدلين «الموهومين» وفتح الاستبداد الديني وحلق الازمات لنفسها، مؤکدة ان طريق الخروج الوحيد هو الاعتراف بحق الشعب الايراني في اسقاط ولاية الفقيه وتحقيق الحرية والديمقراطية باعتباره السبيل لاحداث انفراج في المنطقة والعالم.
کما أعربت عن إدانتها الشديدة للتفجير الإرهابي الذي وقع بالقرب من المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة .

کادراس: دور إيران مدمر
وبدأت الفعاليات التحضيرية للمؤتمر، الجمعة، بندوة تحت عنوان «أزمة الشرق الأوسط، ما الحل؟»، شارک فيها دبلوماسيون وسياسيون غربيون، إضافة إلی شخصيات سياسية دولية. کما انعقدت ورشات عمل ونقاش مع المتحدثين الأميرکيين والأوروبيين.
وبدأت الجلسة الأولی من الندوة بمناقشة الأزمة في الشرق الأوسط وآفاقها والحلول المقترحة، وأدارها اليجو فيدال کادراس، النائب السابق لرئيس الاتحاد الأوروبي، وتحدث فيها فيليب کروالي، مساعد وزير الخارجية الأميرکي السابق، الذي قال في کلمته: «يجب التعاون مع الأنظمة المجاورة لإيران للوقوف في وجه الخطر الذي تشکله طهران، خصوصاً في ظل خطر التطرف المتمثل بتنظيم داعش الإرهابي».
وأکد کراولي ‏أنه «لا يمکن إنکار دور إيران في الشرق الأوسط، لکنه دور مدمر في المنطقة، خصوصاً في سوريا». وشدد في حديثه علی أنه «لا يمکن فصل سياسة إيران الداخلية عن سياستها الخارجية».
أما فريدريک انکل، الخبير في الجيوبوليتيک وأستاذ العلاقات العامة، ‏فقال في کلمته: «إن النظام السوري وداعش أشبه بالطاعون والکوليرا، کلاهما يجب الوقوف بوجهه»، مشددا علی أن إيران تلعب دورا کارثيا في سوريا. ‏
وأضاف انکل: لا أری جهودا حقيقية للوقوف بوجه السياسات الإيرانية في المنطقة، بل هي مجرد أقوال دون إثباتات، مؤکدا أن الرئاسة الأميرکية لم تستطع السيطرة علی إيران وأنشطتها الإرهابية في المنطقة.
وقال انکل: إن إيران وعدت المجتمع الدولي بتحسين أوضاع حقوق الإنسان عقب الاتفاق النووي ولکنها لم تفعل ذلک.
من جهته، قال مارک غينسبرغ، السفير الأميرکي السابق في المغرب، والمستشار السابق للرئيس الأميرکي لسياسات الشرق الأوسط: إن ‏هناک حرکتين أصوليتين، هما داعش والقاعدة لکن قبلهما کانت الثورة الإسلامية في إيران.
وأکد أن إدارة أوباما والاتحاد الأوروبي فشلا في منع إيران من التدخل في الشرق الأوسط، مشددا علی أن الرئيس التالي للولايات المتحدة عليه أن يساعد علی إقامة نظام ديمقراطي في إيران. وقال: ان مقاومي النظام يتزايدون ويتوسع انتشارهم.
مستشارة أمريکية للأمن القومي: «العدوانية» هي النتيجة الأکثر وضوحا للاتفاق النووي
وفي الجلسة الثانية، التي عُقدت تحت عنوان «عام بعد الاتفاق النووي مع إيران»، تحدث ميتشل ريس، رئيس مؤسسة کولونيال وليامبيرغ في فيرجينيا، وهو مدير سابق للتخطيط السياسي في الولايات المتحدة، وقال: إن إيران لطالما حاولت أن تفرض حضورها بالقوة عوضاً عن النشاط السلمي.
‏وأضاف: کان الهدف من التسوية النووية هو تحويل إيران إلی بلد مسالم يقيم أسس الديمقراطية، لکن هذا لم يحصل.
‏ورأی ريس أنه علی الرئيس القادم للولايات المتحدة أن يؤکد لحلفائنا العمل علی إيجاد استراتيجية لتغيير النظام في إيران.
أما الباحث في الشؤون الاستراتيجية ‏برونو تيرنايس، فقال: إن إدارة أوباما فشلت بتغيير الوضع في إيران أو الحد من تدخلها في الشرق الأوسط.

‏من جهته، قال روبرت توريسيلي، وهو عضو سابق بمجلس الشيوخ الأميرکي: إنه خلال العام الماضي حاولت إيران الحصول علی تکنولوجيا التطوير النووي أکثر من 100 مرة.
وأضاف: علينا الضغط علی النظام الإيراني ومنعه من الوصول للنظام المالي العالمي، کما علينا الوقوف بوجه الانتهاکات الإيرانية في سوريا.

کما تحدثت في الندوة فرانسيس تونسند، المستشارة السابقة للرئيس الأميرکي لشؤون الأمن القومي، التي قالت في کلمتها: إن العدوانية هي النتيجة الأکثر وضوحا للاتفاق النووي مع إيران، مضيفة: إن العدوان الخارجي للنظام الإيراني غير مسبوق بينما لم يقف في وجهه أحد.

