العالم العربيمقالات

ماذا عن “فاطميون” الأفغانية!!

 

البشاير

24/4/2016

بقلم:  هاني سالم مسهور
 

لم يکد حديث محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني عن تجهيز مائتي ألف مقاتل أن يهدأ حتی خرج تقرير أعدته منظمة مجاهدي خلق الإيرانية -المعارضة- عن تجنيد الآلاف من الأفغان اللاجئين في إيران للحرب إلی جانب قوات النظام السوري بشار الأسد، وجاء التقرير ليکشف وجهاً آخر من الانتهاکات الخطيرة للنظام الإيراني لدول المنطقة، وتضمن التقرير معلومات مثيرة عن إجبار اللاجئين الأفغان علی القتال في سوريا وأن أعدادهم وصلت إلی سبعة آلاف مقاتل مع نهاية العام الماضي 2015م.
أطلق علی الفرقة الأفغانية اسم (فاطميون) اعتمدها الحرس الثوري الإيراني بعد أن شعرت القيادة العسکرية الإيرانية بخسائرها الفادحة في المعارک السورية التي انتدبت لها قوات الحرس الثوري من النخبة، مما جعل القيادة في الحرس الثوري لاستخدام أساليب لا إنسانية في دفع اللاجئين الأفغان للحرب في سوريا فهي تستخدم ضدهم التهديد المباشر بالسجن أو العفو عن السجناء منهم، أو تهديدهم بالإعدام أو العفو عن الذين تم إصدار أحکام بإعدامهم، ويستغل الحرس الثوري عدم وجود الأوراق الثبوتية لدی أکثر اللاجئين الأفغان لتجنيدهم في الفرقة.

ويقوم الحرس الثوري بنقلهم بالطائرات علی دفعات متتابعة عبر مطار دمشق، ثم يتم توزيعهم علی جبهات القتال السورية، ويشير تقرير منظمة مجاهدي خلق إلی فرقة «فاطميون» هي أحد أذرعة ما يسمی «قوة القدس» التابعة للحرس الثوري الإيراني، وتمتلک الفرقة وحدات المشاة والدروع والقناصين وکذلک الصواريخ، وأنها بلغت کتائبها علی مختلف الجبهات إلی خمس عشرة کتيبة.

جانب التسليح والتجهيز للفرقة الأفغانية يتم تمويله مباشرة من الحرس الثوري، فيتم تقديم الدبابات والعجلات المدرعة وکذلک الأسلحة الخفيفة، أما ما يقدمه النظام السوري عادةً لهذه الفرقة لا يتجاوز سوی المجنزرات القديمة التي شارکت في قمع الثورة السورية في أوائل العام 2011م، وتحدث التقرير عن سوء أجهزة الاتصالات لدی هذه الفرقة، کما أن تدني مستوی التدريب للوحدات الأفغانية يعد ضعيفاً للغاية، وهو ما يفسر أعداد الضحايا الکبيرة في هذه الفرقة.

وتعد حامية الإمام حسين -70 کيلومتراً عن العاصمة دمشق- هي المعسکر الرئيسي للقوة الأفغانية، وهي المرکز الذي يتم من خلال توجيه الأفراد علی جبهات القتال المختلفة، ويتم تدريب الأفراد القادمين من إيران في معسکر جرمانا المحاذي للعاصمة دمشق، وتحدث التقرير بإسهاب عن المعارک التي خاضتها الفرقة في جنوب مدينة حلب إلی جانب الحرس الثوري الإيراني.

وعلی الرغم من تململ الأفغان من تسخيرهم في هذه المعرکة بسبب تدني مرتباتهم وسوء مستوی التدريب الذي يحصلون عليه غير أنهم لا يملکون قدراً من القوة للتخلص من الضغوط الإيرانية التي يتم ممارستها عليهم باستمرار من خلال شبکات إيرانية واسعة داخل إيران وخارجها تعمل علی تجنيد الأفغان فيما يسمی بالمعارک المقدسة تحت ولاية الفقيه.

من المهم أن يدرک العرب بأن الإيرانيين لن يکونوا متعاونيين إطلاقاً مع المرحلة الأخيرة وهي ما بعد «الاتفاق النووي» لأن الإيرانيين يدرکون أن منهجهم منذ ثورة الخميني في 1979م يرتکز ليس علی تصدير الثورة بل علی تصدير الفوضی إلی دول المنطقة وهو ما أصبح حقيقة کاملة في سوريا والعراق ولبنان واليمن.

فرقة «فاطميون» هي واحدة من عشرات من الفرق المتخصصة في إثارة الفوضی الواسعة في سياق الدولة الإيرانية التي لا يمکن لها أن تکون جزءاً من المجتمع الدولي بغير أن تتخلی عن أسلوبها وهذا ما لا يمکن أن يحصل في ظل حکم الولي الفقيه علی رأس السلطة في إيران.

زر الذهاب إلى الأعلى