العالم العربي

أخطبوط إعلامي يخترق بيروت بتمويل إيراني

 

عکاظ
3/2/2016


تحول محيط السفارة الإيرانية القابعة عند المدخل الجنوبي لبيروت إلی ما يشبه المربع الأمني والإعلامي التابع لنظام الملالي في إيران. وإن کانت الإجراءات الأمنية تجد من يبررها وخاصة بعد عملية التفجير التي تعرضت لها السفارة في 19 نوفمبر 2013 إلا أن تسخير هذه الإجراءات لحماية المربع الإعلامي الذي ترعاه إيران ويعمل علی بث الفتنة في الدول العربية هو الملفت في ذلک.
في المربع الإعلامي الإيراني الذي يتخذ بيروت مقرا له تقع سلسلة من مقرات فضائية متعددة الجنسيات وفقا للمشروع الايراني من المسيرة التي تنطق بلسان الحوثيين مرورا بالاتجاه العراقية نصيرة الحشد الشعبي والثبات المتکفلة بإيهام العالم أن السنة يدعمون حزب الله وإيران وانتهاء بفلسطين اليوم ومعها قناة القدس وعلی رأس کل هؤلاء فضائية الميادين.
مصادر خاصة بـ «عکاظ» أشارت إلی «أن کل هذه القنوات تعمل بدعم مادي إيراني حتی أن کافة مقراتها تم استئجارها عبر وسطاء من حزب الله والسفارة الإيرانية في بيروت وقد وضعت في هذا المربع الجغرافي لأسباب أمنية».
وأضافت المصادر لـ «عکاظ»: «إن قناة المسيرة الحوثية تم تجهيزها بالکامل من قبل حزب الله حتی حجز الاتصال الفضائي تم من قبل الحزب عبر مؤسسة تتخذ من لبنان ودبي مقرا لها».
وزير إعلام سابق، رفض الکشف عن اسمه، أکد لـ «عکاظ» أن الحراک الإعلامي الإيراني في لبنان يعمل في ثلاثة اتجاهات، الأول تفريخ مؤسسات إعلامية فضائية ومواقع الکترونية متعددة الجنسيات وبهوية واضحة، والاتجاه الثاني زرع إعلاميين موالين لإيران في فضائيات عربية کبری بحيث تکون تغطية الخبر من لبنان والضيوف من محللين وخبراء وفقا للأجندة الإيرانية أو أقله ليست معادية لها، فيما الاتجاه الثالث يقوم علی تجنيد عدد من المحللين وأساتذة الجامعات بحيث يطلون کضيوف علی سلسلة من الفضائيات يروجون لسيناريوهات معينة في القضايا الساخنة تخدم الرؤية الإيرانية».
المحلل السياسي وعضو الأمانة العامة في قوی 14 آذار إلياس الزعبي وفي تصريح إلی «عکاظ» قال: «إيران متسللة بقوة في العالم العربي وخاصة في لبنان وأبرز وسائل هذا التسلل هو الإعلام فلا يخفی علی أحد أن النظام الإيراني بذل أموالا طائلة في السنوات الأخيرة علی تفريخ وسائل إعلامية وخاصة الإعلام المرئي، فإيران تقف بشکل مباشر ومکشوف خلف ثلاث فضائيات لبنانية حاليا معروفة بتوجهاتها، وکل ذلک في سبيل طموحات ايرانية وهو أمر يتکامل مع المال الذي يصرف في دعم الميليشيات العسکرية کحزب الله». وحول سبل مواجهة الاخطبوط الإيراني في الإعلام قال الزعبي لـ «عکاظ»: «للأسف العقوبات الدولية لا تکفي، والخوف من أن الاتفاق النووي سوف يدفع إيران لبذل مزيد من الأموال في هذا السياق، فهذا الأخطبوط يحتاج لأکثر من عقوبات، يحتاج لرؤية إعلامية عربية تعرف ما تريد وتحدد العدو والصديق وسبل المواجهة».
وعن سياق المواجهة يقول وزير الاعلام السابق في نهاية حديثه لـ «عکاظ»: «المواجهة تبدأ من تطهير المؤسسات العربية وخاصة الفضائيات الکبری من عملاء إيران وهم کثر».

زر الذهاب إلى الأعلى