مقالات

لا نرحب بقدوم روحاني الِی العراق

 
11 آذار 2016
مرکز الدراسات القانونية للتنمية وحقوق الانسان الدولي 

من المقرر ان يزور العراق حسن روحاني في شهر آذار الجاري في اطار جولة مکوکية يقوم بها الرئيس الايراني بهدف تلميع وجه الحکم الايراني في الاوساط الدولية ولتغطية الجرائم التي ترتکبها حکومته ضد ابناء الشعب الايراني وکذلک التدخل السافر في شؤون دول المنطقة وفي مقدمتها العراق بدعم الميليشات الوقحة الموالية لها وتدفق الطائفية المقيتة ودعم عملاء الولاية ويکفينا لوضوح اکثر ان نشير الي کلام روحاني عندما يقول:«لو لم تصن قواتنا المسلحة أمن البلاد ولو لم يکن يتصدی قادتنا الأشاوس في بغداد وسامراء والفلوجة والرمادي ولو لم يساعدوا الحکومة السورية في دمشق وحلب لما کنا نحظی بأمن يمکننا من اجراء المفاوضات بشکل جيد».
وإن روحاني يحاول لفت الانظار العالمية الی أنه هو رجل اصلاحي ويمثل تيارا ينادي بالاعتدال والاصلاح وکذلک يدعم السلام العالمي وعندما ننظر نظرة سريعة الي ملفه وخلفياته نری بان عمله لا يختلف مع مما يسمی بجناح المحافظين او الاصوليين وکلاهما يعمل في اطار واحد وهو دستور ولاية الفقية والذي يعتبر تجاوزه خطا احمر لکلا الجانبين الاعتدالي والاصولي و ان روحاني الذي يحاول أن يخفي وجهه المخادع بغطاء «الوسطية والإعتدال» لا مهمة له الا الإحتفاظ بولاية الفقيه وخير دليل علی ذلک هو إن أعضاء کابينة روحاني من کبار مسؤولي السلطة خلال العقود الثلاثة الماضية حيث لعبوا دورا کبيرا في الحرب والقمع وتصدير الإرهاب والتطرف وان جميع الوزراء في حکومته من قوات الحرس الثوري وماموري وزارة المخابرات الايرانية .
إن في سجل روحاني اکثر من الفي حالة إعدام وکذلک العقوبات الوحشية من أمثال بتر الأطراف وإقتلاع العيون وتصعيد عملية قمع المعارضين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء في مجال حقوق العمال والنساء والمعلمين والمحامين والصحفيين والنشطاء في مجال الإنترنت وغيرهم کما اتخذ قمع النساء أبعادا أکثر خلال هذه الفترة. وفي عملية مروعة غير مسبوقة أصبحت النساء والفتيات ضحايا رش الأسيد علی وجوههن ورؤوسهن من قبل القتلة الحکوميين المنهجيين.
وفي مجال انتهاک حقوق الانسان في ايران أشار الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره السنوي إلی انتهاک حقوق الإنسان في ظل حکومة روحاني مؤکدا علی أن روحاني لم يکن ملتزما بوعوده تجاه إعطاء الحريات للشعب الإيراني ولم يحرز تقدما نحو حقوق الإنسان وحرية التعبير. کما أعرب أحمد شهيد المقرر الخاص لحقوق الإنسان لدی الأمم المتحدة عن قلقه حيال انتهاک حقوق الإنسان في ايران محذرا من انتهاکات سافرة للحقوق الأساسية منها تنفيذ أحکام الإعدام وعدم استقلال آلية السلطة القضائية. نحن نری ان روحاني ضالعا في کل جرائم النظام الايراني في المنطقة وفي العراق بوجه التحديد وهو يدافع عن التيوقراطية وهو الذي أدی اليمين بالالتزام بولاية الفقيه وان التظاهر بالاعتدال ما هو الا کذبة کبيرة يريد من خلاله استقطاب المساعدات الغربية فلذک انه غير مرحب به الی العراق ولامصلحة في ذلک ونعتقد ان بسط السجادة الحمراء تحت أقدامه اهانة للشعب العراقي الذي قام بکل اطيافه ومکوناته باحتجاج واقامة مظاهرات واسعة ضد عملاء ومترتزقة النظام الايراني التي سيطرت علی المقاليد السلطة في العراق وهيمنت علی مصير الشعب العراقي وان استقبال روحاني سيشجع الحکومة آلايرانية وازلامها علی اثارة الفتنة الطائفية وتأجيج الحروب في المنطقة وتصدير التطرف الديني والإرهاب کما تشکل تهديدا خطيرا للامن والسلم الاقليمي والدولي و يجب اشتراط العلاقة مع الحکومة ايرانية بوضع حد لتدخلاتها في العراق وکذلک بوقف  الإعدام وتحسين واقع حقوق الانسان في إيران.

مرکز الدراسات القانونية للتنمية وحقوق الانسان الدولي
8 آذار 2016
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى