مقالات

نظره سريعة الي الوضع الموجود في ايران وکسر هيمنة ولي الفقية

 
وکالات
4/4/2016
 
بقلم: عادل عامر
 
الانتخابات وتداعياتها
 
انتخابات النظام الايراني جرت بدون وجود معارضة وفي واقع الأمر کانت ساحة منافسة بين مسؤولين معنيين حاليين وسابقين عن التعذيب والاعدام واثارة الحروب وفي واقع الأمر انهم من طين واحد. وکمثال علی ذلک في قائمة المرشحين المدعومة من قبل جناح ما يسمی بالمعتدلين کان هناک وزير المخابرات الحالي وثلاثة وزراء سابقين للمخابرات حيث کل واحد منهم أدار هذه الوزارة الخاصة للقتل والتجسس. کما يلاحظ بينهم قاض لشرع الملالي وهو شخصيا قد أصدر حکما بالرجم وأشرف علی تنفيذه. لذلک الجناحان المنافسان لم ولا يختلفان حول رؤاهما وانما في نزاع معا حول الاستحواذ علی السلطة. يجب نبذ التوهم بکون الملالي اصلاحيين. فکل زمر النظام بينهم رفسنجاني وروحاني واولئک الذين حصلوا علی کرسي في برلمان الملالي هم مشترکون في أعمال القمع وتصدير الارهاب والنهب المشترک.
من هو الفائز الحقيقي في الانتخابات؟
أن الملالي يواجهون أزمة سياسية وهذه الحقيقة أبرزتها مسرحية الانتخابات بأن التوازن الداخلي للنظام قد انقلبت ضد ولاية الفقيه. وبعبارة أخری قد أظهرت شرخة عميقة في قمة النظام حيث زعزعت أرکانه أکثر مما مضی. کما أن النظام لا خروج له نحو الاعتدال والانفتاح وأن نتائج الانتخابات لا تغير شيئا في الحياة السياسية والاقتصادية للمواطن الايراني ولا فائز جديا داخل النظام.
اذا أردنا أن نوجز الکلام لابد ان نشير الي الاسباب وهي:
السبب الأول – کلا الطرفين للنظام وکذلک جميع المتتبعين السياسيين للقضايا الايرانية، يتحدثون عن الموقف الخطير للغاية وکذلک عن حالة حاسمة وضبابية وطريق اقتصادي مسدود ومأزق سياسي، ويتحدثون عن علاقة النظام بدول المنطقة وبالمجتمع الدولي کلها تمر بحالة حساسة وخطيرة للغاية. وليس هناک حالة استقرار وهدوء. کلا الطرفين يعترف بهذه الحالة وهذا الوضع من الموقف.
السبب الثاني: کلا الطرفين يتحدث في هذا الصراع الانتخابي عن «حل للانقاذ». کيف يمکن لنا أن ننقذ أنفسنا من هذه المهلکة ومن هذه الدوامة ومن هذه الظروف الخطيرة التي يقول الولي الفقيه يريدون أن يتغلغلوا فينا ويريدون أن يغيروا آفکار المسؤولين أصحاب القرار ويريدون تغيير النظام ومن جانب آخر يقول رئيس النظام أي روحاني هذا هو وضع اقتصادنا وهذا هي حالة بطالتنا لا نستطيع أن نحصل علی الأموال لا يمکن لنا أن نبيع النفط وحتی ان بعنا النفط لا نستطيع أن نحصل علی أرباحه ولا نستطيع أن نعالج القضايا اليومية من المعاش ولا نستطيع فعل أي شيء. والطرف المقابل يأخذ عليه ويعترض لماذا تتکلم بهذه الکلمات؟
اذن الحالة السائدة هي السعي والجهد والتحدي الانتخابين بين الطرفين لانقاذ النظام من المهلکة. انهم يشبهون الوضع بالسفينة ويقولون کلنا سنغرق في هذه السفينة وعلينا کلنا أن نهتم. کلهم کانوا يتصارعون علی مسيرين والمنافسة کانت تتمحور حول انقاذ النظام من هذا الوضع وهذا کان محور صراعهم.
لماذا لا يمکن فوز رفسنجاني أن يوجد مخرجا من هذه المشکلات والمعضلات والتناقضات التي تحدق بالنظام؟
– السبب الأول يعود الی زمرة روحاني – رفسنجاني نفسها. هذه الزمرة تفوقت ولکن في الجوهر وفي الأداء وفي السياسة ، ليسوا أهل التغيير. لأنه أي تغيير في هذا النظام يبدأ أولا من السياسة. أي تحرک داخل النظام – اذا أريد أن يکون جادا – يبدأ من حصر تفرد ولاية خامنئي المطلقة ونبذه ومنعه من ذلک. لأنه بؤرة الفساد وبؤرة تصدير الأزمة والتوتر والمشکلة هو ذاته حسب تصريحاتهم هم أنفسهم. هناک في الوقت الحاضر أزمة مستعصية في النظام بخصوص الوضع الاقتصادي المرشح للانفجار. النظام غير قادر علی حل أبسط مشکلة. المؤسسات التابعة لخامنئي – وباذعان أنفسهم وکذلک قوات الحرس المؤتمرة بامرة خامنئي وهم أصحاب أکبر الثروات ورأس المال- في السيولة الاقتصادية وفي الصفقات التجارية الضخمة لا يدفعون ضرائب ولا يتحملون المسؤولية أمام حکومة روحاني ولا أمام منظومتهم.
– السبب الثاني هو في قمة النظام وفي ترکيبة النظام، ورغم کل هذه الکراسي التي حصلوا عليها وحتی ان حصلوا علی الأکثرية في مجلس الخبراء وفي البرلمان وحتی رئيس الجمهورية هو من هذه المنظومة ولکن هم في نظام يمسکه خامنئي وهو الذي لا يسمح بذلک في القمة. لا يريد ولا يستطيع. هذه الأمور جدية لأن هؤلاء لا يحملون جوهر الاعتدال.
 
اعتدالية النظام
هناک تفاؤل و أمل من جانب بعض الدول بشأن إحتمال حدوث تغيير من داخل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خصوصا وإن هناک صراعا متصاعدا فيما بين الجناحين الرئيسيين في النظام حيث تتجه الانظار نحو جناح رفسنجاني ـ روحاني بإعتباره’وبحسب رأي تلک الدول’ يحمل أفکارا إصلاحية و معتدلة و يطمح لإجراء تغييرات علی مختلف الاصعدة.
في آب/أغسطس 2013، وعندما تم إختيار حسن روحاني لمنصب رئيس الجمهورية، إستبشر أولئک البعض بقدومه في ظل مزاعمه بشأن الاصلاح و الاعتدال متصورين بأنه سيحقق تغييرات في داخل النظام بحيث تلبي الی حد ما المطالب الدولية، لکن و بعد مرور کل هذه المدة، حدث تغيير ولکن بالاتجاه المعاکس تماما، حيث تصاعدت وتيرة الاعدامات بصورة غير مسبوقة منذ أکثر من 10 أعوام، کما إنه و طبقا لما قد صرح به روحاني نفسه فإنه و في عهده و خلال العامين الماضيين قد تم تخصيص ميزانية تعادل ميزانية عشرسنوات لشراء الإسلحة.
المشکلة التي يواجه أولئک البعض صعوبة في فهمها و إستيعابها، تتعلق بعدم فهمهم لماهية هذا النظام و عدم وجود فهم صحيح للصراع و التنافس الدائر بين الجناحين، ذلک إن نظام ولاية الفقيه هو في نهاية المطاف مقبول لدی الجناحين ولايوجد خلاف بشأن ذلک، وإن الصرع و التنافس الدائر بين الجناحين ليس علی إجراء تغييرات في داخل و بنية النظام وانما صراع علی النفوذ و إستبدال المواقع و الاقصاء و التهميش، ومخطئ من صدق بأن جناح رفسنجاني ـ روحاني يهدف الی إجراء تغيير في بنية و محتوی النظام، حيث إن هذا الجناح يسعی بکل ماأمکن من أجل إنقاذ النظام و إخراجه من مأزقه العويص
.
فشل استراتيجية النظام في سوريا
في 19 مارس انتشر خبر في وسائل الاعلام التابعة للنظام عن حصول حادث مهم. وکان الخبر: «مشاورات کمال خرازي في سوريا» هل هي «بدء الانتقال السياسي لحکومة بشار الأسد؟»حسب قول (موقع آريا الحکومي). «بدء الانتقال السياسي» لبشار الأسد يعني بداية آخر مرحلة لانهيار «العمق الستراتيجي» للنظام الايراني. وهذا يعني خضوع النظام لهذا التحول المهم خلف طاولة المفاوضات، فهذا يعني تجرع کأس السم الاقليمي والرضوخ لما النظام الإيراني يصفه بـ «برشام» أي «برجام سوريا» (الاتفاق حول سوريا).
في موضوع سوريا يکفينا ان نشير الی کلام ” علي خرم” المندوب السابق للنظام في المقر الأوروبي للأمم المتحدة وتأوه من فشل استراتيجية النظام في سوريا ووصفها بـ ”العقيمة” مؤکدا أن: ”التصرف الروسي تسبب في أفول الدور الإيراني الإقليمي الذي کان في طور التعزيز حيث فرحت السعودية وترکيا بالتصرف الروسي هذا، کانت إيران تسعی للحفاظ علی وحدة الأراضي السورية غير أن الإستراتيجية الإيرانية ظلت عقيمة بهذا التصرف من روسيا وسائر الدول، تتمکن ترکيا والسعودية حتی من تثبيت رحيل الأسد علی طاولة المفاوضات ويمکن القول بأنهما حاليا فائزان في اللعب السوري
4 هزائم متتالية
أن نظام الملالي الحاکم في إيران، تلقی 4 هزائم متتالية، تنذر بانهيار حکمه قريبا،أخطرها مقتل وإصابة کبار قادة الحرس الثوري العاملين في سوريا
أن أول هزيمة تلقاها المرشد الأعلی، علي خامنئي، وهي الأکبر، جاءت من سوريا، إذ لم يستطع، رغم کل الرهانات المالية، وإرسال جنود إلی سوريا، أن يحتفظ بمفرده، بنظام بشار الأسد، بحيث اضطر بعد حالة الضعف المطلق هذه، إلی اللجوء إلی روسيا، رغم إدخال قوات الحرس الثوري، عن بکرة أبيها، وبکبار قادتها إلی المعرکة.
وأن الإخفاق الثاني هو حالة الفشل التي تصاحب جهوده لتوحيد أرکان نظامه، والذي بدا واضحا منذ رحيل أحمدي نجاد، الذي کان مساعده لتوحيد النظام، عن الحکم.
أما الاخفاق الثالث، فيتمثل في هزيمته في مشروع القنبلة النووية، الذي اضطر علی مضض؛ بسبب الوضع الذي يعيشه النظام، إلی الرضوخ لتجرع کأس الهزيمة، والتراجع عن مشروع صنع القنبلة النووية.
ورابع الإخفاقات کان هزيمته علی صعيد سياساته الإقليمية، بحيث لم يفلح في فرض المالکي لدورة ثالثة في رئاسة الحکومة العراقية، رغم الرهان الکبير عليه.
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى