أخبار إيرانمقالات

المرحلة الأخيرة للنظام، لماذا؟

 

ما المظاهر والعلائم التي تشير إلی المرحلة الأخيرة للنظام؟ لماذا نقول إن النظام يمر بمرحلة السقوط؟
وفق القوانين، کل نظام في أية مرحلة من التأريخ وفي أية برهة زمنية، قائم وقادر علی الحياة إما معتمدا علی قوة شعبه ودعم الجماهير له أي الجزء المنتج في المجتمع أو إنه قائم معولا علی الأساليب العسکرية – البوليسية وقمع جماهير الناس الذين لا يد لهم في السلطة.
لکن هذا الحل الثاني لا يمکن له أن يدوم إلی الأبد أي في نقطة ما تکتسب شدة النقمات والکراهية الإجتماعية تجاه الحکومة قوة أکثر من مقدرة الحکومة علی القمع ما مردّه إلی عنصرين الأول العجز الحکومي في تلبية المطاليب الإجتماعية المبدئية والأهم من ذلک تصعيد وتوسع معاقل الصمود والمقاومة تجاه اضطهاد الحاکم.
ويأتي التأثير المباشر لهذا الصمود في جعل الحکومة في طريق مسدود ما يسفر عن إحباط أداته الوحيدة لضمان حياته أي القمع وإن کلا من الأنباء المرتبطة بالمقاومة في السجون التي يسعی النظام بها لخلق أجواء الرعب في المجتمع ومناشدة السجناء لاستنکار الإعتداء الصاروخي علی ليبرتي أي دعمهم الصريح لمصدر ذعر النظام، وذلک من داخل السجن وبينما يقوم النظام بقتل السجين تحت التعذيب (مثل ما حدث بحق نادر داستان بور)، يؤکد علی هذه الواقعية.
في هذه المرحلة فعلی النظام أن يعالج الأزمات الإجتماعية أو يتضاعف ما يحدق به من أزمات بدءا من صراعاته الداخلية إلی الخلافات بين الشعب وهذا النظام وتظهر آثاره في اضمحلال وانهيار عمود خيمة الحکومة أي ولاية الفقية بشکل تضخم غدة سرطانية شاملة مميتة لا علاج لها…
إن إطلاق الصواريخ علی ليبرتي باعتباره التهديد الوحيد والرئيسي لإسقاطه يمثل أهم شاخص في هذه المرحلة ويعکس خوف النظام المتورط في الأزمة وإن رد المجتمع علی هذه الجريمة ودعم مختلف الشرائح في داخل أراضي الوطن الأسيرة يبيّن بأفضل شکل المرحلة الأخيرة التي يعيشها النظام.

زر الذهاب إلى الأعلى