مقالات

هذا ماصنعه الملالي بإيران

 

الحوار المتمدن
20/6/2016

بقلم: فلاح هادي الجنابي 

هناک بعض النساء يمارسن البغاء فقط من أجل قوت يومهن، وتبيع المرأة في طهران جسدها؛ حتی تحصل علی وجبة أکل تسد من خلاها جوعها المفرط”، هذه الصورة المأساوية التي تعکس إمتهانا غير عاديا للکرامة الانسانية و إنتهاکا صارخا لأبسط مبادئ حقوق الانسان، يتم نقلها من داخل إيران التي صورها النظام الديني المتطرف القائم هناک بأنه واقع إيجابي ينعم بکل أسباب الترف و الراحة.

ماقد کشفت عنه فرحناز سليمي، المتخصصة في علم النفس، والتي دخلت بصفة باحثة اجتماعية لمعالجة ملف الدعارة منذ عدة سنوات في طهران عن إحصائيات خطيرة. وقالت إنها “إحصائيات مؤلمة ومؤسفة؛ لأنه خلال تحقيقاتنا صادفنا العديد من الرجال الإيرانيين ممن يقدمون نساءهم لممارسة الدعارة؛ من أجل الحصول علی جرعة من المخدرات التي يتعاطونها”، وإن”بعض النساء ليس لديهن الأموال، ويوافقن علی عمل الدعارة؛ من أجل شراء “المانتو”، الزي الرسمي للنساء في إيران”.
والانکی و الاکثر مرارة و بؤسا من ذلک إن هذه الباحثة الاجتماعية تقول بأن هناک صنفا کبيرا من النساء يقدمن الجنس مقابل خمسة آلاف تومان، أي ما يعادل أقل من دولارين أمريکيين. وکشفت سليمي ن وجود 100 ألف فتاة إيرانية في طهران يمارسن الدعارة بمبالغ تتراوح ما بين دولارين حتی 20 دولارا أمريکيا. والاکثر فظاعة و إيلاما ماأکدته هذه الباحثة الاجتماعية من أن 35% من المومسات في طهران من النساء المتزوجات ولديهن عوائل!

المثير للسخرية الاستهزاء، هو إنه في ضوء هذا الواقع المزري في إيران و الذي وبالاضافة لهذه المعلومات المؤسفة جدا أعلاه فإن أکثر من 70% من الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر و إن نسبة البطالة تجاوزت ال36% و هناک أکثر من 11 مليون مدمن علی المواد المخدرة، في ضوء کل هذا يخرج علينا المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروزکمال وندي، أن إيران ستعود إلی البرنامج النووي، “إذا ما تم نقض الاتفاق مع قبل الأميرکيين”، وکإن الشعب الايراني المحاصر بالمشاکل و الازمات العميقة ليس ينقصه سوی الدخول في مواجهة خاسرة مع المجتمع الدولي!

النظام الديني المتطرف في إيران و الذي کان يوم تأسيسه نذير بؤس و شؤم للشعب الايراني حيث تسبب في إيجاد و إختلاق آلاف المشاکل و الازمات له و جعل من الحياة في ظله بمثابة کابوس، هو نظام لايمکن أبدا التعايش و التآلف معه، فهو بطبعه معادي للإنسانية و التقدم، وإن إسقاطه وکما أکدت المقاومة الايرانية دائما هو الحل الوحيد لکافة مشاکل و أزمات الشعب الايراني و شعوب المنطقة.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى