أخبار إيرانمقالات

ظريف يحمل شرّاً لسوريا وللشعب الإيراني

 
اورينت نت
24/6/2016
بقلم: د. سنابرق زاهدي
جواد ظريف وزير خارجة الملالي کان يوم أمس في باريس واليوم في هولندا. تم استقباله من قبل الطبقة السياسية الفرنسية وسيستقبله نظراؤهم في هولندا. لکن الجالية الإيرانية والسورية في باريس استقبله بالمظاهرات وباطلاق شعارات في ساحة بانتئون في وسط باريس.
لأن الإيرانيين والسورين يعرفون جيداً أن جواد ظريف جاء إلی فرنسا ليستخدم هذه العلاقة في تطبيق سياسة القمع في الداخل وفي مزيد من المجازر بحق أبناء الشعب السوري. خاصة وأن فرنسا تبدي شيئا من التضامن والتعاطف مع الشعب السوري.
فالسؤال هو هل جواد ظريف ومعلّمه روحاني يختلفان عن قاسم سليماني وخامنئي. والجواب بکل بساطة في ما يتعلق بالمصالح الغربية ونهب ثروات الشعب الإيراني من قبل الشرکات الغربية نعم هناک فارق کبير حيث يحاول الدول الغربية التأکيد علی وجود الخلافات بين التيار «المتشدّد» والتيار «المعتدل» داخل ترکيبة حکم الملالي. وتستطيع هذه الشرکات وهذه الدول ذرّ الرماد في عيون شعوبهم.
لکن في ما يتعلق بأبناء ا لشعب الإيراني والشعوب العربية بشکل عام والشعب السوري بشکل خاص فعلينا أن نؤکد ونقول للجميع  إن السمة الرئيسية لهذا النظام هو الدجل والشعوذة. ويجب أن لاتنطلي علی أحد لعبة وجود أجنحة متشددة ومعتدلة داخل نظام ولاية الفقيه. ففي ما يتعلق بحقوق الشعب لاتختلف هذه الأجنحة بعضها عن بعض. إنها متفقة في الأسس التي بني عليها نظام ولاية الفقيه وهي فرض القمع في الداخل علی الشعب وتصدير الحروب والإرهاب إلی الخارج.
جواد ظريف يمثّل نظام ولاية الفقيه ويمثّل خامنئي ويدافع عن مصالح هذا النظام. ولاشک أن استقبال جواد ظريف في فرنسا وفي هولندا عمل مناف لجميع مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية والسلام في إيران وفي المنطقة.
منذ وصول روحاني وظريف إلی السلطة في إيران أعدم هذا النظام أکثر من 2400 شخص، کما صعّد من تصديره الحروب الطائفية والإرهاب إلی مختلف دول المنطقة خاصة إلی سوريا. والحقيقة هي أن نظام ولاية الفقيه استغلّ المفاوضات النووية وعلاقاته مع الغرب لتصاعد حدة تدخلاته وزيادة قواته في سوريا. حيث حجم هذه لقوات في الوقت الحالي أصبح أکثر من ثلاثة أضعاف عما کان قبل ثلاثة أعوام وقبل وصول روحاني- ظريف إلی السلطة.
جواد ظريف شخصياً صديق حميم لقاسم سليماني وهو الذي أشاد بمصطفی بدرالدين القائد العسکري لحزب الله  الذي لقي حتفه في سوريا ووصف بالحرف بـ «رجل عظيم لم تتوقف مسيرة کفاحه يوما من الأيام… وتجسيد للعشق والعنفوان والاسطورة في الدفاع عن الأهداف الاسلامية السامية». کما انه حضر في يناير2014 إلی قبر عماد مغنية القائد العسکري السابق لحزب الله وأدی احترامه له بوضع اکليل من الزهور علی قبره. وهو الذي ينقل رسالة خامنئي إلی بشار الأسد المجرم في لقاءات دورية معه.
