أخبار إيرانمقالات

الاختلاف الطبقي الواسع يفضح طبيعة حکم الملالي

 
تتصدر إيران تحت حکم الملالي قائمة الدول التي تشهد أکثر حالات الاختلاف الطبقي حيث هذا الشرخ في إيران أزيد من دول رأسمالية مثل أميرکا، السويد واليابان بل اتسعت هذه الهوة بسرعة فائقة خلال حکم الملالي المدعين بالإسلام.
في البداية نبدأ من الحقوق الرسمية حيث إنه تبلغ 712 ألف تومان شهريا بغض النظر عن أن الکثير من العمال لا سيما النساء والمراهقين والأطفال لا ترقی رواتبهم إلی نصف هذا الرقم سوی العاطلين عن العمل؛ لکننا لنلق نظرة لمديرين رفيعي المستوی في الحکم لنری کم يتلقون رواتب مقارنة بالعمال الشاغلين وفق اعتراف عناصر النظام نفسه؟
عن هذا الأمر أعلن قاضي بور من أعضاء برلمان النظام خلال جلسة علنية عقدت 10 شباط 2016:
”للأسف مقابل الآلاف من الخريجيين ممن تم تسريحهم من العمل، جعل أصحاب المال والسلطة والتدليس والعملة والمحسوبية، أبناءهم وأبناء أصدقائهم يتولون عدة مناصب بذرائع الإستشارة، هيئة الإدارة وغيرها… ويستلمون الرواتب الطائلة عدة مرات بينما البعض منهم لا يعرفون طريق الوصول إلی مواقع اشتغالهم فيما يتقاضون أجورا أدناها يبلغ 20 إلی 30 مليون تومان بذريعة الإستشارة.
فيما ينص القانون علی أن تکون الرواتب القصوی 7 أضعاف للرواتب الأدنی وإذ إن الرواتب الأساسية للعامل هي 700 ألف تومان لابد أن تکون الرواتب القصوی هي 4 ملايين و900 ألف تومان بينما يکون الفارق الحالي بين الرواتب 196 ضعفا! هل هذا يمثل عدالة علي بن ابي طالب؟”.
نعم في حکم الملالي الماکرين الذين يتبجحون بـ ”عدالة علي (ع)” إن الفارق بين رواتب عامل ورواتب مدير عام يکون 1 من 200 إلا أن عدم المساواة في الرواتب هو أقل حالة لعدم المساواة وليته کان حجم وشدة عدم التساوي هذا القدر ولکن الواقع يؤکد أن الفارق يتراوح بين دون صفر إلی آلاف المليارات من التومانات بمعنی أن الملايين في وطننا يفتقرون إلی لقمة عيش وهم جياع وبالمقابل هناک أقلية تبلغ ثرواتها قناطير مقنطرة.
وعن الأوضاع الإجتماعية لمدينة طهران، أکد الحرسي قاليباف عمدة طهران خلال کلمة له تم بث جزء منها في تلفزيون النظام 18 حزيران 2015: ”وفق إحصاءاتنا لدينا 500 إلی 600 ألف عائلة متوسطة بوضعية جيدة، بالمقابل في هذه المدينة 200 ألف عائلة تفتقر للقمة عيش، أنت الذي تأکل 3 وجبات أسبوعيا وکل وجبة تبلغ 100 ألف تومان… فقدم شوربا إلی هذه العائلة الجارة!”.
وهذا هو الحل المقدم من جانب الحرسي قاليباف لمعالجة الفقر والجوع وعدم المساواة الإجتماعية! فلا يجب التوقع أکثر من هذا من هذا الحرسي المجرم والنهاب الذي نغص عناصره المجرمون في بلدية طهران حياة التجار والبسطيات ويتلقفون تلک اللقمة القليلة من أفواههم لکن ما يکتسب أهمية في تصريحاته هو الإعتراف بوجود 200 ألف عائلة جائعة في العاصمة، فيا تری ما يقدمه الحرسي قاليباف من رقم لا بد ضربه في أي مضروب للإقتراب من حقيقة جياع طهران وأرجاء إيران من بلوتشستان إلی خراسان وکردستان وإيلام وخوزستان و…؟ لکنه هذا لم يصور بعد عدم المساواة وحالات الإضطهاد في بلدنا المصاب بالملالي! حيث وفق تقرير متلفز تم بثه من تلفزيون النظام 22 شباط 2015 هناک شرائح في البلاد تجري جراحة التجميل علی حيواناتها مثل الکلب والقط وهناک مراکز خاصة في طهران نفسها بأجور هائلة تغير الأذن أو الذنب لحيوانات هؤلاء الأثرياء إلی الشکل المرغوب فيه لهم! وذلک في مدينة يفتقر ملايين من نفوسها إلی لقمة عيش ويضطر شباب لبيع الکلی أو الکبد أو عيونهم وفق إعتراف عمدتها!
وفي مقارنة أخری، تم استيراد 1071 سيارة من طراز بورشه بمبلغ يتراوح بين 600 مليون إلی مليار ونصف مليار تومان خلال سنتي 2011 و2012 وفق مصادر حکومية.
هذا وبمقارنة وحساب بسيطين وذلک أيضا حسب مواقع حکومية ”إن تکاليف إنشاء کيلومتر واحد لسکک الحديد تبلغ 5 مليارات تومان حيث کان من الممکن إنشاء 1700 کلم لسکک الحديد خلال السنوات الـ 5 الماضية بأموال صرفت لاستيراد السيارات وذلک باحتساب سعر الدولار الحر هذه الأيام وفي حالة احتساب الدولار الحکومي يصل الرقم إلی 677 کلم والجدير بالذکر أن تکلفة بناء سد کارون 4 بلغت ألف مليار تومان فعلی ذلک، بامتلاک 3200 مليار تومان من الممکن بناء 3 سدود بأحجام سد کارون 4 وبـ 8 آلاف و500 مليار تومان يمکن بناء 8 سدود في هذا الحجم”.
نعم، هذا هو نتيجة أداء نظام فاسد ونهاب سمّی مؤسسه  الخبيث خميني الدجال نفسه زعيم مستضعفي العالم وکان يقول إني لا أبدّل شعرة لساکني الأکواخ بمئات من أصحاب القصور! فتمخضت تلک الشعارات الخادعة عن فقر أسود متزايد طال 80 بالمئة من المجتمع الإيراني وعن هدم تقريبي للطبقة المتوسطة وتمرکز کل ثروات البلاد في يد شريحة محدودة جدا من تابعي نظام الملالي وأبنائهم.
لکنه بموجب جميع القوانين الإجتماعية والتجارب التاريخية، يستبطن غياب المساواة هذا وعدم التوازن الإجتماعي، برکانا مخيفا سيثور في وقت ليس ببعيد.
زر الذهاب إلى الأعلى