مقالات

الزلزال الذي يرعب طهران


2/6/2016
 
وکاالة سولا پرس
بقلم: رنا عبدالمجيد


 عمد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال الاعوام الماضية الی التظاهر بإنه لايهتم و لايبالي بالنشاطات و التحرکات التي تقوم بها المقاومة الايرانية وإنه ليس هنالک من أي وقع أو صدی لهذه النشاطات و التحرکات، لکن المعلومات التي وردت و ترد من داخل إيران أکدت بأن الامر ليس کذلک مطلقا خصوصا وإن مختلف شرائح الشعب الايراني تتابع تلک النشاطات و التحرکات بشغف و تجد فيها مايعبر عنها و عن طموحاتها و آمالها.

المقاومة الايرانية، ولاسيما التنظيم الابرز و الاقوی فيها، أي منظمة مجاهدي خلق، تمکنت دائما خلال صراعها و مواجهتها الضارية ضد هذا النظام الی إبتکار طرق و مناهج جديدة في النضال ضد هذا النظام بحيث و الحق يقال إنها قد أعيت النظام و أرهقته کثيرا و دفعته رغما عنه للإستشهاد في مناسبات مختلفة بدورها و تأثيرها في الداخل، وإن التجمع السنوي للتضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية، هي إحدی أساليب النضال التي إتبعتها المقاومة الايرانية ضد هذا النظام و أثبتت دورها و تأثيرها الواضح جدا علی الشعب الايراني، خصوصا وإن السلطات الايرانية تبادر کل سنة في اليوم المخصص للتجمع السنوي الی التعتيم الکامل عليه و فرض رقابة بالغة التشدد في ذلک اليوم مع إجراءات إستثنائية لمراقبة الشعب الايراني و الحذر من تحرکه.

التجمع السنوي للتضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية، ليس کأي نشاط و تحرک سياسي عادي، وانما هو تجسيد و إبراز حي لحصيلة نضال و مقاومة طوال أکثر 36 عاما، وعکس حقائق و أدلة عن مجريات الامور و المحصلة النهائية لها من خلال رؤی و أفکار و مقترحات و إستنتاجات تطرح أمام العالم کله و تبين المواقف و الاساليب و الطرق الواجب إلتزامها من أجل مواجهة هذا النظام و مخططاته و عدم السماح له بإستمرار تهديده و خطره علی إيران و المنطقة و العالم.

في کل عام عندما تبدأ التحضيرات و الاستعدادات من جانب المقاومة الايرانية و أنصارها من أجل عقد التجمع السنوي للتضامن مع الشعب و المقاومة الايرانية، فإن النظام و من خلال أجهزته الامنية و القمعية(والتي تعتبر بمثابة شريان حياته)، يدخل في حالة إستنفار خاصة و يسعی لمتابعة أدق التفاصيل حرصا منه علی إستباق العاصفة و الحيلولة دونها، بل ويمکن وصف اليوم الذي يقام فيه التجمع السنوي بالزلزال الذي ليس يهز النظام فقط وانما يرعبه أيضا، ذلک إن ماقد تم طرحه في التجمعات السابقة و مايمکن طرحه في التجمعات اللاحقة تشکل في حد ذاتها کابوسا مرعبا للنظام، ومن هنا، فإن النظام وفي وقت کما نعلم فيه جميعا يعاني من أوضاع سيئة علی مختلف الاصعدة في التجمع القادم في 9 تموز/يوليو، في باريس، ستجعله في موقف صعب و معقد لايحسد عليه خصوصا وإنه سيتم طرح الاسباب و العوامل التي أدت بالاوضاع للوصول الی هذا المستوی الوخيم.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى