مقالات

حلب..فضيحة و نقطة ضعف طهران

 

 

المستقبل العربي
2/6/2016


بقلم: سعاد عزيز
 


الهزائم و الاندحارات العسکرية الشنيعة التي ألحقتها قوات المعارضة السورية بالقوات الايرانية المقاتلة هناک سواء من الحرس الثوري أم الکوماندوس التابع للجيش أم الميليشيات الشيعية التابعة لها من دول المنطقة و أفغانستان و باکستان، والتي ذاع و إنتشر صيتها بحيث لم يجد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من مناص أمامه سوی الاعتراف وعلی مضض بجانب و جزء يسير من فضيحة هزائم القوات التابعة له و التي صورها دائما بأنها”قوات لاتقهر”!
شبح الهزائم التي تجرعت طهران کؤوسها المرة تتری، لازال يخيم ککابوس علی قادتها و مسؤوليها و يؤرقهم و يقض من مضجعهم خصوصا وان هاجس تکرار سيناريو حلب و إمتداده الی مناطق أخری في سوريا، أکثر من وراد، ومن هنا فإن النظام يسعی بکل ماأوتي من أجل السيطرة علی حلب، ظنا منه إن سيطرته علی علی حلب سوف يغير من المعادلة هناک و يحسم الامر لصالحه.
أکثر من مسؤول إيراني بارز خلال الايام الماضية، أدلوا بتصريحات تتعلق بحلب، وخلالها أکدوا جميعهم إستمرار التدخلات الايرانية هناک حتی السيطرة الکاملة علی حلب و إستعادتها من قوات المعارضة السورية، بهذا السياق فقد أکد وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، خلال مؤتمر صحافي، بالقول أن “المناطق التي يحتلها الإرهابيون في حلب السورية ستتحرر علی يد قوات محور المقاومة”، والمثير للسخرية أن دهقان برر تدخلهم المرفوض في سوريا و العراق عندما قال: “إن جزءا من المجتمع الإسلامي في العراق وسوريا قد تعرض إلی هجوم، ونحن ندافع الآن عنهم، وسنستمر بإرسال المستشارين العسکريين إلی هناک، وسنقدم العون بقدر ما نستطيع، لأن الإسلام والمناطق الإسلامية مهمة بالنسبة إلينا”، ولاندري مالمقصود بجزء من المجتمع الاسلامي و لماذا ليس کله، أوليس هذا النظام يدعي إنه يدافع عن المسلمين جميعا فلماذا التبعيض؟

أما حسين عبداللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبداللهيان، فقد أکد من جانبه استمرار إرسال القوات للعراق وسوريا تحت ذريعة “مکافحة الإرهاب”، في حين زعم أمين المجلس الأعلی للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إن “طهران منعت سقوط دمشق وبغداد”، وإن قرار التدخل في سوريا والعراق تم اتخاذه من قبل المرشد الإيراني الأعلی علي خامنئي وذلک “بإلهام إلهي”، في هذا الخضم، يبدو واضحا الترکيز علی الاستمرار في التدخل في سوريا و العراق و التأکيد علی حلب التي قصمت ظهر القوات التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و کسرت شوکتها و غطرسة النظام نفسه، هو مسعی بإتجاه إسترداد ماء الوجه لهذا النظام و الذي تبدد بشکل خاص في خان طومان، وقطعا إن الخوف ليس من خان طومان أو حلب أو سوريا کلها وانما بعد الهزيمة الکاملة في سوريا و التي ستقرع طبول الموت لطهران و تأذن ببدء العد التنازلي لسقوط نظامها.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى