مقالات

انها حقا مجرد لعبة

 

 

دنيا الوطن
23/2/2016


بقلم:ليلی محمود رضا

 

 

المؤشرات کلها لاتدعو للتصور بإن بمقدور الانتخابات النيابية في 26 من هذا الشهر في إيران أن تحدث أي تغيير يذکر في إيران، خصوصا وان الاجراءات التي أقدمت عليها مجلس صيانة الدستور بحذف أعداد کبيرة من المرشحين، وکذلک التصريحات المتشددة التي صدرت عن المرشد الاعلی للجمهورية و قادة و مسؤولين آخرين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بضرورة عدم الإخلال بالنهج العام للنظام و عدم فسح المجال لأية تحرکات بإتجاه إحداث تأثير علی ذلک النهج، کل هذا يؤکد بإن الانتخابات لن تأتي بأي جديد و ستظل الاوضاع علی حالها.
مع إنطلاق الحملات الدعائية للإنتخابات، و ماترافقها من قضايا و أمور، بحيث يتم تصوير الامر وکأنه ستنجم هذه الانتخابات عن نتائج ستؤثر علی مجريات الاحداث و الامور، ومع التأکيدات الصادرة عن الجناحين الرئيسيين المتصارعين، بإلتزامها بالمحافظة علی المبادئ الاساسية للنظام و علی نهجه السائد، فإن توقعات بعض الاوساط السياسية و الاعلامية بشأن التعويل علی هذه الانتخابات ستتبدد رويدا و رويدا و تجد نفسها أمام النظام ذاته دونما أي تغيير أو مساس به.
طوال أکثر من 37 عاما علی تأسيس هذا النظام و ماقد جری من إنتخابات خلاله، إنبری المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ولاسيما التنظيم الاساسي فيه”منظمة مجاهدي خلق”، للتأکيد علی کذب و زيف هذه الانتخابات و عدم جدواها ذلک إن المبادئ الاساسية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تقوم علی أساس التعارض الکامل مع الديمقراطية و الحرية، وهذه الحقيقة أثبتتها ماقد نجمت عنه الانتخابات من عدم تحقيق أية نتيجة إيجابية تذکر عنها، بل وإن الاوضاع کانت تسير طوال الاعوام المنصرمة نحو الاسوء وهو کان دليلا حيا للشعب الايراني بعدم جدوی المراهنة علی هذه الانتخابات و التعويل عليها.
مقاطعة الشعب الايراني لهذه الانتخابات، وعدم ثقته بها، يأتي من کونه قد صار علی علم کامل بما يجري خلالها من إستخدام مختلف أساليب الغش و التزوير، وعدم السماح مطلقا بإنتخاب أي معارض حقيقي لهذا النظام، وحتی إن جناح رفسنجاني ـ روحاني الذي يزعم الاصلاح و الاعتدال فإنه هو الاخر يسعی بکل ما بمقدوره من أجل المحافظة علی النظام و علی عدم السماح بتعرضه للمخاطر و سقوطه، والذي يبدو واضحا جدا هو إن هذه الانتخابات هي حقا مجرد لعبة مکشوفة ليس إلا!

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى