نظام التناقض و التمويه

 
وکالة سولابرس
26/4/2016
 
بقلم :  رنا عبدالمجيد
 
يحفل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، بالکثير من التناقضات و التضارب في التصريحات و المواقف المعلنة من جانب قادة و مسؤولي هذا النظام، خصوصا فيما يتعلق بالمسائل و القضايا الحساسة و الهامة التي لها علاقة و إرتباط مع المنطقة و العالم.
خلال الايام الماضية، نفی قائد الجيش الإيراني، الجنرال عطا الله صالحي من خلال تصريحات صحفية له، مشارکة اللواء 65 التابع للجيش في المعارک بسوريا والذي قال إن مسؤولية إرسال “قوات عسکرية استشارية” إلی سوريا ليس من مهام الجيش، وإن مؤسسة أخری (الحرس الثوري) تقوم بإرسال عناصر من الجيش”، لم يمر علی هذا التصريح سوی يوم واحد حتی أعلن مساعد شؤون التدريب في القوة البرية للجيش الإيراني، العميد کمال بيمبري، أن الجيش يقاتل جنبا إلی جنب مع الحرس الثوري في سوريا، بأوامر من القائد العام للقوات المسلحة، وهو المرشد الأعلی الإيراني علي خامنئي. وکما يبدو هناک تناقض فاضح بين التصريحين بما يؤکد أن هناک حالة من التخبط في طهران.
هذا التناقض المکشوف في موضوع إرسال الجيش الايراني للقتال الی سوريا، يأتي في وقت تتضاءل فيه خيارات طهران فيما يتعلق بسوريا خصوصا بعد الهزيمة الشنيعة التي لحقت بمخططه في سوريا و تقهقر الحرس الثوري و الميليشيات الشيعية الاخری المقاتلة هناک لمصلحة طهران، وهو يثبت بأن نتائج و آثار الهزيمة باتت تطفو علی السطح رويدا رويدا، وإن التخبط و التناقض في التصريحات و المواقف المعلنة تثبت ذلک.
الاوضاع الصعبة و المعقدة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و التي تتفاقم يوما بعد يوم بسبب التدخلات السافرة له في المنطقة عموما و في سوريا خصوصا، وضعت و تضع هذا النظام في موقف و وضع حرج يکلفه کثيرا، وإن المقاومة الايرانية التي سبق لها وأن أعلنت قبل فترة طويلة نسبيا بأن مخطط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد فشل في سوريا و إن قواته و الميليشيات العميلة له قد ألحقت بها هزائم منکرة و لم تعد تمتلک زمام المبادرة، وشددت في ضوء ذلک بأن هناک حالة من التضارب و التناقضات في المواقف و الآراء في داخل النظام، وبطبيعة الحال فإن التناقض بين التصريحين أعلاه و کذلک تصاعد الصراع بين جناحي النظام الرئيسيين تثبت و تؤکد مصداقية رأي المقاومة الايرانية.
زر الذهاب إلى الأعلى