مريم رجوي

کلمة مريم رجوي في مؤتمر «دور المرأة في الحرب ضد التطرف» فی البرلمان الاروبی

 


2016/3/3
 


السيدة باتريس بسرا رئيس المؤتمر
أيها الحضور الکرام
يسعدني اللقاء بکم والمشارکة في هذا المؤتمر بشأن خيارات النضال ضد التطرف.
التطرف المغطّی بالاسلام يمثل مرضا قاتلا بدأ يتسع عالميا بسبب إهمال لجمه ومواجهته وبات الآن استئصال هذا العَفن يتطلب عملاً شاملاً، فيما کنا نحذر منذ عام 1990 من أن التطرف الاسلامي هو خطر جديد علی العالم.

اليوم هناک قلق حقيقي من داعش، ولکن لابد من الانتباه أن تنامي داعش هو حصيلة تحولين في المنطقة: أولا احتلال العراق من قبل نظام الملالي بعد حرب عام 2003 والقمع الواسع الذي طال السنة في العراق من قبل الحکومة العميلة لملالي ايران في العراق وثانيا قمع الشعب والمعارضين السوريين من قبل حکومة بشار الأسد وبمشارکة وتحت قيادة النظام الايراني. اذن لو لم يکن تحکم النظام الايراني علی العراق وسوريا ولو لم يکن قمع السنة في العراق ولو لم تکن ديکتاتورية بشار الأسد، لما کان يظهر داعش کخطر علی العالم.
مع بدء حکم الملالي في عام 1979 لقد تجسّد نموذج ملموس وحيّ لجميع المجموعات المتطرفة. ان سجل عمل هذا النظام علی مدی 37 عاما يشهد علی أنه لا عامل آکثر تأثيرا في توسيع التطرف وتوجييه مثل وجود حکومة مثالية له. لاسيما أن الملالي کانوا يعملون بشکل نشط في تأسيس هذه المجموعات أو توجيهها عقائديا کما أنهم کانوا ومازالوا يزودونهم بالمال والسلاح.
حزب الله اللبناني هو صنيع الملالي ومدعوم منهم. أنصار الله في اليمن مدعوم من الملالي. وهناک عدة مجموعات ميليشيات في العراق تابعة لقوة القدس کما يتم ارسال السلاح والعتاد من ايران الی المتطرفين في افريقيا.
ومع الأسف فان صمت الغرب وسياسته القائمة علی استرضاء النظام الايراني، قد شجعا التيارات التطرفية الأخری علی انتهاج مسار الملالي. 
 السؤال الآخر هو ما هي آيديولوجية المتطرفين؟ المتطرفون سواء السنة منهم أو الشيعة متحدون في أسس مشترکة رغم اختلافاتهم. انهم يقدمون أنفسهم ممثلين عن الاسلام ويفرضون أحکام شريعتهم الرجعية عنوة علی الناس، فيما يتعارض الاسلام مع الإکراه والإجبار. قمع النساء هو في صلب أفکارهم. عمليا انهم يمارسون الارهاب وابادة السجناء والمجازر الجماعية ضد الأبرياء فيما ترفض التعاليم الاسلامية ذلک بشدة.  
من ملالي ايران الی داعش وبوکو حرام کلهم من طين واحد في المعتقدات التطرفيّة. المعتقدات والسلوکيات متشابهة؛ الأسس العقائدية واحدة وهي: تشکيل حکومة استبدادية باسم الخلافة الاسلامية أو ولاية الفقيه.

 



کما أن المجموعات المتطرفة لها قواسم مشترکة في المجالات التالية:
– فرض الدين القَسري بما يسمونه بأحکام الشريعة
– تصدير الارهاب
– فرض السلطوية خارج الحدود
–  معادة الغرب ومقارعة النساء
السؤال المطروح هو کيف يمکن التصدي لهذا الخطر؟ وما هو التعامل الصحيح؟
کفاح شامل وحازم حيث جرّبه الشعب الايراني والمقاومة الايرانية هو التعامل الصحيح مع هذه المسألة.
اني أريد أن أذکر بشکل موجز تجربة مقاومة الشعب الايراني في هذا الکفاح:
أولا – لمواجهة عفريت التطرف، ليست المواجهة العسکرية کافية وانما هناک حاجة الی مواجهته فکريا وثقافيا.
تأسيس حرکة منظمة ضد هذا النظام وتقديم بديل فکري وثقافي مقابله، أدی الی هزيمة التطرف اجتماعيا وايديولوجيا في ايران.
ثانيا – في هذا النضال النساء يلعبن دورا محوريا. ان تولي النساء مکانة متکافئة مع الرجال خاصة مشارکة نشطة ومتساوية للنساء في القيادة السياسية هو شرط ضروري له. وفي نهاية المطاف هذا النضال الذي تقوده النساء هو الذي يهزم التطرف.
ثالثا – النجاح في هذا النضال منوط أيضا بتخلص الرجال من الثقافة والفکر الذکوري. ان فهما طوعيا لقبول ضرورة مشارکة النساء في أمر القيادة السياسية هو أخطر ضربة للفکر الذکوري.
رابعا – مقابل التطرف المغطّی بالاسلام هناک نقيض فاعل يتجسّد في قراءة متسامحة وديمقراطية عن الاسلام حيث يجعل التطرف في طريق مسدود أمامه. ان دعم هذا البديل هو ضرورة هذا النضال.
خامسا – ان منبع التطرف ومصدر الالهام لمقارعة النساء هو النظام الحاکم في ايران. ولمواجهة داعش واستئصال شأفة التطرف المغطّی بالاسلام يجب وضع حد لاحتلال ملالي ايران في سوريا والعراق وأماکن أخری.
اننا ندعو الحکومات الغربية لاسيما اوروبا الی وقف منح التنازلات للملالي وعقد الصفقات مع الشرکات المملوکة لقوات الحرس. انه يعتبر تزويد ماکنة الحرب الدائرة في سوريا مباشرة بالوقود واستمرار الاعدامات في ايران. التغاضي عن قمع النساء في ايران وانتهاک حقوق الانسان في ايران يجب أن لا يستمر بعد الآن.
وبدلا من ذلک، اننا ندعو المجتمع الدولي الی احترام نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والديمقراطية.
أشکرکم جميعا. 

زر الذهاب إلى الأعلى