هاوارد دين: النظام الإيراني يمثل الشر في المنطقة
وفي الجلسة الثالثة للندوة، تحدثت ليندا تشافيز، الکاتبة والمحللة السياسية ورئيسة مرکز الفرص المتکافئة، حيث قالت وفقا لما أوردته العربية: إن نظام إيران حصل علی ما أراد، وهو رفع العقوبات، فيما الوضع الاقتصادي السيئ والقمع في البلاد ما زالا مستمرين.
‏وأضافت: طالما لا يحترم النظام الإيراني حقوق الأقليات لا يمکننا أن نتحدث عن حصول تقدم في إيران.
أما هاوارد دين، حاکم ورمونت السابق والمرشح السابق للرئاسة الأميرکية عن الحزب الديمقراطي، ‏فبدأ حديثه بالقول: أنا لست فخورا بتصرف حکومتنا مع النظام الحاکم في إيران، ‏لأن الحکومة الإيرانية فاسدة، والحکومات الفاسدة لا تدوم، وبالتالي لا يمکن الرهان عليها.
وأکد دين أن النظام الإيراني يمثل الشر في المنطقة، وبالتالي يجب التخلص منه بأسرع وقت.
وفي الختام، ألقی ستراون استيفنسون، الرئيس السابق للوفد الأوروبي للعلاقات مع العراق، ‏کلمة نارية ضد النظام الإيراني وانتهاکاته لحقوق الإنسان وتدخلاته العسکرية في المنطقة وقال: إنه يرتکب الجرائم الطائفية هو وميليشياته في العراق.
وأضاف مستغربا: إن إياد علاوي فاز في الانتخابات، ولکن حکام إيران فرضوا نوري المالکي، والأميرکان وافقوا عليه.
ورأی أن الاحتلال الأميرکي للعراق کان مکسبا لم يتصوره الملالي حتی في أحلامهم، مضيفاً: حاليا نشهد أکبر مجزرة في المحافظات السنية علی يد الميليشيات التابعة لإيران.
‏ودعا ستيفنسون الغرب إلی الاعتراف بالمعارضة الإيرانية، ودعم ملايين الإيرانيين الذين يريدون التغيير وإسقاط النظام.
 
 
مريم رجوي تلقي خطاب المعارضة في المؤتمر
 آلاف الإيرانيين شارکوا في مؤتمر المعارضة بباريس 
 
 الإيرانيون أکدوا عزمهم علی إسقاط نظام الملالي
ترکي الفيصل: نظام الخميني لم يجلب سوی الدمار والطائفية وسفک الدماء
 
 
الأمير ترکي الفيصل أثناء کلمته في مؤتمر المعارضة الإيرانية
قال صاحب السمو الملکي الأمير ترکي الفيصل رئيس مجلس إدارة مرکز الملک فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية إن النظام الإيراني لم يجلب للمسلمين والعالم سوی الدمار والشقاق والتناحر.
وکان سموه من أبرز حضور المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية الذي عقد في لوبورجيه، قرب باريس، والقی خطاباً حظی بتصفيقات حارة من الحاضرين. وقال الفيصل إن العرب يکنون عظيم الاحترام للثقافة الإيرانية والإسهامات الفارسية، لکن إيران تصر علی التدخل في شؤون دول الجوار وتأسيس منظمات طائفية. وقال إن نظام الخميني (مؤسس نظام ولاية الفقيه في إيران)، نظام الخميني «لم يجلب سوی الدمار والطائفية وسفک الدماء ليس في إيران فحسب، وإنما في جميع دول الشرق الأوسط».
ورأی الفيصل أن «إيران تنتهک الدول بحجة دعم الضعفاء في العراق ولبنان وسوريا واليمن ودعم الجماعات الطائفية المسلحة، وأن دعمها يهدف إلی إشاعة الفوضی»، وقال إن «نظام الفقيه منح نفسه صلاحيات مطلقة، وقام بعزل إيران، وأن الشعب الإيراني أول ضحاياه». وأشار إلی أن الخميني سعی لتصدير ثورته للعالم فزاد الفرقة في العالم، وخصوصا العالم الإسلامي.
وأضاف: «من الأجدر بخامنئي وروحاني الانتباه لمشاکلهما في الداخل، مبينا أن المعارضة الإيرانية ستحقق مبتغاها في رحيل نظام ولاية الفقيه». ورد الفيصل علی هتاف الحضور في المؤتمر: «الشعب يريد إسقاط النظام»، بقوله: «وأنا أريد إسقاط النظام». واشار سموه إلی أن قمع نظام الفقيه لم يستثن أحداً، فقد شمل کل الشعوب الإيرانية خاصة العرب والسنة والأکراد. وأن الخميني حاول فرض وصاية علی کل البلدان الإسلامية. ونشر مبدأ «تصدير الثورة» الإيرانية نزاعات واسعة ومدمرة فی دول العالم الإسلامی.
واشار سموه إلی أن النظام لا يزال يواصل نفس السياسة ويدعم جماعات طائفية لزعزعة الاستقرار فی عدة دول، مشدداً علی عدم السماح للنظام الإيرانی بالتدخل فی الشؤون الداخلية للدول العربية. وفی سياق متصل هتف الحضور «الشعب يريد إسقاط النظام»، الأمر الذی دعا الأمير ترکی الفيصل للقول: «وأنا أيضاً أريد إسقاط النظام»
المصدر: اليوم
زر الذهاب إلى الأعلى