مقالات

صناعة البلدان النموذجية في المنطقة

 

 


کتابات
29/5/2016
 

بقلم :منی سالم الجبوري

 

“إن لبنان ببرکة وجود حزب الله وعناصر المقاومة قد تحول إلی بلد نموذجي”، هذا ماقاله المرشد الاعلی لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خامنئي وهو يثني علی”بطولات” مصطفی بدرالدين القيادي في ميليشيا حزب الله الذي قتل في سوريا لدی إستقباله لعائلته، في وقت يعلم العالم کله بأن لبنان يعيش أکثر من مشکلة و أزمة عويصة بسبب تواجد حزب الله فيه.

صفة البلد النموذجي عندما يطلقه خامنئي علی لبنان، فإنه يأتي في وقت يدخل لبنان عامه الثالث و هو يعاني من فراغ رئاسي بسبب دور حزب الله کما هو واضح للجميع، ناهيک عن مشاکل و أزمات عميقة أخری بسبب تدخل حزب الله”بناءا علی رغبة و مشيئة إيرانية”، في سوريا من جهة، والدور المريب لهذا الحزب ضد أمن و إستقرار دول المنطقة الاخری بحيث تم إعتبار حزب الله ضمن قائمة المنظمات الارهابية من جانب هذه الدول.

العراق و سوريا و اليمن، هذه البلدان الثلاثة تخضع أيضا للنفوذ الايراني بقوة حيث تتواجد فيها ميليشيات مسلحة تابعة لها بالاضافة الی أحزاب و جماعات مؤتمرة بأمرها، وقد تفاخر قادة و مسؤولوا النظام ولاسيما خلال العام 2014، حيث إنهم تارة يعلنون سيطرتهم علی أربعة عواصم عربية و أخری يقولون بأن بغداد قد صارت عاصمة لإمبراطوريتهم أو إن تجربتهم باتت تستنسخ في أربعة بلدان في المنطقة، لکن وعندما نتمعن في هذه البلدان الاربعة نجد إنها جميعا تعاني من مشاکل و أزمات و أوضاع صعبة و بالغة التعقيد، حيث نجدها تمر بظروف و أوضاع سيئة لم يتسنی لها وأن شهدتها قبل تدخل هذا النظام في شؤونها الداخلية.

البلدان النموذجية التي صنعها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة، تحفل بالانشقاق و الانقسام و المواجهات الطائفية و تطغي فيها العمليات الارهابية و الاجرامية بصورة ملفتة للنظر، کما إن هذه البلدان قد صارت مصدرا لتهديد أمن و إستقرار بلدان المنطقة الاخری و صارت مرکز لتصدير الشر و العدوان لها، ولاغرو من إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هو سبب و مصدر کل ذلک و هو الذي صنع هذه النماذج السيئة، و ليس غريب إذا وجدناه يشيد أو يتفاخر بها

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى