أخبار إيرانمقالات

التهديدات اللفظية والاعتداءات الفعلية


المستقبل العربي
11/3/2016
بقلم: سعاد عزيز
 بعد کل فترة و مرحلة من التدخلات العاصفة و السافرة الايرانية في دول المنطقة و تخلفه من نتائج و تأثيرات بالغة السلبية، وبعد أن تتعالی الاصوات في المنطقة عن سبب ترکيز نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية علی بلدان المنطقة و إستهدافها دون غيرها، ينبري بعض من قادة و مسؤولي النظام لإصدار تصريحات معادية لإسرائيل و أمريکا.
منذ بدايات تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، واظبت علی إطلاق شعارات معادية لأمريکا و إسرائيل و الاعلان عن تشکيل جيش مليوني من أجل تحرير القدس و ماإليه من شعارات براقة و طنانة، لکن و الحق يقال فإن أية من هذه الشعارات لم تخرج عن الاطار اللفظي و النظري، بل وإن الانکی من ذلک فإنه کان هناک بين الفترة و الاخری أنباء موثقة بشأن تواصل و تنسيق خلف الستارة بين طهران و الطرفين الآخرين.


“السبب وراء وضع تصميم لصواريخنا بمدی 2000 کيلومتر هو أن تکون قادرة علی ضرب عدونا النظام الصهيوني من علی مسافة آمنة”، هکذا صرح أمير علي حاجي زاده، قائد وحدة بطاريات الصواريخ في قوات الحرس الإيراني، ويأتي هذا التصريح مباشرة عقب تلويح نائب رئيس هيئة أرکان القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال مسعود جزائري، بإرسال قوات إيرانية إلی اليمن لمساعدة ميليشيات الانقلابيين الحوثيين، علی غرار دعم طهران لنظام بشار الأسد، وکأنه يسعی للتغطية عليه أو التقليل من شأنه علی الاقل.


المثير للسخرية و الاستهزاء، إن هذا النظام و منذ تأسيسه، أکد علی الدوام بإنه ظهير و سند لشعوب المنطقة وإنه يعمل کل مابوسعه من أجل الحفاظ علی أمن و إستقرار المنطقة و عدم السماح بإلحاق أية أضرار بها، لکن الذي جری لحد الان هو إن طهران قد وضعت کل ثقلها من أجل القيام بتدخلات سافرة ذات طابع عدواني في دول المنطقة أوصلتها الی منعطف التهديد بالتقسيم، ولهذا فإن مزاعم التهديد ضد أمريکا و إسرائيل و التظاهر بالعداء ضدها و مزاعم دعم و تإييد دول المنطقة أشبه ماتکون بنکتة سمجة مقرفة ليس إلا.


المطلوب عربيا و علی صعيد المنطقة هو أن يکون هناک موقفا موحدا حيال التدخلات الايرانية التي طالما حذرت منها المقاومة الايرانية و دعت للتصدي لها عبر تشکيل جبهة موحدة ضدها من شعوب و دول العالمين العربي و الاسلامي، حيث إن التهديدات اللفظية الصادرة ضد أمريکا و إسرائيل هي تعابير طنانة للتسويق المحلي و الداخلي فقط في حين إن إستهداف شعوب و دول المنطقة هو الاساس في سياسة هذا النظام

زر الذهاب إلى الأعلى