أخبار إيرانمقالات

تحذير! استعدادات ودعايات النظام لإرسال الأطفال إلی الحرب السورية

 

علی خلفية ارتفاع عدد خسائر قوات الحرس واستنکافهم عن الذهاب إلی سوريا، لجأ النظام إلی إرسال اللاجئين الأفغان وإيفادهم برفقة مجموعة من الفقراء الباکستانيين إلی جبهات المعرکة السورية بالترغيب والترويع وأحيانا بالقسر والإجبار. وعندما عجز أيضا في الأمر توجه إلی الجيش المؤتمر بأمرته وأرسل وحدات خاصة من مغاوير لواء نوهد المعروف بالقبعات الخضر إلی سوريا لکنه يبدو أنه أيضا لم يضع بلسما علی جرح النظام والآن نشاهد إثارة دعايات من الظاهر تخاطب الأطفال والمراهقين حيث خلال الأيام الأخيرة يتم بث أغنية مصورة دعائية من مختلف شبکات تلفزيونية للنظام بشکل متکرر مفادها الترويج لإرسال الأطفال والصغار إلی سوريا تحت عنوان ”المدافعين عن الحرم” الدجل وتجري الأغنية جوقة تضم صبايا وأحداث وإن مغزی الأغنية ينم عن نوايا مشؤومة للولي الفقيه الرجعي:
”مثل حبيب مظاهر، إني أدافع عن الحرم، أنتفض من أجل الحفاظ علی الحرم، إني بجانب فرقة عشاق الحسين.. إذا استبيحت حرمة هذا الحرم، أو إذا انسدّ طريق کربلاء، سأهاجم الجسد الغاصب للشام والعراق، ليتمزق إربا إربا، بيدي حکم الدفاع عن الحرم أصدره ملک النجف، روحي علی کفي بأمر قيادتي…”.
لکل من يعرف أو يذکر دعايات ودجل خميني لإرسال الأطفال والمراهقين إلی الحرب اللا شعبية إن هذه الأغنية المصورة تستذکر نفس الأجواء بالکامل حيث أخذ نظام الملالي الخبيث بنفس الأساليب واستغلال المشاعر الدينية للناس مثل زيارة کربلاء وشعار فتح القدس عبر کربلاء مئات الآلاف من الصبايا والمراهقين الإيرانيين الأبرياء إلی جبهات القتال ضد العراق واستخدمهم لشق الطريق في ميادين الألغام کجنود للاستهلاک مرة واحدة فهل ينوي هذا النظام المقيت مجددا أن يرسل الأطفال بنفس المناهج إلی المعرکة السورية تحت عنوان الدفاع عن الحرم؟ ولاستيعاب صحة تقديرنا عما إذا کان النظام يمشي في هذا المسار ومن أين ينبع هذا المسار ومن وراءه فيجب استعراض تصريحات علي خامنئي الأخيرة حيث أکد خلال کلمة له ألقاها 20 نيسان أمام حشد يدعی أعضاء الجمعيات الإسلامية لطلاب المدارس أن”حضور مقتدر للجمهورية الإسلامية في منطقة غرب آسيا والعالم يعيق تقدم الأعداء، أحد ساحات تواجد الجمهورية الإسلامية هو الشأن الفلسطيني وأحد المجالات هو موضوع المقاومة”.
علی هذا يتضح أولا أن الولي الفقيه الرجعي المصاص للدماء هو نفسه وراء هذه المؤامرة الإجرامية وثانيا من الواضح أن مفردة ”المقاومة” في قاموس خامنئي الدجل تتمثل في سوريا الخاضعة لحکم بشار الأسد فيما لم يذکر خامنئي اسم سوريا متعمدا.
وفي جزء آخر من تصريحاته أکد علی خامنئي علی تربية شباب ”متدينين، وثوريين، ونزيهين، ومصممين، ويقظين، ومفعمين بالدوافع، وراجين، وعقلاء، وشجعان ومضحين” قائلا: ”في المدارس إضافة إلی الإهتمام بالشؤون الدراسية للطلاب لا بد من إفساح المجال لخوضهم في الأعمال الثورية لتربية جيل ثوري”.
وفي کلمته المشؤومة شدّد لوزارة التعليم والتربية علی أنها لا يجوز لها أن تشغل عموم أوقات الطلاب بالدرس والکتاب ويجب أنهم يحظوا بأوقات الفراغ لـ ”الأعمال الثورية!” و”بناء النفس” إشارة منه إلی فتح المجال لتدريب الطلاب علی التدريبات العسکرية وإرسالهم إلی جبهات القتال.
علی هذا، تتضح إلی حد ما نوايا مشؤومة يحيکها الضبع خامنئي للأطفال والمراهقين في البلاد غير أنه بسبب الکراهية الإجتماعية الشديدة تجاه مشارکة النظام في إبادة الشعب السوري وردود فعل المجتمع تجاه هذا الأمر وأيضا بسبب تغيير موازنة القوی في سوريا وسير النظام السوري في منحدر السقوط وتنحية الأسد بحيث حتی الملا علوي وزير مخابرات النظام هو الآخر يفيد بمعلومات عن لجوء بشار الأسد وعائلته إلی طهران وبأسباب أخری، فمن المستبعد أن ينوي خامنئي إرسال الأطفال إلی سوريا، وکل هذه الدلائل يثير هذا الإفتراض في الأذهان ما إذا کان کل هذه الدعايات يمثل جعجعة فارغة للتراجع؟! وهذا سؤال سنری جوابه خلال الأيام المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى