أخبار إيران

مقال ينشره موقع «إيلاف» بعنوان «لماذا يجب مقاطعة الانتخابات في إيران؟»

نشر موقع «ايلاف» مقالاً بقلم الکاتبة الإيرانية «سارا احمدي» من لجنة الطلاب في إيران بعنوان «لماذا يجب مقاطعة الانتخابات في إيران؟» في ما يلي نصه:
ألا تکفي 30 سنة لاستيعاب تجربة؟ هل سيعود وينخدع شعب عاش 30 عامًا عهد نظام «ولاية الفقيه» في إيران ولمسه ويلمسه بصميم وجوده وحتی العظم؟ وهل سيعود يصبح دمية في هذه المهزلة الانتخابية للملالي الحاکمين في إيران والتي تتکرر حينًا بعد آخر؟ کلاّ. فإن غالبية أبناء الشعب الإيراني هم واعون يقظون. فلماذا تضطر سلطة الملالي لإجراء الانتخابات بصنوف المراوغات وأعمال الغش والتزوير والتلاعب بالأصوات، ذاهبة في ذلک إلی إصدار فتاوی شرعية بوجوب المشارکة في التصويت في محاولة لجر المواطنين الإيرانيين إلی صناديق الاقتراع باللجوء إلی خلق أجواء من الخوف والرعب وإلی تصعيد القمع والخناق وفرض مزيد من القيود والمضايقات علی المواطنين خاصة علی الشبان؟!
کلما تزداد ضراوة نيران الانتخابات، کلما يستعر لهيب جمر الهوی لتعود الاحلام من جديد لاستحواذ السلطة وارتداء جلباب الوزارة والادارة والسفارة وغيرها من المناصب ذات المکانة المرموقة.. والملالي کدأبهم يتناسون أنهم کانوا يحتلون السلطة ويديرون البلد بالنار والحديد علی مدار الثلاثين عاماً الماضية ولم تکن حصيلة سلطتهم الا تفشي الفقر أکثر فأکثر نتيجة استئثار الملالي بالسلطة وثروات الشعب والبلاد يوماً بعد يوم.
فحاليًا ولاطلاع الدول العربية والغربية التي قد تنخدع بهذه المهازل فمن الضروري أن نوضح أنه وفي هذه اللعبة يقوم المخرج أي «الولي الفقيه» وهو خامنئي بالاختفاء خلف الستار ويدير الانتخابات مثل إدارة المخرج المهزلة حيث يحرّک الدمی کيفما يشاء بالخيوط التي ربطها بأصابعه ويکلّم الدمی بالأحرف والکلمات التي يشاء لتقول کل ما يقول هو وتتحرک وترقص بإرادة المخرج المختفي تحت الستار، علمًا بأن هذه اللعبة لا تنطلی علی أحد ولا تفيد إلا لتسلية الأطفال فقط.
وفي هذه الجولة من الانتخابات في إيران يتم عرض مسرحية أکثر إضحاکًا وتسلية. فتسمع أحيانًا أقوال من قادة نظام الملالي تجعل المشاهد والمستمع يتصور أن کل شيء قد تغير واللاعبون هم اللاعبون الآخرون والظاهرون علی المسرح لأول مرة. إن قادة النظام يقومون بنشر غسيل بعضهم البعض في ما يتعلق بأعمال الغش والتزوير والفساد الإداري کأن لو کان أنفسهم نزهاء غير متورطين في هذه الأعمال وهذا بدءًا من الأوضاع الاقتصادية وليس انتهاءًا إلی العزلة الدولية وإلی انتشار اليأس والخيبة في عموم المجتمع الإيراني. ففي ما يلي نضرب أمثلة علی ذلک لاتضاح ما تقدم:
الملا حسن روحاني السکرتير السابق للمجلس الأعلی لأمن النظام بتاريخ 25 أيار (مايو) 2009 هاجم الحرسي أحمدي نجاد وکشف عن شرائه الآراء لصالحه، قائلاً: «لا أعرف أين مصدر کل هذا الضخ للأموال التي ملأت في الأيام الأخيرة الأقسام الداخلية الطلابية والقری والمدن؟ هذا موضوع غير مسبوق في بلدنا بعد الثورة! هذه عملية غير مسبوقة، نفترض أن تکون لدی الحکومة نية حسنة في توزيع الأموال علی الناس، ولکن لماذا لا توزع هذه الأموال بعد شهرأو شهرين من الانتخابات؟ هل توزيع الأموال بعد الانتخابات حرام؟، شهر ”تير” الإيراني هو الآخر شهر الله».
أما الملا عليخاني عضو مجلس الرجعيين اعترف يوم 23 أيار (مايو) 2009 بالعزلة الدولية للنظام الإيراني حيث هاجم الحرسي أحمدي نجاد قائلاً: «إن حکومة أحمدي نجاد أثقلت کاهل الدولة بمصاريف کانت أسوأ من الحرب والاشتباک.. لم تصدر کل هذه العدد من القرارات عن الأمم المتحدة ضد إيران في عهد أية حکومة من الحکومات التي سبقت حکومة أحمدي نجاد.. إن هذه القرارات جعلت إيران معزولة في العالم وترکت آثارًا سلبية وسيئة في البلاد بسبب فرض عقوبات وضغوط علی الدولة».
الحرسي سبزه‌وار (محسن) رضائي القائد السابق لفيلق الحرس في النظام الإيراني اعترف يوم 24 أيار (مايو) 2009 بمأزق النظام أو وصول النظام إلی الطريق المسدود، قائلاً: «إن الاستمرار في سلوک الطريق الذي يسلکه أحمدي نجاد يقودنا نحو الهاوية، أما العودة والتراجع إلی الماضي أيضًا ستعتبر هزيمة».
وفي برنامج تلفازي بهدف تصفية الحسابات بين زمر السلطة اعترف الحرسي سبزه‌وار (محسن) رضائي القائد السابق لفيلق الحرس في النظام الإيراني بتدهور أوضاع النظام الاقتصادية، قائلاً: «في الحقيقة هناک اليوم تفشي الفقر والبطالة والغلاء والملفات القضائية البالغ عددها 8 ملايين سنويًا ومشکلة المخدرات والأزمات والمشاکل الأخری مما يدل علی وجود إشکالية جادة في إدارة مجتمعنا».
وفي عملية تصفية حسابات بين الزمر قال المدعو «رمضان زاده» المتحدث باسم حکومة الملا خاتمي في حديث أدلی به يوم 24 أيار (مايو) 2009: «إن العقوبات أصبحت تنهش جسد‌اقتصادنا حيث بدأت المصانع تغلق واحدة بعد أخری وبرغم کون مواردنا کثيرة فقد فرضت علی البلاد ظروف صعبة.. فمن الاکتفاء الذاتي في إنتاج القمح وتصدير القمح وصلنا الآن إلی استيراد کميات کبيرة من القمح.. کما أصبح أصحاب حدائقنا علی وشک الإفلاس.. وتفيد إحصائيات البنک المرکزي أنه وفي السنوات الثلاث الماضية ازداد الفراق بين الفقراء والأغنياء».

وفي حملته الانتخابية التلفزيونية ومن خلال تصفية حسابات بين زمر السلطة اعترف الملا کروبي الرئيس السابق لمجلس الرجعية بکون انتخابات الملالي صورية، قائلاً: «إن حالات کثيرة من عدم الأهلية باتت تخيب آمال المواطنين وتصيبهم بالضجر والسآمة مما سيؤدي إلی تدني نسبة مشارکتهم في الانتخابات أو إن الثقة التي کانت لدی المواطنين بدأت تؤول إلی الضعف.. ولذلک أصبحنا نسمع هنا وهناک ومع الأسف حتی من القوی الموالية أيضًا يقولون: ”سيدي، سيحدث ما يشاء [خامنئي] أن يحدث…».
واعترف المدعو «رضا خاتمي» من زعماء زمرة الرجعيين الدجالين في حديث أدلی به يوم 9 أيار (أيار) 2009 بوقوع أعمال غش وتزوير في مهزلة الانتخابات الرئاسية في النظام، قائلاً: «العمل صعب لأننا نواجه نظامًا انتخابيًا تتوفر فيه کثيرًا إمکانية العبث به، والعامل الوحيد الذي بإمکانه الحؤول دون ذلک هو التقوی وعبادة الله، ولکنهم مع الأسف يفتقرون إليهما أيضًا». کما اعتراف يقول: «اليوم أصبحت کل صناعاتنا معطلة وتم فصل العمال عن العمل».
أعتقد أن العديد من القراء يعرفون کلاً من کروبي وأحمدي نجاد إلی حد ما ولکنهم قلما يعرفون سبز علي (محسن) رضائي ومير حسين موسوي. ثقوا بأن کلهم حالة واحدة وکلهم متطرفون ترعرعوا وتعلموا وتدربوا في مدرسة کبير المتطرفين خميني الدجال الذي يلعب خامنئي دوره حاليًا في ما يسمی بـ «ولاية الفقيه»!! وهم الذين يبدلون الدور والثوب مثل دمی المهزلة ليضللوا المتفرج والمشاهد. إنهم وکما يعترفون أنفسهم يتابعون هدفًا واحدًا وهو الحفاظ علی نظام ولاية الفقيه المطلقة. إنهم يحاولون وبجر مزيد من المشاهدين إلی المسرح أن يقولوا غدًا إن مسرحيتنا کان مثيرة للغاية ونجح في استقطاب زبائن کثيرة. وتحدثنا في ما تقدم عن زعيم ما يسمی بالإصلاحيين وهو «خاتمي» وحاليًا أريد أن أتحدث عن وجهين دخلا هذه المرة مسرح المهزلة وهما موسوي ورضائي اللذان دخلا الساحة ويتحدثان متظاهرين بالمعارضة کأنهم ليسوا متورطين في إثارة وتأجيج الحرب علی جبهات حرب الثماني سنوات المدمرة وفي التعذيب والقتل في السجون الإيرانية وفي کل أنحاء إيران والعالم، وکأنه لا دور لهم في تفشي کل هذا الفقر والبغاء والسرقة والرشا في المجتمع الإيراني وکأنهم لم يتولوا مناصب ومهام طيلة هذه السنوات الثلاثين. فيجب توجيه سؤال إلی مير حسين موسوي وهو ألم تکن أنت خلال الفترة بين عامي 1979 و1981 عضوًا في اللجنة المرکزية لحزب الجمهورية الإسلامية الذي استحوذ علی جميع مرافق السلطة في إيران وفعلوا کل ما شاؤوا بالتعاون مع ما يسمی بـ «منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية»؟ کان موسوي ولسنوات عديدة رئيس تحرير صحيفة «جمهوري إسلامي» الناطقة بلسان حزب الجمهورية الإسلامية. وکانت الصحيفة المذکورة أکبر مشجع علی البلطجية وقمع واضطهاد أصحاب الآراء الأخری وأکبر مشجع لمن يسمون بـ «حزب الله» علی اقتحام تجمعات المواطنين والمنتقدين. کما کانت تلک الصحيفة وفي عهد رئاسة تحرير موسوي تنشر أسماء المعدومين في السجون لخلق أجواء من الرعب والخوف في أوساط المواطنين الإيرانيين. کما وفي حکومة «مهدوي کني» (2-9-1981) کان موسوي يتولی وزيرًا للخارجية وکان منذ يوم 29 تشرين الأول (أکتوبر) 1981 وحتی مراجعة الدستور وشطب منصب رئاسة الوزراء رئيسًا للسلطة التنفيذية في البلاد أي کان رئيسًا للوزراء. والجدير للإشارة هنا إلی أن موسوي وخلال اجتماع عقده في جامعة «فردوسي» بمدينة «مشهد» (شمال شرقي إيران) في أواسط شهر أيار (مايو) من العام الجاري للحصول علی أصوات الطلاب کان قد قال ردًا علی سؤال طالب بأنه ما هو رأيه حول جرائم الثمانينات (مجازر السجناء السياسيين بما فيها الطلاب المعتقلين)؟: «لم أکن أتدخل في الشؤون الخاصة للسلطة القضائية». يجب توجيه سؤال إلی موسوي وهو أنه ألم تقرأ واجبات رئيس الوزراء التي ينص عليها الدستور الإيراني؟ فعلی سبيل المثال جاء في المادة الـ 134 من الدستور: «رئيس الوزراء هو رئيس مجلس الوزراء وهو يشرف علی أعمال الوزراء ويتخذ الإجراءات اللازمة لتنسيق قرارات الحکومة ويحدد خطط ومناهج الحکومة وينفذ القوانين بالتعاون مع الوزراء ورئيس الوزراء هو المسؤول أمام البرلمان عن إجراءات وأعمال مجالس الوزراء».
ألم يکن وزير المخابرات هو أحد وزراء الحکومة وکان يجب علی رئيس الوزراء أن يشرف علی أعماله؟ ألم تکن کل الشؤون الأمنية في الدولة تجري تحت إشراف المجلس الأعلی للدفاع الوطني الذي کان رئيس الوزراء عضوًا من أعضائه السبعة؟ فکيف يمکن ألا يکون موسوي مطلعًا علی کل تلک الجرائم؟ کلاّ، أيها السيد موسوي، لا تتصور أنک تعيش في مدينة العمي والصم والحمق! أنت کنت موافقًا علی کل تلک الجرائم والمجازر وعمليات التعذيب وکنت تؤيدها ولم تکن تشعر بحاجة إلی تأنيب ضميرک، ومن المؤکد أنک لن تقف إطلاقًا بوجه هکذا أعمال.. لا تعمل دون جدوی علی اعتبار نفسک داهية واعتبار الشعب جاهلاً بليدًا.. إنک والمواطئين معک الذين يتشدقون ويتبجحون اليوم بالإصلاحية شرکاء في الجرائم التي ارتکبت في الثمانينات وکنتم تقولون: «إننا کنا نطيع زعيمنا وکانت هذه الأعمال يقتضيها الزمن آنذاک ولم نکن أصحاب شأن في ذلک». فما هو الضمان أن لا تقولوا بعد سنوات کما قال خاتمي: «إني کنت مديرًا للتموين أو مسؤولاً للشؤون الإدارية والإسناد فقط»؟.. أنت لم تشر حتی الآن قط إلی الجرائم التي ارتکبت في العقد الأول بعد الثورة وفي عهد خميني ورئاستک للوزراء لا في ذلک العقد ولا في السنوات العشرين التي کنت تعيش فيها نومًا شتويًا.
إن موسوي لم يعلن حتی مرة واحدة أنه لماذا استمر في حرب الثماني سنوات بين إيران والعراق لسنوات إضافية بعد استعادة مدينة «خرمشهر» وانسحاب القوات العراقية مما أدی إلی موت وعوق مئات الآلاف من أبناء إيران وخسائر مادية بالغة مئات الميليارات من الدولارات؟ ففي ذلک العهد کان من المفترض أن يتم مؤاخذة ومساءلة کل من موسوي بصفته رئيس الوزراء ومحسن رضائي بصفته القائد العام لفيلق الحرس أمام الشعب وعوائل الشهداء وآلاف الجرحی والمعوقين نتيجة الحرب. کيف يمکن التنصل من عبء المسؤولية بمجرد القول: «إننا کنا ننفذ أوامر خميني»؟! أنتم تتحدثون منذ 20 عامًا عن الانتصار في الحرب ولکن لم توضحوا ولو مرة إنه إذا انتصرتم فلماذا قال خميني إني تجرعت کأس السم بقبول وقف إطلاق النار؟ هل يتجرع أحد کأس السم في الانتصار؟.. علی محسن رضائي الذي رشّح نفسه لرئاسة الجمهورية أن يوضح للشعب لماذا وبأمر من دخل الأراضي العراقية لمواصلة الحرب ليلحق بالشعب الإيراني والعراق الجار کل تلک الخسائر.. وآلاف الأسئلة الأخری تبقی بلا رد!..
علی کل من کروبي وموسوي ورضائي وأحنمدي نجاد وعلی رأسهم جميعًا «الولي الفقيه المطلق» أي خامنئي أن يوضحوا ويکشفوا أمام الشعب دورهم في تدهور الأوضاع الحالية في البلاد وکل هذه الأعمال القمعية واحتقان الأجواء وکل هذا الحالات من الفقر والبغاء وو… وحقًا يجب مثولهم جميعًا أمام محکمة الشعب لمحاکمتهم!.. عليهم أن يقوموا بدلاً عن هذه المهزلة الانتخابية بإقامة محکمتهم ومثولهم أمام محکمة الشعب ليُسألوا عن کل هذه الجرائم التي ارتکبوها طيلة السنوات الثلاثين الماضية وعن سبب کونهم قد احتجزوا أبناء الشعب الإيراني في إيران والبالغ عددهم 70 مليون نسمة کرهائن لديهم.
إن أبناء شعبنا يعرفون اليوم جيدًا أن نظام ولاية الفقيه هو الذي يقف وراء کل هذه الجرائم وأن انتخاباته ليست إلا مراوغة وتضليلاً وليست کل أقواله ووعوده قبل الانتخابات إلا شعارات جوفاء.
إني وبصفتي إيرانية حرة منادية لتحقيق الديمقراطية والحرية في إيران وبصفتي الشخص الذي يعشق وطنه، سوف أصوّت أي سأدلي بصوتي حتمًا ولکن ليس لصالح هؤلاء الملالي الدجالين المشعوذين المراوغين الذين يجب عليهم أن يُسألوا عن جرائمهم ضد الإنسانية طيلة السنوات الثلاثين الماضية وذلک أمام محکمة الشعب في القريب العاجل! بل أدلي بصوتي لصالح مريم رجوي، نعم أني أصوّت لمريم رجوي التي هي محط آمال الإيرانيين المضطهدين ورابط کل قلوبهم المليئة بالآلام کونهم متعطشين للحرية منذ ثلاثين عامًا وحتی الآن، ثلاثين عاماً من الأمل والتطلع إلی قدوم ووصول مريم رجوي الاسم الذي هو نفسه هدير الحرية في أسماع جميع المواطنين الإيرانيين المضطهدين المظلومين!

سارا أحمدي
من لجنة الطلاب في إيران (أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية)

زر الذهاب إلى الأعلى