العالم العربي

صحيفة «ميل أون صنداي» : الاستخبارات البريطانية تجهز ملفًا سريًا لبوتين عن جرائم الحرب في سوريا

 

9/3/2016
محققون بريطانيون من وحدة جرائم الحرب موجودون في سفارة بلادهم في بيروت
اللورد أوين وزير الخارجية البريطانية الأسبق رفض التبريرات الروسية، وقال: «المزاعم التي تقول إن روسيا لا تستهدف إلا الجماعات المسلحة مثل تنظيم داعش، مزاعم عارية عن الصحة. ولقد حان الوقت للکشف عن مثل تلک الترهات، کما يجب علی بريطانيا أن تتقدم الجهود في هذا الصدد».
يحقق جهاز الاستخبارات والشرطة البريطانية في هجمات علی المدنيين بواسطة المقاتلات الحربية الروسية في سوريا، بهدف محاکمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علی جرائم الحرب، کما کشفت صحيفة «ميل أون صنداي» الأحد الماضي. وذکرت الصحيفة أن المحققين من مباحث اسکوتلانديارد، طاروا إلی لبنان لمراقبة الغارات الجوية في سوريا المجاورة، وسط مزاعم بأن القاذفات الروسية قد تسببت في سقوط مئات الضحايا والمصابين من خلال استهداف المستشفيات والمدارس.
وأدانت المنظمات الطبية وجماعات حقوق الإنسان، قصف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية التي تعارض نظام حکم بشار الأسد، الحليف الأول لبوتين في المنطقة.
وقال تقرير الصحيفة إنه يمکن للجهات المختصة الآن الکشف عن أن أجهزة الاستخبارات تعمل علی إعداد ملف سري بشأن مجموعة من الاعتداءات المحددة، التي يمکن أن تؤدي إلی أن يواجه الرئيس الروسي اتهامات بارتکاب جرائم ضد الإنسانية في المحکمة الدولية.
ويأتي هذا الاکتشاف بعد التحذير الذي وجهه فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني إلی موسکو الشهر الماضي، بأن الهجوم علی المستشفيات يمکن أن يرقی إلی مستوی جرائم الحرب.
وفي ليلة أول من أمس، أکدت مصادر في وزارة الخارجية البريطانية أن المملکة المتحدة تراقب الوضع عن کثب داخل سوريا، بحسب ما ذکر التقرير، الذي قال إن المحققين البريطانيين، ومن بينهم محققون من وحدة جرائم الحرب بشرطة العاصمة، يوجودن في السفارة البريطانية في بيروت.
ووفقا لمنظمة العفو الدولية، تعمل روسيا علی استهداف المستشفيات في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في محاولة لإرهاب وترويع السکان المحليين وإجبارهم علی دعم بشار الأسد.
وفي مدينة حلب الشمالية، حيث يحظی الجيش السوري الحر المعارض بشعبية کبيرة، تقول المصادر إن 8 مستشفيات قد تعرضت للقصف بقذائف أطلقت من المقاتلات العسکرية منذ 30 سبتمبر (أيلول) العام الماضي، وهو تاريخ دخول القوات الروسية في الصراع السوري القائم. وتزعم المصادر کذلک أن الطائرات الروسية والسورية قد استهدفت المستشفيات في غير ذلک من المناطق في البلاد.
وفي 15 فبراير (شباط) الماضي لقي 25 شخصا مصرعهم عند تعرض مبنيين طبيين للهجوم في مدينة معرة النعمان الغربية. وبعد الهجوم الأول، عمل الأطباء علی نقل المصابين إلی مستشفی قريب، الذي تعرض هو الآخر للهجوم بثلاث قذائف خلال ساعة واحدة.
وتتمتع کل المرافق الطبية في مناطق الحرب بالحماية وفقا للقانون الدولي. ولقد نفت روسيا أن مقاتلاتها قد استهدفت المستشفيات، وأکدت علی أن مقاتلاتها لا تستهدف إلا «الأهداف الإرهابية». ولم يتسن الوصول إلی السفارة الروسية في لندن للتعليق علی الأمر الليلة أمس.
وذکرت الصحيفة أن اللورد أوين وزير الخارجية البريطانية الأسبق رفض التبريرات الروسية، وقال: «المزاعم التي تقول إن روسيا لا تستهدف إلا الجماعات المسلحة مثل تنظيم داعش، مزاعم عارية عن الصحة. ولقد حان الوقت للکشف عن مثل تلک الترهات، کما يجب علی بريطانيا أن تتقدم الجهود في هذا الصدد». وصوتت إحدی اللجان ذات التأثير والنفوذ داخل الکونغرس الأميرکي لصالح إقامة محکمة لجرائم الحرب المرتکبة في سوريا.
ومن المتوقع للدبلوماسيين الأميرکيين في الوقت الحالي السعي للحصول علی تأييد لتلک الخطوة من منظمة الأمم المتحدة. وسوف تُطرح الأدلة التي تعمل بريطانيا علی جمعها أمام تلک المحکمة. ورفضت شرطة اسکوتلانديارد التعليق علی الأمر.
المصدر:صحيفة «ميل أون صنداي»

زر الذهاب إلى الأعلى