مقالات

الدليل و المؤشر لمواجهة التطرف الديني و الارهاب

 
دنيا الوطن 
21/6/2016
سهی مازن القيسي
 
قضية مواجهة ظاهرة التطرف الديني و الارهاب، صارت من أولويات معظم دول المنطقة بعد التهديدات التي باتت تحدق بها و تؤثر سلبا علی أوضاعها المختلفة، وقد إکتسبت هذه القضية أولوية في المنطقة لأن معظم دول المنطقة صارت متيقنة من إنها شاءت أم أبت ستکون هدفا لهذه الظاهرة الخطيرة،
لکن و علی الرغم من المحاولات و التنسيقات و التعاون بين دول المنطقة من أجل مواجهة هذه الظاهرة و القضاء عليها، غير إن خطرها مازال قائما و يحتاج المزيد من الجهد و العمل الدؤوب.
ظاهرة التطرف الديني و الارهاب، لم تک أبدا معروفة و منتشرة بهذه الصورة الحالية قبل أکثر من36 عاما، ولکن و بعد تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، تغيرت الصورة تماما، حيث بدأ هذا النظام بعد إن تثبتت أرکانه في طهران، بالعمل من أجل تصدير التطرف الديني و الارهاب الی دول المنطقة و العالم، ومع مرور الايام توضحت للمنطقة الخطر و التهديد الکبير الذي يمثله تصدير هکذا بضاعة مشبوهة إليها، وبعد أن تتوسعت دائرة الخطر و شملت دمشق و بغداد و بيروت، جاء الدور علی صنعاء وهو مادفع بدول المنطقة للعمل من أجل تدارک الموقف و التصدي لهذا الخطر الداهم.
ظاهرة التطرف الديني و الارهاب التي صارت أکبر تهديد محدق بالسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، تتجلی مدی خطورتها في إنها لاتقف عند حدود دولة معينة وانما تنتشتر کالسرطان و کالوباء في سائر أرجاء دول المنطقة و العالم، وأخطر مافيها إنها تهدد الامن الاجتماعي لهذه الدول و تؤسس لصراع و مواجهة داخلية لايمکن التنبؤ بنهايتها و لا بنتائجها لکن من الواضح إنها تهدد في النتيجة السيادات الوطنية و إستقلال هذه الدول.
هذه الظاهرة السلبية التي باشر نظام الجمهورية الاسلامية بتصديرها الی دول المنطقة منذ بدايات تأسيسه، کان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق التي تشکل العمود الفقري لهذا المجلس، بتحذير شعوب و دول المنطقة من هذه الظاهرة و الخطورة التي تشکلها علی أمن و إستقرار دول المنطقة و کياناتها السياسية، بل وحتی إن المقاومة الايرانية تجاوزت ذلک بکثير و دعت دول المنطقة الی تشکيل جبهة إسلامية ـ عربية من أجل مواجهة التطرف الديني و الارهاب و الذي يعتبر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بؤرته و مصدره الاساسي.
اليوم، وبعد إن إتضحت لدول المنطقة الحقيقة کاملة و صارت مسألة مواجهة هذا النظام أمر لابد منه، فإنه من الضروري جدا إشراک المقاومة الايرانية التي يمکن إعتبارها الدليل و المؤشر و الاساس في مواجهة ليس هذه الظاهرة فقط وانما في مواجهة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية نفسه أيضا، وإن جعل المقاومة طرفا في معادلة الصراع أمر يخدم مصالح شعوب دول المنطقة کلها بمافيها الشعب الايراني.
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى