أخبار إيرانمقالات

من التضامن إلی التحالف

 
المستقبل العربي
 19/6/2016

بقلم: سعاد عزيز

 المبادرة التي أعلنتها الزعيمة الايرانية مريم رجوي، بجعل شهر رمضان، شهرا للتضامن مع الثورة السورية التي تخوض نضالا ضاريا ضد النظام السوري و من خلفه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الميليشيات الشيعية المصطفة مع النظامين ضد الشعب السوري، هي مبادرة إيجابية لابد من الإشادة بها و الثناء عليها، خصوصا وإنها تأتي في وقت تتجنب القوی السياسية في المنطقة و حتی في العالم فيها إعلان موقف صريح ولو کان أدنی من ذلک.
 هذا الموقف الإيجابي و النوعي الذي أعلنته السيدة رجوي و في هذا الشهر المبارک، کان بمثابة رسالة خاصة لکل من يعنيه الامر مضمونها بأن المقاومة الايرانية ماضية قدما في تطوير علاقاتها النضالية مع الثورة السورية بسياق يخدم آمال و تطلعات الشعبين السوري و الايراني و تجسد في نفس الوقت الموقف المبدأي الراسخ للمقاومة الايرانية من الثورة السورية و نضال الشعب السوري من أجل الحرية و الغد الافضل.

إننا إذ نجد في هذه المبادرة نقلة نوعية في النضال المشترک الذي تخوضه المقاومة الايرانية و الثورة السورية ضد عدويهما المشترکين، فإننا نجد الحاجة ماسة جدا من أجل تطوير هذا النضال من مرحلة التضامن الی مرحلة التحالف الثوري، خصوصا وإن النظامين يربطهما تحالف مصيري موجه ليس ضد الشعبين السوري و الايراني فقط وانما أيضا ضد شعوب المنطقة و العالم، لإنه تحالف الشر و الظلام و التطرف و الارهاب الذي يجد في زعزعة الامن و الاستقرار و إشاعة الفوضی و الفلتان الامني في المنطقة هدفا أساسيا له.

تطوير العلاقة النضالية التي تربط بين المقاومة الايرانية و الثورة السورية من تضامن مبدأي و أخلاقي و کفاحي الی تحالف فعلي جبهوي يخدم آمال و تطلعات الشعبين السوري و الايراني من جانب و يقف في نفس الوقت کسد منيع بوجه تحالف النظامين المبني علی الشر و الباطل، وإن هکذا خطوة بإمکانها أن تفتح آفاقا جديدة أمام نضال الطرفين اللذين يعبران عن شعبيهما و يجسدان إرادتيهما.

لقد ذهب و ولی ذلک الزمن الذي تقوم فيه الانظمة بتحديد مصير الشعوب و مساڕ الاحداث و التطورات، وإنه قد آن الاوان لتقول الشعوب من خلال قواها الوطنية الثورية المعبرة عنها کلمتها و تحدد موقفها من الاوضاع و الامور و تحدد معالم المستقبل و خطوطه العامة کما يتفق و يتناغم مع مصالحها و أهدافها الخيرة، وحري بالمقاومة الايرانية و الثورة السورية أن يردوا الصاع صاعين للنظامين و يعلنان بدء الفجر الجديد ليس فقط للبلدين و الشعبين فقط وانما للمنطقة بأسرها.

زر الذهاب إلى الأعلى