إذن حکومة روحاني ووزير خارجيته ظريف لم يحمل للشعب الريراني سوی مزيد من الإعدامات، حيث أعلن المقرر الخاص الأممي المعني بحقوق الانسان في إيران أن قرابة ألف شخص أعدموا في إيران في عام 2015 وهذا أکبر عدد الإعدامات منذ 25 عاما مضی. وتصاعد القمع والاعتقال في صفوف الکتاب والصحفيين والفنانين. وتصعيد القمع وإعدام الأقليات الدينية والقومية منها الکرد والعرب والبلوتش والسنة، وجرّ الجيوش إلی سوريا ودعم بشار الأسد عسکريا واقتصاديا. وهناک في الوقت الحاضر 70 ألف من عناصر الحرس والعملاء الأجانب لهم منهمکون في قتل الشعب السوري.
فکل ما يعمله ظريف هو عملية خداع وغش واحتيال لاأقل ولا أکثر ويجب أن نعتبر ظريف کأحد المسؤولين عن الإعدامات في داخل إيران والمجازر التي ارتکبت في سوريا والعراق و…
ومع الأسف الشديد هذا النوع من التعامل الإيجابي  من قبل الغرب مع نظام ولاية الفقيه المجرم هو نتيجة للسياسة المشؤومة التي اتبعها الغرب طوال السنين الماضية وهي سياسة المسايرة والمهادنة حيال نظام الملالي. وهذا هو الشعب الإيراني وشعوب منطقة الشرق الأوسط التي تدفع ثمن هذه السياسة الهدّامة بأنهار من دماء أبنائها وباستيلاء الإرهاب والحروب الطائفية وظهور جماعات من أمثال داعش التي تلتقي مع نظام ولاية الفقيه في العقيدة والاستراتيجية وحتی في التکتيکات.
من هذا المنطلق جاءت الجالية الإيرانية والسورية إلی شوارع باريس لإيصال رسالتهم إلی الشعب الفرنسي وإلی العالم بأن النظام الإيراني نظام قمع وحروب وارهاب ويجب التعامل معه بهذه الصفة.
وبالمناسبة بعد حوالي أسبوعين سيعقد المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في باريس في التاسع من تموز 2016 والذي سيشارک فيه أکثر من مائة ألف من أبناء الجاليات الإيرانية والعربية من مختلف دول العالم وبحضور مئات من الشخصيات السياسية من الدول الغربية والعربية والإسلامية ليعلنوا أمام العالم أن نظام ولاية الفقيه لايمثل الشعب الإيراني ويجب الفصل بين الشعب الإيراني وممثليه من جهة والنظام الحاکم في إيران من جهة أخری، حيث أن الشعب الإيراني مستاء من نظام ولاية الفقيه وتصرفاته داخل إيران وخارجها ولايريد استمرارهذا النظام بل يريد التخلص منه ويريد اقامة إيران حرة ديمقراطية مسالمة تعيش مع بلدان العالم وقبل الکل مع جيرانه وبلدان المنطقة في جوّ من السلام والأخوّة والاستقرار والطمأنينة.
وتأتي الجاليات الإيرانية إلی هذا التجمع لتعلن للعالم أن إيران کهذه ممکنة الحصول والوصول شرط أن تحترم دول العالم والغرب بشکل خاص إرادة الشعب الإيراني للتغيير. کما أن الشعب الإيراني يدين المهادنة والمسايرة مع جرائم هذا النظام في الداخل، حيث الإعدام والتعذيب وقمع النساء وقمع الحقوق الأولية لأبناء الشعب وقمع الاقليات القومية والدينية، وجرا‌ئمه في الخارج حيث ارتکاب المجازر بحق  مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري وتشريد ملايين منهم وإلحاق الدمار السياسي والاقتصادي بالشعب العراقي وقتل آّلاف مؤلفة بيد الميليشيات الطائفية التابعة لنظام الملالي وتمهيد الأرضية لتنظم داعش وممارساته الإرهابية الإجرامية.
 
زر الذهاب إلى الأعلى