العالم العربي

الجبير يحمل وفد النظام السوري مسؤولية فشل مؤتمر جنيف

 

 

الحياة اللندنية
5/2/2016


ثمّن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير موقف ألمانيا تجاه قضايا الشرق الأوسط، وسعيها إلی العمل من أجل استقرارها. وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني فرانک فالتر شتاينماير، في الرياض أمس: «اجتمع الوزير بخادم الحرمين الشريفين الملک سلمان بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، کما اجتمع بوزير الاقتصاد والتخطيط المهندس عادل فقيه، وعدد من رجال الأعمال السعوديين ومن الشباب السعوديين في مؤسسة مسک، وحضر افتتاح المعرض الألماني في الجنادرية، ضيف شرف هذا العام في المهرجان». وتطرق إلی الوضع السوري ومؤتمر جنيف فأکد أن «وفد النظام لم يکن جاداً» وأن هدفه «المماطلة»، محملاً «النظام مسؤولية فشل المؤتمر»،
وأشار إلی أن الاجتماع مع شتانماير «کان إيجابياً، تم خلاله البحث في أوضاع المنطقة ومنها سورية، والعراق، وإيران، واليمن، والتحديات التي تواجهها، کما بحث في العلاقات المميزة في کل المجالات، فألمانيا لها علاقات تاريخية مع المملکة».
وقال الوزير شتاينماير من جانبه، إن بلاده «تشارک في مهرجان الجنادرية ضيف شرف لتقدم من خلال جناحها التقاليد والإبتکارات الألمانية إلی جمهور واسع في المملکة، داعياً إلی زيارة الجناح للتعرف إلی ثقافة وقيم وتقاليد وحياة الألمان». وأضاف ان «الرياض وبرلين تجريان العديد من المشاورات السياسية واللقاءات في العديد من المواضيع التي تخص العلاقات الثنائية بين البلدين، والمواضيع الخاصة بالمنطقة، خصوصاً في الشأن السوري».
وأوضح أنه «تمت خلال المحادثات مع المسؤولين في المملکة مناقشة عدد من الشؤون الثنائية بين البلدين مثل: تأثيرات تبادل الطلبة، وإمکان الدراسة الجامعية للطلاب». عن أسباب توقف المحادثات السورية في جنيف، قال: «هناک أسباب مختلفة ومعقدة في الفترة التحضيرية لمحادثات جنيف، ولاحظنا أن هناک توقعات عند الوفد المعارض، والمعارضة کانت تتوقع تراجع وتيرة الأعمال العسکرية، لکن شهد القتال تصعيداً والنظام يتحمل المسؤولية في ذلک، وفي الأيام المقبلة سنتحدث مع روسيا عن هذا الموضوع، خصوصاً في ما يتعلق بالوضع الإنساني، ولا بد من تحقيق تحسن في هذا الجانب، وهذه المحادثات ستتم».
أما الجبير فقال: «بالنسبة إلی تعليق المفاوضات في جنيف کان السبب من وجهة نظرنا عدم جدية النظام في التجاوب مع المبعوث الأممي، وعدم تجاوبه مع طلب إدخال مساعدات إنسانية إلی سورية، وفک الحصار عن المدن، وکما هو معروف فإن الاتفاق الذي تم التوصل إليه أدی إلی المحادثات في جنيف، وهو مبني علی قرار مجلس الأمن 2254، الذي طالب بوقف إطلاق النار، وتابع أن وفد النظام «الذي أتی إلی جنيف لم يکن جاداً، وکانت المسألة مماطلة وتعقيداً، وغيرها من الأمور لعدم تحقيق أي تقدم في هذا الأمر». وزاد: «إن العمليات العسکرية الروسية تم تکثيفها، وهناک وجهتا نظر بالنسبة إلی أسبابها، هناک من يقول إن التصعيد هدفه تحسين وضع النظام قبل وقف النار، وهناک وجهة نظر أخری تقول إن تصعيد العمليات العسکرية الروسية هدفه استفزاز المعارضة کي تتخلی عن المحادثات، وهذا ما حدث، والذي حصل أن المبعوث الأممي وصل إلی قناعة بأن النظام ليس جاداً في المحادثات، ومن الأفضل تجميدها في الوقت الحالي لبحث هذا الأمر معهم في الأيام المقبلة، وکانت کما ذکر زميلي محادثات طوال ليل أول من أمس بين الوزراء المعنيين والدول المعنية من أجل استئناف المفاوضات في أسرع وقت ممکن، والنظر في کيفية وضع الأمور في مسارها من أجل الوصول إلی حل في سورية، وهناک بعض الأفکار التي طرحت، ستناقش حال عقد اجتماع مجموعة فيينا في ميونيخ الأسبوع المقبل، ونحن علی اتصال مستمر مع المبعوث الأممي ومع الدول المعنية ومع المعارضة السورية».
وعن الوضع بين المملکة وإيران ووضع الحجاج الإيرانيين، قال الجبير: «الأمر يعود إلی الخطوات التي اتخذتها إيران وسياساتها، علی مدی أکثر من 35 عاماً، وهذه السياسات عدوانية، ولکن في ما يتعلق بالحجاج والمعتمرين الإيرانيين لن تتغير سياسة المملکة، فکل مسلم مرحب به في مکة المکرمة والمدينة المنورة، وکل مسلم له الحق أن يأتي ويزور بيت الله الحرام، والمملکة ستسهل کل شيء ممکن من أجل وصول المعتمرين والحجاج إلی بيت الله الحرام، وهذا يشمل الحجاج الإيرانيين، والأزمة السياسية بين المملکة وإيران لا علاقة لها علی الإطلاق في ما يتعلق بالحج، أو في ما يتعلق بالمعتمرين».
ورداً علی سؤال حول من يلصق «داعش» بالإسلام أو بالسنّة، قال: «هذا خطأ، داعش وما يقوم به ليس إسلاماً، الإسلام لا يبرر قتل الأبرياء، والإسلام لا يبرر العنف والکراهية، الإسلام دين وسطي ودين تسامح ومحبة ورحمة، وما يقوم به هؤلاء المجرمون لا علاقة له علی الإطلاق بالإسلام».

زر الذهاب إلى الأعلى