مقالات

اخطبوط الجريمة و أذرعه في المنطقة و العالم

 

 
دنيا الوطن 
16/3/2016

بقلم: حسيب الصالحي

 من الامور التي يتميز بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و يکاد أن ينفرد بها عن العالم کله، هو تصوير نفسه و من يتبعه و يسير علی نهجه بأنهم النموذج الامثل و الاصح و المثالي للعالم کله، وهذه الحقيقة باتت معروفة من خلال أدبياته و مايصدر أيضا عن الاحزاب و المنظمات و الميليشيات التابعة له، والانکی إن هذا النظام و من يتبعونه، لايکف أيضا عن وصف الآخرين بأشنع الصفات و يعتبرهم نماذج سيئة و شريرة!

الثورة الايرانية التي أطاحت بنظام الشاه، شارک فيها الشعب الايراني برمته الی جانب مختلف القوی و التيارات الوطنية الايرانية و علی رأسها وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق التي کان لها الدور و النشاط و النضال الاکبر في مواجهة نظام الشاه و تهيأة الظروف المناسبة من أجل إسقاطه و إنجاح الثورة الثورة و إنتصارها، لکن الذي جری فيما بعد هو مبادرة التيار الديني المتشدد في الثورة من أجل إستغلال الفرصة و الظروف والاجهاز علی الاطراف و التيارات الوطنية الايرانية الاخری أو إقصائها، ومنذ ذلک اليوم بدأ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بتنفيذ مشروعه الفکري ـ السياسي الموجه ضد الشعب الايراني و شعوب المنطقة علی حد سواء حيث کشر هذا النظام عن أنيابه وعاث في إيران و المنطقة فسادا و إفسادا.

هذا النظام الذي أثبت من خلال ممارساته و النهج الذي يسير عليه بأنه نظام غير سوي و يجسد في نشاطاته و تحرکاته مبدأ”الغاية تبرر الوسيلة”، لايمکن الانتظار أبدا بأن يکون من يتبعه بأفضل منه وانما يجب الجزم بأن من يتبعه سيکون الاسوء، فعملاء النظم الاستبدادية هم أسوء من النظم الاستبدادية لإنهم يهبون أنفسهم و عقولهم لأفکار و مبادئ عدوانية شريرة معادية للإنسانية، ومن هذا المنطلق يجب النظر الی الاحزاب و الجماعات التابعة لهذا النظام و التي تجسد کلها المثل المعروف”وافق شن طبقه”، وان ماإتضح خلال الفترة الاخيرة من تورط حزب الله اللبناني”الذراع الاهم و الاکبر لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية”، بقضايا تهريب المخدرات و المتاجرة فيها، هو تأکيد قطعي من أن کل من قد سار في طريق هذا النظام فإن النتيجة الحتمية التي تنتظره هي تورطه بإرتکاب الجرائم و الانتهاکات.

هنا يجب علينا ملاحظة ماقد أوردت صحيفة”لوس أنجلوس تايمز” بأن السلطات الکولومبية اعتقلت عام 2008 شبکة تهريب مخدرات وغسيل أموال لها علی صلة بحزب الله، قبل أن يعترف تاجر المخدرات الکولومبي وليد مقلد بعدها بثلاثة أعوام بالتعاون مع الحزب في تجارة الکوکايين. وفي عام 2009 أعلنت هولندا اعتقال 17 شخصا يشکلون شبکة دولية لتهريب المخدرات مرتبطة بحزب الله ونقلت نحو 2000 کيلوغرام من الکوکايين بين دول عدة خلال عام واحد وأرسلت الأرباح إلی لبنان. وبعد ذلک تقرير لمجلة “دير شبيغل” الألمانية عن وصول محققين لدلائل بأن حزب الله يمول عملياته من تجارة المخدرات في أوروبا وقد ظهر ذلک للمرة الأولی عندما اعتقلت عائلة لبنانية يشتبه في أنها هربت مبالغ کبيرة من عوائد تجارة الکوکايين إلی لبنان عبر مطار فرانکفورت، وسلمتها لشخص علی علاقة بالدوائر العليا لحزب الله، وبطبيعة الحال فإن کل هذه التقارير تثبت حقيقة واحدة وهي إن مايقوم به حزب الله إنما هو بناءا علی مايرده من أوامر من طهران، ولهذا فإن العبرة ليست في محاسبة أذرع النظام و أتباعه بقد ماإن کل العبرة في محاسبة النظام القائم في طهران فهو مصدر الشر و أساس البلاء في إيران و المنطقة کلها.  

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى